تتعالى أصوات تتباكى على السيادة الوطنية جراء قرار مجلس الأمن بخصوص اليمن ووضع المعرقلين ضمن البند السابع متناسين أو متجاهلين الأسباب التي أوصلتنا إلى هذه الحالة، وإن اليمنيين لم يحافظوا على كرامتهم وسيادتهم ولم يحترموا بعضهم، حتى يحترمهم الآخرون..وضعنا مؤلم وقيمنا ضربت بالصميم فلا احترام لحقوق الانسان ولا قيمة ولا كرامة لمواطن إلا بمقدار ما لديه من قوة تحميه، ولا قدسية للنفس التي حرم الله ولا لإبن السبيل، مصالحنا تُضرب بأيدينا أنابيب نفط، أبراج كهرباء، كل مليشية تشكل لها دولة تعبث وتسفك الدماء، أحزاب متناحرة ، سيد يرى نفسه أحق بالملك، حراك يعتبر أن صاحب العربية من أبناء المحافظات الشمالية غازٍ وظالم فيستبيح دمه ويحرقه دون وازع من ضمير أو خوف من الله، مشايخ ونافذون يريدون أن يكونوا متميزين عن كل المواطنين ارتباطهم بالخارج أكثر من ارتباطهم بالداخل.. من ذاق الحكم لا يريد أن يتركه حتى بعد موته إلا لأولاده وكأننا مواشٍ تورث، ثرواتنا تنهب ، أجرمنا في حق بعضنا أكثر مما أجرم به الآخرون فينا.. فماذا نتوقع من العالم، وصدق الله سبحانه القائل «وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون» وما البند السابع الذي نتحدث عنه إلا كما قال المثل «أرحبي يا جنازة إلى فوق الاموات».. وهل تُرِكَ لنا وطن سليم معافى حتى نقول انتهكت سيادة الوطن.. الوطن انتهك من القريب قبل البعيد. ورغم أن هذا القرار أثار ضجة كبيرة وبلبلة في الأوساط اليمنية بين مؤيد ومعارض الاّ أني أعتقد جازماً أن الغالبية العظمى من الذين يرددون أن هذا القرار انتهك السيادة الوطنية لم يقرأوا حرفاً واحداً من نص القرار ولكنهم استقوا معلوماتهم من الجهات المتضررة منه وتأثروا بها بنية صادقة اعتقاداً منهم أن موقفهم هذا موقف وطني وأنا كنت في البداية متأثراً وحزيناً على صدور هذا القرار مثلي مثل الذين تأثروا دون الاطلاع على نص هذ القرار، بينما القلة القليلة التي قرأت هذا القرار وهي متضررة منه هي التي شعرت بخطورته عليهم وعلى توجههم الهادف إلى العبث بالوطن والمواطن. بعد قراءتي المتأنية لقرار مجلس الأمن وجدت إنه حمى اليمن من أبنائه العابثين وبعث فينا الأمل بالحفاظ على وحدة اليمن وتطبيق مخرجات الحوار وتقليم أظافر الطغاة والمجرمين ووضع حد نهائي لعبثهم، وحرص مجلس الأمن هذا ليس حباً في سواد عيوننا ولكن لاستشعارهم أن اضطراب اليمن وعدم استقراره يهدد السلم العالمي ويعرض مصالحهم للخطر وهذا من فضل الله على اليمن، ولا ندري ماهو الدافع للمتباكين على اليمن من هذا القرار، هل كانوا يريدون تطبيق النموذج السوري أو الليبي علينا؟. من ملاحظاتي على القرار إنه أشار للمليشيات المسلحة على استحياء ولم يلزمهم صراحة بتسليم أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة ولكن وردت إشارات ركيكة بهذا الخصوص. هذا القرار أصاب المجرمين بحق الوطن في مقتل فلا قلق، وأكرر استغرابي من المتباكين الذين مارسوا كل الجرائم بحق هذا الشعب، فهل بكاؤهم حزناً على عدم استطاعتهم مواصلة جرائمهم وتنفيذ مخططاتهم التدميرية؟، أما أولئك الذين يرددون الكلام ويحزنون بصدق على وطنهم جراء صدور هذا القرار وهم لم يطلعوا على نصوصه أدعوهم لقراءته وسيذهب عنهم الحزن، ولو كنا في وضع طبيعي ودولة مستقرة وفي أمن وأمان والوطن لا يتعرض لمخاطر التمزيق والفوضى لقلنا إن هذا القرار عبثي وظالم، أما ووضعنا لا يخفى على أحد فأهلا بقرار مجلس الأمن الذي يحمي الوطن من أبنائه العاقين له.، مع ثقتي أن لهذه الدول حساباتها ومصالحها وكل شيء يعملونه بثمنه، ولكن بعض الشر أهون من بعض.