- ما شاهدناه بعد صلاة الجمعة أمام بوابة جامع السعيد في عصيفرة، تعز يجعلنا نخرج عن طبيعتنا كمسلمين أولاً وكبشر ثانياً. - مجموعة سفهاء الأحلام لا علاقة لهم بالمساجد، أعمارهم بين العاشرة والخامسة عشرة يطالبون بتغيير خطيب الجامع المستقل وغير المنتمي إلى أي حزب سياسي الدكتور/محمد الأهدل وينعتونه بألفاظ ولافتات نابية لم يسبقهم بها أحد في التطاول على إمام وخطيب وداعية بحجم الدكتور محمد الأهدل في تعز. - تُرى من يقف خلف هؤلاء .. سفهاء الأحلام الذين لم يبلغوا سن الحلم بعد؟ - ألم يكن أولى بمن دفعهم إلى أذية الناس أثناء الصلاة والتشويش عليهم أثناء الخطبة بتعليمهم آداب المساجد وحرمتها وآداب الجمعة وبركاتها؟ - لكن يبدو واضحاً أن من دفعوا بهؤلاء الأغرار إلى مثل هذه الأفعال القبيحة والبعيدة عن أخلاق المسلمين وعقيدتهم إنما يريدون السيطرة على هذا الجامع الكبير بمساحته وحسن تأهيله وتأثيثه وفخامة مرافقه وساحاته، ثم للأعداد المهولة التي تحضر لصلاة الجمعة فيه لوجود هذا الخطيب غير المتحزب ذي العلم الغزير الذي يبرز عظمة الإسلام وسمو تعاليمه وأخلاقياته ورحمته بالعالمين، حيث يتجاوز عدد المصلين الثلاثة آلاف مصلٍّ، كثير منهم من الميسورين لغرض جمع أكبر قدر من التبرعات الأسبوعية. - ثم لأن هذا الجامع بالذات هو الوحيد في تعز بهذه المواصفات الرائعة حيث ملحق به سكن مؤثث جيداً للإمام وقيّوم الجامع ومكتبة متميزة وقاعات استماع مجهزة، ومرافق دراسية مميزة وأكبر بدروم أرضي بكافة مرافقه الخدمية كان يستخدم كصالة بيع منتجات المجموعة أثناء معرض الشهر الكريم. - بالإضافة إلى كلية السعيد للعلوم الإسلامية التي أصبحت الآن جامعة السعيد ومدرسة تحفيظ القرآن النموذجية المتميزة في تجهيزاتها الصوتية، والتعليمية، وكذلك فصولها، ومرافقها الواسعة التي تستوعب آلاف الطلبة في مختلف التخصصات. - لذلك نقول لمن يقف خلف هؤلاء: - إن جامع السعيد ومرافقه وكلياته ومدارسه ومساكنه لن يكون البديل الحلم «لمعهد دماج صعدة» في تعز. - ولن يكون المقر النموذجي لحزب الوصاية على الإسلام والمسلمين في هذه المدينة المنكوبة بتسييس الدين وأسلمة السياسة ببلادة لا مثيل لها ولا نظير. - مع العلم أن هذا الجامع أوقفته الجمعية الخيرية لهائل سعيد أنعم للعلوم الإسلامية المجردة من الحزبية السياسية ومن المذهبية الدينية والمهاترات الكيدية والفقهية القادمة من خلف الحدود. -وعلى الذين يؤلبون ويدفعون بصبيانهم وغلمانهم لإحداث مثل هذه الفتن والتشويش أثناء خطبة الجمعة وبعدها أن يحترموا دين الله إن كانوا مسلمين كما يدعون. - فبيوت الله لها حرمتها وليست للمكر الحزبي والمذهبي، حيث قذارة السياسة مغلفة بطهارة الدين الحنيف. - «والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده». - إن التفكير بالتعويض لمعهد «دماج» وطلابه لا ولن يكون «جامع السعيد» ومرافقه في عصيفرة تعز. - كما أن هذا الجامع لن يكون حصّالة نقود لجمع التبرعات لأحزاب الوصاية الدينية ولا لجمعية التشدّد وأخواتها ولن يكون مساكن لطلاب معهد دماج المرحّلين إلى صنعاء وغيرها.