الجيش اليمني اليوم نقطة ضوء كبيرة وسط مشهد وطني سمته الغموض و الارتباك و التناحر. مشهد زادته مظاهر القتل والإرهاب و التسيّب واللا مبالاة و التعصب الأعمى و ضمور الإحساس بالآخر المتفشية هذه الأيام تأزماً و تعقيداً. اليمنيون الذين فرّقهم محترفو السياسة بجعجعة التحزّب و طنطنة الشعارات و إغراء المال، وحدهم الجيش برفعة سلوكه ووقفته المشرفة للحفاظ على الوطن ومحاربة «فئة مارقة» وقفته شكّلت الملاط اللاصق لفئات المجتمع وشرائحه في وقت بدأ الإحباط يرين على النفوس و يحطّ على الأفئدة. ومن كل أبناء شعب اليمن وإلى جيشنا العظيم وحتى عائلاتهم ولا أستثني منهم الأزواج ولا الأبناء ولا حتى عائلاتهم وبخاصة آباء العسكريين وأمهاتهم وإلى هذا الكم الهائل من الحب وربما المحبة إليهم، إن كانت فعلا “المحبة” أقوى من “الحب” إصطلاحاً.. زاد تقديري وتقدير الشعب اليمني من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب إلى كل من ناله شرف ارتداء البدلة العسكرية.. وما اعدلها بدلة لا تمييز من صغار الرتباء ولا كبارهم.. ولا حتى الجنود من المدعويين.. من جيش البر ومن جيش الطيران ومن جيش البحر.. إليهم كلهم فرداً.. فرداً.. منتهى التقدير وعميق الاحترام.. وكل التبجيل بصدق ولا أية ذرة للمجاملة. أقول هذا من قلبي.. ومن قلوب كل اليمنيين.. إليك جيشنا العظيم بفروعه البرية والبحرية والجوية.. لأنكم فعلاً من الجديرين بهذا.. وكل هذه التعابير لا تفيكم حقكم الحقيقي. ومن خلالك يا سيادة الرئيس.. الذي أعطيت الدرس في حماية البلاد والعباد.. وأعطيت المثل في الذود عن مناعة البلاد وسلامة العباد.. أخصّك كما اخصُّ أقل درجات الرتباء والجنود.. كما أخص كل العسكريين بكل الرتب.. أخصهم بما أسلفت بيانه بتعابير ليتني وجدت بل اهتديت إلى ما هو أبلغ وأعمق منها. ختاماً إن من يملك الشعب يملك الأرض ومن يملك الأرض يملك التاريخ ومن يملك التاريخ لن يستطيع أحد قادم من خارج التاريخ أن يحوّره أو يزوّره, واليوم من يقرأ التاريخ يعرف أن سقراط كان فيلسوفاً خيالياً استطاع أن يبني مدينة فاضلة فقط في رأسه ولم يعرف أنه بعد آلاف السنين ستقوم هذه المدينة الفاضلة على أرض الواقع, وأن كل دروسه التي تعلّمناها على يد تلاميذه لا تساوي درساً واحداً من دروس الجيش اليمني، والصمود الشعبي اليمني, وكل فلسفته عبر التاريخ لا تغني من جوع ولا عطش أمام صمود الشعب اليمني, وأن كل نظرياته ستقف عاجزة أمام النظرية التي كسرها جنودنا البواسل في معركتهم ضد «الإرهاب». عاش جيشنا حراً أبياً عاشت اليمن حرة أبية [email protected]