في ظل هذه التخبطات والتعقيدات التي باتت تؤرقنا وتفرض علينا سياجاً من التوجس والخوف على مصير هذا البلد المعطاء, تناسل وبشكل كبير من يسعون لوأد كل فرصة للنجاة ويدفعون بشكل بشع الواقع إلى صراع وتعقيد أكبر في خطوة متكررة لجعلنا ندور في دائرة نارية تسيجها المكايدات ويغلّفها دم الأبرياء الذين ما زالوا وقود كل خطوة وحشية يقوم بها أعداء الخير لهذا البلد المكلوم. فالشيخ والسياسي والحزبي والطائفي والسيد مازالوا جميعاً يستحضرون ويجترّون أحقادهم المتوارثة وتقيحاتهم الأسطورية ويفرغونها في جعبة واقعنا الأزماتي وفينا والبلد يتحمل نتيجة كل حمولاتهم النفسية المعقدة والساردة في المجون ويجرّون اليمن إلى مزيد من الانهيار والعداوات والمحن، وفي مرحل طالب فيها الكثير ومازال يطالب بتأهيل كافة قطاعات ووزارات وجيش الدولة وإعادة تأهيلها مهنياً وعلمياً صرنا أكثر مطالبة بتأهيل النفوس على الولاء للوطن فقط بعيداً عن طواف الشخصنة وعباءات وأردية القبح الدفين. فللأسف الشديد مازال هناك اختلال كبير جداً في ميزان الولاء الوطني وهذا الولاء المنعدم تكون ضحيته أرواحاً تفتك وأجساداً تُزهقها كل ثانية المصالح الضيقة والمشاحنات والمكايدات السياسية القبيحة ويُحرمون حق الحياة دون حول منهم ولا قوة. صحيح إننا دخلنا مرحلة جديدة في شكلها ومرسوم في مضمونها أيضاً شكل مغاير عما عهدنا إنما مجريات الأمور تسير للأسف بعقليات ترفض اجتثاث كل ما جرّنا إلى الوراء وتصر على تأجيج الوضع والسعي به إلى مزالق خطيرة وغير محمودة العواقب. طالما وديدننا في هذه المرحلة يسير بحسب الهوى والعشوائية والعبث وتمجيد الشخوص مقابل إنكار الوطن ومصالح شعبه المقهور, وطالما والبعض يسعى إلى إرباك ووأد كل محاولة لنا للعيش بطمأنينة واستقرار حياتي ووطني ويصب الزيت على النار أكثر للخروج بأكبر الخسائر لوضعنا الراهن ولبلدنا المكلوم, فنتوقع أن تتناسل التعقيدات و تبقى عصية عن الحلول وتزداد لخبطة وتعقيداً إذا لم توجد روح المسؤولية والإحساس بخطورة الوضع وتأثيره على حاضر ومستقبل وشعب اليمن ككل. ومن هنا يأتي دور كل ما زال نبضه يمنياً خالصاً مخلصاً لوجه الوطن, ودور عقليات واعية لم تلوثها شوائب الأحقاد والفتن كي يتكاتفوا وينقذوا ما تبقى فينا من احتضار أخير وما تبقى للوطن ماء مراق إراقة تجار الحرب وحفاري القبور. فلا فائدة من مصالحك النتنة وأحقادك البغيضة إن كان على حساب وطن ينهار ويتآكل ولا فائدة من كرسيك ومنصبك إن كان على حساب مواطن بسيط محروم من حق الحياة البسيطة يلتحف الجوع والفقر والموت كل ثانية بينما البغاة وآلات الدمار الشامل يدوسون على دمه ويمضون غير آبهين سوى لهمجيتهم وغيّهم المبين. البلد كل ثانية يسير إلى الوراء والجالسون واللاهثون خلف بريق الكراسي يبحثون عن الوزارة تلك والإدارة تلك، البلد كل لحظة يسكب دماء أبنائه سيولاً، واللاهثون خلف المناصب يحيكون المؤامرات للإطاحة بخصومهم، وكيفما كان الثمن.. أصحاب المصالح يموتون من التخمة والشعب الكادح يموت من الجوع والظلم والرصاص الطائش والبنادق العابثة. تباً لحياة نأتي إليها عاريي الأحلام والعيش الهنيء.. وتباً لوطن يحيا فيه أوغاد لا يعرفون سوى تخمة نفوسهم القبيحة.. وتباً لوحشية تدوس بمخالبها بشراً ضعفاء لا ذنب لهم إلا أن دروبهم كلها جفاف ولظى.. وتباً لواقع يدوس الماكرون تحت جبروتهم كل البؤساء. رابط المقال على الفيس بوك