عندما اندلعت في بلادنا الفوضى العارمة مطلع فبراير 2011م المطالبة بإسقاط النظام أسوة بما حدث في تونس ومصر، حذّر العقلاء من أبناء الشعب اليمني من المخطط الصهيوني «الشرق الأوسط الجديد» الذي وضعته الصهيونية العالمية قبل ستين عاماً وبشّر به الرئيس الأمريكي السابق بوش الإبن ووزيرة خارجيته كوندليزا رايس، والذي يهدف إلى تمزيق البلدان العربية إلى كيانات صغيرة من خلال إغراق دول الوطن العربي في فوضى عارمة، والتي أطلقت عليها كوندليزا رايس «الفوضى الخلّاقة» والتي أثبتت الوقائع والأحداث أنها فوضى تدميرية تهدف إلى تدمير مقدرات البلدان العربية الاقتصادية والعسكرية والأمنية وتفكيك النسيج الاجتماعي لشعوبها عبر إثارة الخلافات والصراعات السياسية والحزبية والمذهبية والطائفية والقبلية والمناطقية وإذكاء النزعات الانفصالية كمقدمة ضرورية لتنفيذ مشروع «الشرق الأوسط الجديد» والذي يتضمن تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ، أي تقسيم الدول العربية القائمة إلى دويلات صغيرة تحت مسمى «حق تقرير المصير للشعوب». المؤسف هو أنه بعد ثلاث سنوات من اندلاع الفوضى التدميرية وبعد أن تكشّفت حقيقة المشروع الصهيوني ومُا سمي بالربيع العربي جلية في الواقع لايزال هناك من هم مصرون على المضي في غيّهم سائرين لتدمير أوطانهم غير مدركين أنهم يجرّون أوطانهم وشعوبهم نحو هاوية سحيقة. لقد أثار قرار مجلس الأمن الدولي رقم «2140» بتطبيق البند السابع ردود فعل متناقضة لدى مختلف فئات الشعب، فهناك من يعتبرونه ضرورياً لحماية اليمن من الانزلاق نحو المجهول.. وهناك من ينظر له من زاوية ضيقة جداً أي أن القرار يستهدف طرفاً دون آخر.. وهناك من يعتبرونه كارثة على وطننا وشعبنا وأنه وضع بلادنا تحت الوصاية الدولية، حيث يسمح القرار بالتدخل العسكري إلى الأراضي اليمنية. أعتقد أنه بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي أصبح اليمنيون في مفترق طريق، إما أن يحكّموا عقولهم فيوحّدوا صفوفهم ويتناسوا خلافاتهم وأحقادهم التي أفرزتها أزمة العام 2011م وتداعياتها المؤسفة التي مازالت حاضرة بقوة في المشهد العام، فيقفون صفاً واحداً في وجه المؤامرة التي تُحاك ضد وطنهم فيكونون يداً واحدة ضد الإرهابيين والمخربين والعابثين بالأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي من مثيري الفتن والقتلة والمجرمين وقطّاع الطرق ومفجري أنابيب النفط والغاز وأبراج الكهرباء والاتصالات.. وإما أن يظلوا في دوامة الخلافات والصراعات والأحقاد وكل طرف يلقي باللوم على الطرف الآخر وكل طرف يتهم الآخر، ليجدوا أنفسهم ووطنهم تحت الوصاية الدولية كما حدث في العراق لا سمح الله، وحينها لن ينفع الندم ولن يكون هناك أحد بمأمن من الشر المستطير الذي سيجلبه التدخل الخارجي في شئون وطننا اليمني.. ولنا في العراق وليبيا خير مثال لنتعظ ونعمل على إخراج وطننا من المستنقع الذي أوصلنا إليه أصحاب المشاريع الصغيرة والمصالح الشخصية.