ربما يلاحظ معي الكثيرون أنه عندما يتحدث الرئيس( هادي) ويقول: إن اليمن يتجه نحو مستقبل واعد بالخير للجميع وأن اليمنيين أصحاب حكمة وأن مخرجات الحوار في طريقها للتنفيذ، نجد بعدها مباشرة تفجيرات هنا وهناك وتحرك للحوثيين والحراك المسلح، كل ذلك حتى يوصلوا رسالة إلى الشعب اليمني أن لا تصدقوا وأن البلاد في فوضى وقلق وأن كل ذلك عبارة عن أحلام وهذا ما يكتب في صحفهم وإعلامهم. والسؤال الذي يجب الإجابة عليه هو: ما الأسباب التي تدعو تلك القوى على التشكيك بكل ما يقوله الأخ الرئيس لا شك أن الإجابة على السؤال توضح مدى حرص الكثير من تلك القوى المعارضة لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني على الوقوف ضد أي نجاح يذكر في هذا الوطن وضد كل تقدم وتطور نحو خروج اليمن من أزمته وعرقلة توجهه نحو بناء الدولة المدنية الحديثة لأنهم جميعاً يدركون أن تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني يعني بناء دولة مدنية حديثة، دولة النظام والقانون التي هي ضد مصالحهم وضد مشاريعهم الصغيرة وضد مصالح الدول التي تقوم بدعمهم وبالتالي يحاولون وبقوة التشكيك وإعطاء صورة لليمنيين أن اليمن تتجه نحو الهاوية ويحاولون زعزعة ثقة الشعب بالقيادة السياسية. والحقيقة التي يجب أن نناقشها( وبهدوء ) وبدون تعصب أن اليمن في طريقها إلى الخروج من أزمتها وأن اليمن أصبح اليوم على أعتاب بناء دولة النظام والقانون التي حلم بها اليمنيون منذ عشرات السنين شكك من شكك وسخر من سخر، يؤكد ذلك ما هو موجود اليوم على الواقع وما رأيناه من اتفاق اليمنيين على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني والتي ستترجم إلى مواد دستورية وسوف يتم الاستفتاء عليها وانتخابات رئاسية وبرلمانية ستعمل على انتخاب رئيس جديد لليمن سيكون بيده دستور جديد أقره الشعب، وبالتالي سيبدأ إعلان مولد الدولة اليمنية الحديثة التي سترفض أية جماعات مسلحة داخل الدولة وسترفض إقلاق الأمن والسكينة وستنشر النظام والقانون والعدل والمساواة على كل أرجاء اليمن الموحد، ومن سيقف ضد ذلك سيتم التعامل معه طبقاً للدستور والقانون. والذي يتم اليوم هنا وهناك من اقتتال وتحركات مسلحة لبعض المليشيات وقتل الناس بالشوارع هو سبب عدم وجود الدولة القوية لأسباب تتعلق بالمبادرة الخليجية وآليتها المزمنة وما فرضته من توافق قاتل بين المكونات السياسية لكن عندما ينتهي التوافق وعندما يتم بناء الدولة الحديثة فلا أحد سيكون فوق الدستور والقانون كان صغير أو كبيراً. أنا لا أعتقد وكما يقال إن حكومة الوفاق فاشلة ولا تستطيع القيام بمواجهة أي شيء وأنه يجب تغيير الحكومة أنا أرى أن المشكلة أيها السادة هي في التوافق الذي فرضته على اليمن المبادرة الخليجية، واعتقد أنه مهما بدلنا الأشخاص والأسماء سيكونون جميعاً مقيدون بذلك التوافق، هذا هو السبب الحقيقي لما يحدث من اختلالات أمنية وعدم القدرة على مواجهتها بقوة، لكن عندما ينتهي ذلك التوافق سيعود كل شيء إلى يد الدولة القوية. وخلاصة القول: أنه لولا التوافق القاتل لما استطاع الحوثيون الدخول بقواتهم إلى مشارف صنعاء ولولا التوافق لما استطاع ( كلفوت ) أن يعلن وبصراحه أمام العالم أنه من يفجر أنابيب النفط ويعتدي على الكهرباء ولولا التوافق لما استطاع الحراك المسلح أن يعتدي على مؤسسات عسكرية هامة. فصبراً أيها الشعب اليمني الطيب أنتم على موعد مع يمن جديد قوي أمن مستقراً اسمه اليمن السعيد الاتحادي الديمقراطي.