نتيجة الفساد تعاني بلادنا من اختلالات في جميع الجوانب الاجتماعية والثقافية ولاقتصادية، والخطوة الاولى لتجاوز هذه الاختلالات تتوقف على التخلص من الفساد الضارب اطنابه في جميع اجهزة الدولة ومؤسسات سلطاتها الثلاث القضائية والتنفيذية والتشريعية المركزية واللامركزية , وتأتي في صدارة هذه المؤسسات جهازا الدفاع والامن لضمان أمن واستقرار الوطن الارض والانسان والدولة نفسها. فالجوانب الامنية ليست مختلة والمختل هما جهازا الامن والدفاع، وقد ثبت فعلياً بأن كل معسكرات الجيش والأمن تتعرض للاعتداءات والتفجيرات ويتعرض قادتها وضباطها وافرادها للاغتيالات والاختطافات ومعنى ذلك أنها أي هذه الجهات عاجزة عن حماية نفسها ومعسكراتها ومقراتها ونقاطها وسائر منشآتها فكيف يمكنها أن تحمي الوطن الارض والانسان ! ففاقد الشيء لا يعطيه. وليس هذا وحسب للأسف الشديد، فالمواطنون يعانون الأمرين من اعتداءات بعض الضباط والافراد في العديد من معسكرات الجيش والامن على اراضيهم ومصالحهم والاعتداء على الناس انفسهم . وأهم ردود الفعل هي مطالبة أبناء المدن والمناطق او المديريات في العاصمة وفي جميع المحافظات بسرعة اخراج معسكرات الجيش من هذه المدن والمناطق كحل فوري ومباشر، وإعادة هيكلة الجيش والأمن بل واعادة بنائها علمياً ووفق استراتيجيات عسكرية وأمنية مناسبة وهادفة وعملية. فالجيش له مهام دفاعية محددة تتعلق بحماية الحدود وردع أي عدوان خارجي وحماية اراضي البلاد وجزرها ومياهها الاقليمية وأجوائها وتوفير الحماية لوسائل النقل البحرية وسفن وقوارب الصيد ... الخ. أما قوات الأمن ممثلة بوزارة الداخلية وفروعها فمهمتها تتعلق بأمن المواطنين والمنشآت الرسمية والخاصة في الداخل بما في ذلك توفير الامن لوزارة الدفاع ومنشآتها الجوية والبرية والبحرية الواقعة داخل البلاد . فالجيش ومعسكراته مهما كانت لديه من اسلحة وعتاد وجنود لا يمكنه القيام بالمهام الامنية الداخلية بدلاً عن جهاز الامن. ودور الجيش في المهام الامنية عند الضرورة يكون مجرد دعم ومساندة محدودة ومناسبة لقوات الأمن في حالات ضرورية ومعينة ، ولا يكون ذلك الا عندما يتمكن الجيش أولاً من القيام بمهامه الاصلية كحماية الاجواء والحدود والمياه والاجهزة الامنية. فالاوضاع التي اشرنا اليها أعلاه اضافة الى اوضاع انتشار السلاح والتقطعات القبلية والارهاب والتمردات المذهبية او المناطقية وغير ذلك من الاوضاع كلها تقتضي ان تشمل الهيكلة تحويل ضباط وافراد العديد من المعسكرات وخاصة التي يطالب ابناء المدن والمحافظات سحبهم من مناطقهم أو يشكون من اعتداءاتهم على اراضي المواطنين واراضي الدولة وعلى مصالح الناس وتحويلهم من وزارة الدفاع الى وزارة الداخلية مع اعادة تدريبهم وتأهيلهم للقيام بالمهام الامنية ليقوم الأمن بدوره المطلوب والمناسب بعكس الوضع الحالي. وإحالة الاعداد الكافية من ضباط وافراد المعسكرات البرية الى القوات البحرية بما يتناسب مع طول الحدود البحرية وكثرة الجزر واتساع مساحة الشواطىء والمياه الاقليمية وبما يمكن من الدفاع عن هذه الحدود والتصدي لعمليات تهريب السلاح والمخدرات والسلع التجارية والاعتداءات على الصيادين ومصائد الاسماك وحماية الجزر والطرق التجارية .... الخ. هذه مجرد اجتهادات بسيطة لمواطن لا يتمتع بخبرة عسكرية أو امنية بهدف اثارة فضول خبرائنا العسكريين والامنيين من اجل تجاوز الاختلالات الامنية والدفاعية للقضاء على الفساد بدل الاكتفاء بالنقد والتشكي . والله من وراء القصد،،،