اتفقنا أنا وصديقي أن نتناول القات اليوم فوق قلعة القاهرة وعند وصولنا أخذ كلٌّ منا مكانه ومتكأه وبدأنا بتناول القات وبدأت المرحلة الأولى المعتادة في مجالس القات وهي مرحلة النكتة السياسية، فقال لي صديقي: سمعت آخر نكتة؟ قلت له: ما هي؟ قال: محافظه تعز و محافظة إب إقليم واحد اسمه إقليم الجند قلت له: وما هي النكتة في ذلك؟، قال: النكتة هي إن هذا الإقليم لا يوجد فيه نفط ولا غاز ولا هم يحزنون، هذا الإقليم سيكون أفقر إقليم في اليمن. قلت لصديقي: نحن في إقليم الجند لا نحتاج لنفط وغاز نحن عندنا الإنسان الذي هو وسيلة التنمية وهدفها يكفي هذا الإقليم أن تكون لديه حكومته الخاصة من الكوادر المؤهلة عالية الكفاءة وهم كثيرون في هذا الإقليم ويكفي هذه الحكومة نشر الأمن والأمان ووضع قانون للاستثمار يلبي طموحات المستثمرين ويوفر لهم بيئة استثماريه سليمة والتي ستجعل المستثمرين وفي ظل الأمن والأمان يتنافسون ويتسابقون على هذا الإقليم من كل مكان وسيقومون بخلق مشاريع ضخمه توفر آلاف فرص العمل ياصديقي، نحن في إقليم الجند مستعدون «إذا توفرت حكومة مناسبة وصادقة» تسليم كافة الأسلحة للحكومة ومستعدون أن نحمل الورود في أيادينا بدلاً من السلاح، لأن عاصمتنا هي مدينه تعز عاصمة الثقافة بدليل أنه يوجد لدى أبناء هذا الاقليم استعداد فكري وثقافي للقبول بكل القرارات التي تعزز الأمن والأمان. انظر معي مثلاً إلى هذه المدينة من تحتنا هل ترى الباب الكبير وباب موسى وهذه القلعة وما يوجد في الوسط من مناطق أثريه مثل جامع المظفر والأشرفية وغيرهما من المناطق فلو قامت حكومة الاقليم بالاهتمام بهذه المناطق السياحية العظيمة فتخيّل معي آلاف السياح يدخلون من الباب الكبير إلى سوق الشنيني باتجاة باب موسى وقد قامت الحكومة بترميم هذه الشوارع وعمل الديكورات السياحية للمحلات التجارية وقامت بفتح مطاعم سياحية بمواصفات عالمية ويتم من خلالها بيع التحف التي تعكس تاريخ وحضارة اليمن عبر العصور وتخيل أيضاً أن تقوم الحكومة بفتح أماكن سياحية على جدران هذه القلعة بمواصفات سياحية وسلالم كهربائية, قاطعني صديقي وقال: أين الكهرباء؟ وأين الماء؟ مالك تتخيل خيالاً غير منطقي؟ ناقص تقول لي ان حكومة الإقليم ستعمل برجاً فوق القلعة؟. قلت له: والله فكرة عظيمة أن يأتي مستثمر ويعمل لنا برج القاهرة السياحي فوق قلعة القاهره وانظر كم سيكون دخل السياحة في هذا الاقليم وبالعملة الصعبة. يا أخي انظر من فوقنا جبل صبر لو استُغل سياحياً لن يكون أقل من جبل لبنان الذي يزوره السياح من أصقاع الأرض قال لي صديقي: يا الله كمّل كمّل الثرثرة والخيال وأنا سوف أسمع، قلت له: تخيّل معي لو جاء مستثمر آخر وعمل «ترافليك» سياحي فوق مدينه تعز ابتداءً من فندق السعيد إلى رئس جبل صبر مروراً هنا بالقلعة وتخيّل معي السياح يمرون في الهواء داخل صناديق كهربائية يستمتعون بجمال المدينه وتراثها. قال صديقي: احلم احلم، وأكثر من الثرثرة. قلت له: يا أخي محافظة إبوتعز تتمتعان بأجواء سياحية عظيمة، فلو قامت حكومة الإقليم بالاهتمام بالجانب السياحي لأصبح هذا الإقليم أغنى إقليم في اليمن وفي شبه الجزيرة كلها. يا أخي عندنا بالإضافة إلى السياحة شريط ساحلي كبير وميناء عالمي هو ميناء المخا، ولو قامت حكومة الاقليم بإعادة النظر في هذا الميناء وتطويره لأصبح من أهم الموانئ في الشرق الأوسط، هذا الميناء كانت اليمن في بداية القرن العشرين المنصرم لا تعرف إلا باسمه. عندنا في إقليم الجند كل شيء لو توفرت حكومة تتمتع بالنزاهة والكفاءة والقدرة على توظيف استثمار الإنسان ولديها رؤية للمستقبل لو توفر ذلك ياصديقي صدّقني خلال سنوات قليلة سيكون لهذا الاقليم شأن عظيم. قال صديقي: اليوم القات هو العظيم من أين خزّنت اليوم؟ قلت له: أتمنى أن تكون جلسات القات تستغل في التفكير السليم وإقامة ندوات فكرية وثقافية توجه الإنسان إلى أن يكون إنساناً مبدعاً وفاعلاً، إيجابياً يساهم في التنمية وخلق الأمن و الأمان. قال لي صديقي: هيا نمشي، المغرب اقترب، هيا نذهب إلى الصلاة. قلت له: انظر ما أجمل مدينة تعز وقت الغروب، والله لو هذا الجمال وهذه المناظر الطبيعية الخلابة حصلت على اهتمام كافٍ من قِبل حكومة الإقليم لاستطعنا أن نبيع الكيلو الهواء بمائه دولار.!