«1 - 2» الحديث مؤلم عن غياب السيّاح من شوارع ومدن هذا البلد السياحي الجميل، كان وجودهم يمنحنا الإحساس بالأمان وأن القادم أجمل، وأننا نعيش فوق جغرافيا كانت في الأمس مهداً للحضارة والتاريخ. مرّةً شاهدت سائحة غربية في وقتٍ متأخر من الليل وهي خارجة من ميدان التحرير في العاصمة تشق طريقها باتجاه البونية وفمها محشو بالقات كأكبر مولعي، يااااالله كم أشعرني منظرها أننا نعيش في بيئة آمنة قابلة للتعايش والتسامح، وكم أن أبناء هذا الوطن متمسكون بقيم الألفة والمحبة كما أمرهم دينهم، وأن الوطن ليس وكراً لرجال القبائل الهمجيين الذين شوّهوا كل جميل، بل أحرقوا سمعة اليمن في الخارج، حيث الأفراد يخطفون السيّاح في الداخل؛ وشيوخهم يتسوّلون الفتات من الخارج. بالأمس بعض الهمج من قبيلة مراد يقولون إذا لم تدفع لهم الدولة الفدية المطلوبة؛ فإنهم سيبيعون المختطف الألماني لتنظيم «القاعدة» ب 14 ألف دولار، وفعلاً باعوه ل«القاعدة»..!!. تخيّلوا إنساناً يُباع كسلعة بالية، وفوق ذلك يكون هذا الإنسان أجنبياً مسالماً معاهداً ذمّياً جاء ليعطيكم جزءاً من خبرته ومعرفته، جاء ليمنحكم الضوء كي تعرفوا طريق الخلاص، فيتم خطفه وبيعه لجماعة إرهابية مشوّهة الفعل والفكر، جماعة قتلت 54 إنساناً في مجمع العرضي، ثم يظهر زعيمهم ليقول: “نعتذر عن الخطأ” وكأنه ارتكب خطأ طباعياً في كلمات النشيد وليس قتل للمسلمين والآمنين..!!. وقبلهم أبناء ذات القبيلة “مراد” خطفوا نجل رجل الأعمال محمد منير، وقبل ثلاثة أسابيع رجال الداخلية والدفاع حرّروا مختطفاً إيطالياً أثناء اقتياده عبر رجال القبيلة نفسها إلى مأرب، وشيوخ القبيلة وعقلاؤها صامتون برضا، وإذا حدث قتيل منهم تداعى الجميع للثأر أو البحث عن ديّة؛ خاصة إذا كان الفاعل هو الدولة أو رجل أعمال، أما من يشوّهون سمعتهم بالاختطاف والفدية؛ فالمسألة حرفة وطلبة الله، لا عيب فيها. السبت الماضي تم إطلاق سراح الطبيب الأوزبكي “ساليف مؤمن جون” الذي يعمل في مستشفى بمأرب بعد أن خطفه ستة من أهالي صرواح بمأرب، هل قرأتم في التاريخ أو رأيتم على وجه الأرض وقاحة أكثر من هذه؛ إنسان ينفق عمره في خدمتك أنت وأهلك وقبيلتك ثم تختطفه..؟!. ولا أقذر من الفعل غير البيان الذي قال إن الخاطف “أحمد فلاح” يعاني من حالة نفسية..!!. ثم إذا غادرنا خارج اليمن يسألنا أصدقاؤنا العرب والأجانب: لماذا القبيلة في اليمن لا تعمل على تنمية البلاد..؟!. أتذكّر صوت الصديق نبيل الفقيه، وزير السياحة السابق حين كنت أتصل به في نصف ونهاية العام لأحصل على تصريح صحفي عن عدد السيّاح الذين زاروا اليمن، والجنسية الأكثر تكراراً، وكم بلغت عائدات خزينة الدولة من السياحة في ذلك الموسم. الآن يا صديقي لا عائدات ولا سيّاح يزيّنون شوارع مدننا، حتى الدبلوماسيين وموظفي المنظمات الدولية يتم اختطافهم والاتجار بهم..!!. [email protected]