بغض النظر عن البحث في شخصية المشير عبد الفتاح السيسي وما لعبه من مهام أثناء تقلده لوزارة الدفاع للجيش المصري خصوصاً وقوفه مع الشعب أثناء ثورته الثانية ضد حكم مرسي أو كما يحلو للبعض تسمية ذلك بالانقلاب على الشرعية.. بغض النظر عن سلبيات وإيجابيات شخصية السيسي بعينها أو مماحكات ألقت بظلالها وقتامتها ليصل التراشق الإعلامي إلى خارج المساحة المصرية بغض النظر عن كل ما رافق المرحلة السابقة للشأن الداخلي المصري من بعد ثورة يناير تبقى صفة الجيش المصري المتمتع بروح الوطنية والتلاحم جيشاً متمتعاً بالمؤسسية لعب دوراً محورياً في حفظ وضبط بوصلة البلد من الانحراف والسقوط في أتون انقسام وتشرذم واقتتال داخلي سوى ما كان من أحداث سيناء المحصورة. مسألة ترشح السيسي واعتراض ونقد الإخوان أو غيرهم له لم يعد يجدي خصوصاً والرجل سيخضع لعملية اختبارية اسمها الديمقراطية وهو ما ينبغي التركيز عليها كمبدأ أهم من الشخصنة وحصر الموضوع بفرد السيسي .إذ تبقى الجماهير هي الفيصل الفعلي وللجماهير الحرية في محبتها لشخص أو مكون . ولأن السيسي صار قاب قوسين أو أدنى من تسلم عرش مصر بحسب التوقعات للكثير من المحللين فإن المسألة الجوهرية والهامة هي ما أشرنا إليها سابقاً مسألة الديمقراطية وممارستها على الواقع ..فمصر ودعاة المدنية والحرية ستبين وتفصح مدى صدقهم وجديتهم المرحلة القادمة من الانتخابات الرئاسية. وبما أن المنافس سيكون بحجم حمدين صباحي حبيب الفقراء والجماهير العريضة التي منحته أصواتها في الانتخابات السابقة فإنه يبقى الأمل في تقديم صورة حقيقية للمنافسة الشعبية وإظهار الديمقراطية بفصول حقيقية لا مسرحية. وفي حال ما بدأ للمراقبين أن حمدين استخدم ككومبارس فإن ذلك لن يحرق سمعته الكبيرة بل سيتأثر التيار الناصري داخلياً وخارجياً فهل سيتنبه الناصريون لهذا الأمر ليبدأوا في التحضير لخوض معركة ديمقراطية شرسة.. أم إن السيسي وبدلته المدنية الجديدة ستسيطر على المشهد؟ ممارسة الديمقراطية وترسيخها في نفوس الأجيال هي ما ينبغي على كل النخب والشرائح المجتمعية حالياً السعي لها...وأعتقد كغيري أن السيسي إلى اليوم ربما يخطو خطوات للوصول إلى الكرسي بطرق تبدو مقنعة للغالبية حيث إنه سلك طرقاً مقننة لا يحق لأحد الاعتراض عليها. فهل ستشهد مصر لعبة حقيقية للديمقراطية يطعم فيها المصريون حلاوة التنافس والسباق أم إنها ستكون باهتة.. صباحي الآن وحده فقط وبيده إما أن يجعلها ديمقراطية حقيقية ويولعها أو أنه يحكم على نفسه وتياره الناصري بالاندثار.. ومن يدري لعل صباحي يكون هو عزيز مصر القادم.