الجريمة المركبة.. الإنجاز الوطني في لحظة فارقة    أول ظهور للبرلماني ''أحمد سيف حاشد'' عقب نجاته من جلطة قاتلة    فرع العاب يجتمع برئاسة الاهدل    صحيفة تكشف حقيقة التغييرات في خارطة الطريق اليمنية.. وتتحدث عن صفقة مباشرة مع ''إسرائيل''    الإطاحة بشاب وفتاة يمارسان النصب والاحتيال بعملات مزيفة من فئة ''الدولار'' في عدن    أكاديمي سعودي يتذمّر من هيمنة الاخوان المسلمين على التعليم والجامعات في بلاده    البحسني يكشف لأول مرة عن قائد عملية تحرير ساحل حضرموت من الإرهاب    العميد باعوم: قوات دفاع شبوة تواصل مهامها العسكرية في الجبهات حماية للمحافظة    وكالة دولية: الزنداني رفض إدانة كل عمل إجرامي قام به تنظيم القاعدة    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    - عاجل شركة عجلان تنفي مايشاع حولها حول جرائم تهريب وبيع المبيدات الخطرة وتكشف انه تم ايقاف عملها منذ6 سنوات وتعاني من جور وظلم لصالح تجار جدد من العيار الثقيل وتسعد لرفع قضايا نشر    ناشط يفجّر فضيحة فساد في ضرائب القات للحوثيين!    المليشيات الحوثية تختطف قيادات نقابية بمحافظة الحديدة غربي اليمن (الأسماء)    خال يطعن ابنة أخته في جريمة مروعة تهزّ اليمن!    في اليوم 202 لحرب الإبادة على غزة.. 34305 شهيدا 77293 جريحا واستشهاد 141 صحفيا    "قديس شبح" يهدد سلام اليمن: الحوثيون يرفضون الحوار ويسعون للسيطرة    الدوري الانجليزي ... السيتي يكتسح برايتون برباعية    فشل عملية تحرير رجل أعمال في شبوة    إلا الزنداني!!    مأرب.. تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    الزنداني.. مسيرة عطاء عاطرة    انخفاض الذهب إلى 2313.44 دولار للأوقية    المكلا.. قيادة الإصلاح تستقبل جموع المعزين في رحيل الشيخ الزنداني    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34305    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    الشيخ الزنداني رفيق الثوار وإمام الدعاة (بورتريه)    ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء.. وما كتبه أحدهم قبل وفاته يُدمي القلب.. حادثة مؤلمة تهز دولة عربية    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن    لابورتا يعلن رسميا بقاء تشافي حتى نهاية عقده    مقدمة لفهم القبيلة في شبوة (1)    الجهاز المركزي للإحصاء يختتم الدورة التدريبية "طرق قياس المؤشرات الاجتماعي والسكانية والحماية الاجتماعية لاهداف التنمية المستدامة"    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    الإصلاحيين يسرقون جنازة الشيخ "حسن كيليش" التي حضرها أردوغان وينسبوها للزنداني    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    رئيس الاتحاد الدولي للسباحة يهنئ الخليفي بمناسبه انتخابه رئيسًا للاتحاد العربي    تضامن حضرموت يظفر بنقاط مباراته أمام النخبة ويترقب مواجهة منافسه أهلي الغيل على صراع البطاقة الثانية    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    اليونايتد يتخطى شيفيلد برباعية وليفربول يسقط امام ايفرتون في ديربي المدينة    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    لغزٌ يُحير الجميع: جثة مشنوقة في شبكة باص بحضرموت!(صورة)    الخطوط الجوية اليمنية تصدر توضيحا هاما    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    الديوان الملكي السعودي: دخول خادم الحرمين الشريفين مستشفى الملك فيصل لإجراء فحوصات روتينية    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    مع الوثائق عملا بحق الرد    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أنطلقوا من هنا قبل 6000عام ق . م
هذا هو تاريخ اليمن (الإرهاص)
نشر في الجمهورية يوم 09 - 11 - 2006


اليمن ..مهد الفراعنة الأول
- عبد الله علي الكميم
وعن أصول الفينقيين يقول مازبل: إن البحث عن أصول فينيقيي الشرق يتعلق بعلم الآثار بمقدار ما يتعلق بالأسطورة، هذا الشعب المقدام الذي استقر على سواحل لبنان الحالي لم يلبث أن أثبت مزاياه المتفوقة خلال الألف الثاني ق.م. وشرع بالغزو السلمي لبحار العالم بين القرنين التاسع عشر والثالث عشر ق.م. لكن من كان بالفعل أولئك الرجال الذين كانوا يزعمون بأنهم الرجال الحمر؟!
كان الإغريق بشكل خاص هم الذين أطلقوا عليهم تسمياتphoeniki) ) التي كان لها عندهم مدلول (الرجال الحمر). . وبما أن الفينيقيين كانوا خلال ذلك الزمن قد ابتكروا الصباغ الأرجواني فقد اعتقد بعض الباحثين بأن هذا الاسم قد اعطي لهم لتخليد صناعة قوية اقترنت بهم.
الرجال الحمر:
في الواقع كان لهذه التسمية أصل أقدم من ذلك بكثير إذ كانت الأسطورة تقول بأنه في الألف الثاني ق.م. جاء ليستقر فوق بقعة الأرض الفينيقية. بين البحر الأبيض المتوسط وجبال لبنان شعب قادم من شبه الجزيرة العربية هذا الشعب كان يدعى بالشعب الأحمر أو الحميريين)إننا نجد في الواقع في لفظتي (حمير وحميريين) الجذر الثلاثي.
ل(ح.م.ر) الذي مازال في أيامنا هذه يعنى في العربية الإحمرار وليس مستبعداً أن يكون هؤلاء الحميريون قد أعطوا أسماءهم أيضا للبحر الأحمر الذي كانوا يقصدونه والذي لابد أنهم قد عبروه أثناء رحلتهم الطويلة إلى الغرب. وقد كان الحميريون يشكلون في العصر القديم من القرن العشرين قبل الميلاد وحتى القرن الخامس الميلادي أشهر تكتل عرقي وسياسي في جنوبي شبه الجزيرة العربية ذلك القطر في القرن السادس والثلاثين ق.م. وكانوا يحتلون حضرموت الحالية وكانت أراضيهم تمتد قديماً من عدن حتى مسقط.
هذا ويبدو أن مملكة حمير كانت لها علاقات قرابة وثيقة مع مملكة سبأ ومن المحتمل أن هاتين المملكتين قد شكلتا خلال عصور طويلة ممكلة واحدة وأن عدد الهدايا التي تذكر نصوص التوراة أن ملكة سبا قدمتها إلى سليمان كانت كافية لإعطاء فكرة عن ثراء هذه المملكة فان ذلك مائة وعشرين وزنة من الذهب وأطياباً كثيرة جداً وحجارة كريمة،ولا بد أن هذه الهدايا من الطيوب قد اشتملت أيضا على البخور الضروري للمعابد ولخدمة البيوت الملكية، ومن الجدير بالذكر دائماً أن سواحل حضرموت حملت في تلك الأزمنة اسم (سواحل البخور) إن لغة الحميريين التي تدعى أيضا العربية الجنوبية القديمة تبدو وكأنها اللغة الأم للفينقيين والكتابات التذكارية التي وجدت ف النقوش الحميرية لها بعض الصلات مع الكتابات الفينيقية والعربية ،(رغم الخلط بين دولتي سبأ وحمير إلا أنه الأقرب إلى الصحة).
فالسامية ظهرت للمرة الأولى في سنة 1781م في دراسات المستشرقين حيث قال (شلوزر)في فهارس الأدب الشرقي والتوراتي مجلد ثمانية ص161عند الكلام عن اللغة الكَلَدية:
(من المتوسط إلى الفرات، ومن بلد ما بين النهرين إلى شبه الجزيرة العربية تسود كما هو معروف لغة واحدة, وعليه فالسوريون والبابليون والعبريون والعرب كانوا أمه واحدة والفينيقيون الحاميون أيضاً لا نتفق معه) يتكلمون بهذه اللغة التي أود أن أدعوها سامية بل عربية.
استند شلوزر في تسميته هذه إلى الفصل العاشر من سفر التكوين، وكانت التوراة حينذاك مرجعاً تقليدياً، ولذلك جاءت تسميته محض اصطلاح لا ينطوي على أي تمييز عنصري.
حدد العلماء تخوم الساميين الجغرافية بجبال آسيا الصغرى، وجبال إيران، والخليج الفارسي، والمحيط الهندي، والبحر الأحمر، والبحر المتوسط إلى ميناء الإسكندرية كما حددوا مداها العنصري بكلمتي حامية -سامية - فاطلقوا على الشعوب المقيمة ضمن هذه الحدود اسم ساميين وحاميين (.(semites hamito
إن شبه جزيرة العرب هي مهد الساميين، وآخر من بسط هذا العلامة (دوسو) في كتابه ولوج العرب سورية، وبمقتضى هذه النظرية يكون الفتح الإسلامي خامس موجة لهجرات العرب.
اغرت هذه النظرية في البدء الكثير من العلماء ومنهم العلامة كتاني الذي إتخذ من علم طبقات الأرض دليلاً على خصب شبه الجزيرة العربية قبل التاريخ حيث كانت تروي أرجاءها أنهر ثلاثة، وأن الجفاف الذي تلا عهد الخصب، وحول ?رضها إلى الصحارى الحاضرة اضطر سكانها إلى الهجرة .
ويقول فليس: مستشهداً بالعالم (كونتنو): أن هذا الإفتراض ليس بعيداً في الاحتمال، ولكنه لا يخرج عن كونه أحد الآراء ذلك لأن شبه الجزيرة العربية لم تُدْرس درساً جيداً إلى الآن.
ونختتم هذا الجهد بما ورد في الموسوعة العربية عن السامية والساميين إذ جاء فيها:
السامية: فصيلة لغوية كبرى، و(الساميون): اشتق الاسم من سام بن نوح، ويتسع المصطلح الآن حتى يشمل الشعوب الآتية: العرب الآكاديين من قدماء البابليين الآشوريين الكنعانيين (العموديون المؤانيون الأدوميون العمونيون الفينيقون القبائل الآرامية المختلفة وفيها اليهود وجزء كبير من سكان أثيوبيا تلك الشعوب جميعاً يشملها الساميون خصوصاً لأن لغاتها قاطبة انحدرت من أصل لغوي واحد وهو اللغة السامية وهناك دليل آخر هو التشابه في الصفات الجسمية، وفي مظاهر الحضارة . وهناك نظرية تقول:إن جزيرة العرب الموطن الأصلي للساميين، ومنها تمت هجرات متتالية إلى ما بين النهرين ومنطقة شرقي البحر التوسط، ودلتا النيل، ونتج عن هذه الهجرات خلال الفترات الزمنية خليط متباين من القبائل التي كلما انتقلت من مكان إلى آخر اتصلت وامتزجت بأسلاف الساميين،وغير الساميين،ففي بلاد الرافدين اتصل الساميون بالحضارة السومرية، واستطاعوا أن يسودوا بلغتهم مع نهضة سرجون ملك أكاد، وحمورابي ملك بابل . وفي فينيقيا طور الساميون التجارة، والملاحة، ونشروها في بلاد شواطئ البحر المتوسط وأصبحوا أول من ارتاد البحار بجدارة (سبقهم اليمنيون بآلاف السنين).
تقرر علمياً وموضوعياً أن اليمن موطن الساميين ومنبع العرب . وأن الفراعنة، والكنعانيين، والكلدانيين، والأكاديين، والآموريين، والآراميين من أصول يمنية غادروا مهدهم في هجرات متتابعة لأسباب كثيرة منها الفتح ونشر الحضارة في ربوع العالم المسكون على حد تعبير (توينبي). أحيانا ومتقطعة أحيانا أخرى وفقا للظروف المناخية التي كانت تسود اليمن، ولكنها بدأت قبل ستة آلاف عام، أي بعد حضارة قوم عاد وربما ثمود من بعدهم، وكلهم كانوا يحملون أسماءهم، وأسماء مدنهم، وقراهم، وجبالهم، وأوديتهم، كما حملوا معارفهم، وثقافاتهم وتجاربهم في شتى مجالات النشاط البشري بل ونقلوا معهم أدواتهم. وأهم من ذلك كله لغتهم وخطوطهم.
يقول الأخ أنور خالد: وقد أجمع المؤرخون على أن للغات القديمة التي تحدثت بها شعوب، البلدان في أعالي النيل، ومنها مصر القديمة (السامية) وأرض الرافدين، والشام لم تكن إلا لهجات للغة واحدة هي العربية القديمة أو كما أطلقت عليها (السامية) كما توصلوا إلى أن نشوء لغة واحدة دلت على أن?هذه الشعوب قبل نزوحها من مهدها القديم كانت نعيش في موطن واحد وفي بقعة جغرافية معينة ن وعند هذا الحد من الاستنتاج يتوقف دور الساميين في بلدان المهجر خلال القرون الأخيرة ليدل على المستويات الحضارية التي بلغها الوافدون من المهد.
وفي ضوء الاكتشافات الحديثة توفرت لدى العلماء معطيات تسمح بالإشارة إلى أن جنود الجزيرة العربية كانت مهد الساميين الأول، وإلى أن اليمن كان ذلك المهد إلا أنه لم يتم تحديد أرض معينة في اليمن القديمة قادرة على تفسير القضايا الجغرافية والبيئية التاريخية التي ذكرتها المراجع القديمة، والحديثة بقدر كاف من الدقة.
وإذا كان قد صار شائعا في الدراسات الأخيرة أن اليمن هي منبت الكنعانيين، والأموريين والآراميين. والكلدانيين فإن الإشارة إلى جذور الفراعنة في اليمن لاتاتي إلا على استحياء،وفي حالات قليلة، وكان هؤلاء الكتاب قد زعموا شيئاً نكراً! رغم أن أبا التاريخ اليمني (الهمداني) قد اشار إلى وجود الفراعنة في اليمن وفي أكثر من مكان قبل ألف سنة مثل قوله: (وأما علوان، فإنه دخل في عملاق بن لاوذ فأولد بعض الفراعنة، وحمير. وأهل صنعاء يقولون: إنه خرج من وادي ضهر سبعة من الفراعنة).. كما أشار إلى تواجدهم في أرض معين (الجوف) . وهاهو الأخ أنور يصر على أن الفراعنة قد انطلقوا من اليمن قبل ستة آلاف سنة ق.م. وهو مسلح بالأدلة العلمية (التاريخية -والجغرافية والمادية، والموضوعية) بما يكفيه، إلا أنه جعل في مقدمة مهامه البحث عن المكان الذي كان مهداً لهؤلاء الفراعنة: (فأين كانت الأراضي التي استوطنوها،والمدن والقرى التي بنوها والمراكز الاقتصادية والسياسية التي أقاموها، والمعابد والمزارات لمعابدهم التي بنوها؟ وتحمل الخبرات الإدارية، والحربية التي توصلوا إليها في المهد.وهي الكفاءات التي مكنتهم بعد وصولهم أرض المهجر واستقرارهم فيها بناء الكيانات الحضارية وإدارتها وتطويرها بالتعاون مع الأقوام المحلية التي عاشت معها خلال الفترة ما قبل التاريخ.
وهو ينتقد بعض الكتابات التاريخية القديمة التي استقرت في أذهان الناس وصارت كالمسلمات!!. ويقوم بتصحيحها . فيقول عن (سومر) مثلاً: إن سومر لم يكن في الحقيقة إلا شعبا منعزلا في الركن الغربي الجنوبي في العراق شاء له القدر أن يتسلم حضارتها التي استقاها من اليمن القديم.
وهو لا يألو جهداً أن يؤكد وجهة نظره-أو نظريته على الأصح- التي غدت لديه حقيقة راسخة أو كنزاً اكتشفه فيقول: هذه هي الحقيقة التي غيبها التاريخ القديم منذ آلاف السنين حول الفراعنة، وكنعان، وآرام، وأمور في الألف السابعة ق.م. وتمكنوا خلال فترة من التسلط على المياه وبناء المشاريع الزراعية واستغلال الذهب والفضة والأحجار الكريمة نحو إنتاج العود واللبان والعطور.
هؤلاء هم أوائل الجنس العربي من الفراعنة والكنعانيين والأموريين والآراميين الذين قضوا أوائل حياتهم في مساحة من (سراة اليمن القديم)لا تزيد على 120كم.طولاً ومثلها عرضا . انتشروا في الأرض وتوسعوا فيها حتى بدأ عصر الجفاف في الألف السابعة/السادسة يقلق حياتهم فاضطروا لعهد طويل من الهجرات إلى أراضي الأنهار استمر حتى أواخر القرن الأول ق.م. كانوا قد اخترعوا لغة- 0 اللغة لا تخترع وإنما هي نتيجة توقيف أو اتفاق أو توافق بين الناس) - يتفاهمون بها وخطا يكتبون به ، بل لغات وخطوط. وكلها تتفرع من الخط المسند).
فبدأوا ب (الهيروغليفية) التي أخذها الفراعنة معهم إلى مصر في الألف السادس ق.م. ثم كتبوا بالمسمارية في الألف الخامس وهي لغة (خط)المهاجرين إلى العراق، وخلال الألف الثانية انتشر في اليمن الخط المسند وهو الشبيه بالفينيقي وانتقل مع كنعان إلى فلسطين.
نختلف معه كثيراً في زمن ظهور الخط المسند وخروج الكنعانيين من اليمن قبل الفترة التي حددها بكثير . والخط الفينيقي مقتبس من الخط المسند عبر الكنعانيين، ولأنهم أول من احتك باليونانيين وكان معهم خطهم فإن اليونان اعتقدوا خطأ أنهم (أي الفينيقيون) مخترعو الخط !! ولم يكونوا يعرفون أن خلفهم أقواماً نشأوا قبلهم بآلاف السنين في اليمن، وبما أن الوافد المستنير، وبالذات في مثل تلك الظروف لابد أن يكون خيراً وبركة على الأماكن، والشعوب المستقيلة فهو لا ينسى أن يؤكد مدى تأثير هؤلاء القادمين من اليمن المتطورة بحسابات تلكم الآزمان على حياة شعوب المناطق الجديدة فيقول: وقد نقل المهاجرون معهم إلى الأراضي التي استقروا فيها مجمل تراثهم الذي اكتسبوه في وطنهم الأول من لغة، وكتابة وتقنية ومعتقدات وخبرات وقاموا بتسمية الأراضي، والمدن ومصادر المياه بأسماء في أراضيهم القديمة، وكذلك فعلوا بالنسبة إلى المعبودات التي قد سوها في المهد، فأقاموا لها مقامات أو مزارات أطلقوا عليها أسماء معبوداتهم في وطنهم الأول، إذ أتضح من خلال البحث أن أرضا معينة لا زالت محتفظة بأغلب هذه الأسماء.
وقد أجهد الأخ أنور نفسه في تحديد مكان أولئك القوم الذين أشرنا إليهم إلا أنه قد حشر نفسه في نطاق جغرافي ضيق 120*120 كيلومتراً مربعا تشتمل على معظم مساحة محافظتي حجة والمحويت وأجزاء من محافظات صنعاء والحديدة وعمران، وهي لاشك المناطق الغابية، والتي كانت تتطلبها عمليات البناء في الداخل، وفي مناطق هجراتهم الجديدة، وفي بناء السفن التي كانت تمخر عباب البحار، وتحمل أثقالهم إلى البلدان الأخرى البعيدة والقريبة، وتعود محملة بمنتجات تلكم البلدان . ونقول أنه قد حشر نفسه في هذه المنطقة ربما لتركيزه على منطقة الفراعنة، وعلى الموانئ الواقعة على ساحل البحر الأحمر، والأقاليم حينها (أعني في الألفية السادسة،والسابعة ق.م). وما قبلها كانت كلها خضراء بل غابات كما أثبتت هذا صور الأقمار الاصطناعية والأبحاث الميدانية في منطقة الأحقاف وغيرها وإلا لما قامت هنالك حضارة قوم عاد وثمود، ومدينة(إرم).
وحتى يكون الحديث أكثر تحديداًها نحن نحول إعادة كل قوم من الأقوام الذين غادروا مهدهم أو موطنهم الأصلي في المهد،ومواطنهم
الجديدة بعد الخروج ليقتنع من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
أولاً: الذين غادروا باتجاه العراق:
كان العراق في مقدمة أهداف أولئك الفاتحين العظام منذ فجر التاريخ أو منذ حضارة قوم (عاد) حينما كانت الأرض اليمنية مرتعا خصباً لهم وورشة علم وعمل عظيمة تعج بنشاطاتهم في مختلف مستويات، وأنواع البناء:
( أتبنون بكل ريع آية تعبثون ، وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون، وإذا بطشتم بطشتم جبارين ، فاتقوا الله وأطيعون، واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون ،أمدكم بأنعام وبنين، وجنات وعيون) الشعراء:
ولعل الهجرة قد تكاثرت بعد حلول فترة الجفاف التي ثبت علميا أنها ضربت المنطقة (شبه الجزيرة) في الفترة الواقعة بين الألف السادس والثالث عشر .ق.م.(سبق للساميين أن دخلوا العراق بأسماء غير معروفة الآن قبل الساميين الأكاديين أجداد إبراهيم الخليل بزمن طويل إثر هجرتهم من جزيرة العرب في أعقاب الجفاف الذي حل بوطنهم بعد العصر الجليدي الأخير فتغلغلوا في أرض الرافدين منذ أقدم العصور، واستقروا في بداية الأمر على ضفة نهر الفرات الغربية . ولما كانوا قد ما رسوا الزراعة التي تعتمد على الري في وطنهم الأصلي فقد جاءوا إلى العراق، ومارسوا خبراتهم على نهر الفرات، وشقوا الجداول لنقل المياه سيحا إلى الأراضي الزراعية في المنطقة.
ويقول (سوسة) في مكان آخر: إن الساميين العرب هم الذين أسسوا حضارة الرافدين في عصور ما قبل التاريخ بدليل انتشار الحضارة السامية العربية في كل أقطار الهلال الخصيب في حين أن السومريين لم يظهروا إلا في العصور التاريخية في جنوب العراق فقط،ولا صلة لهم بحضارة الهلال الخصيب (سوريا، لبنان، فلسطين، الأردن) وعليه فإن الحضارة السومرية محلية مقتبسة من حضارة سامية سبقتها في الإستيطان.
أما العالم الأثري (سايس) فيقول عن أسبقية حضارة اليمن (إن اليمن سابقة في تمدنها على مصر وبابل، وأنها هي البلاد التي هاجر منها أسلاف الفراعنة العظام . وحملوا معهم إليها العلم، والحكمة والزراعة، والصناعة،. ومنها كان أسلاف البابليين، والآشوريين الذين حمل مهاجروهم إليها ما حملوه إلى مصر.
وإذا ما عدنا إلى (سوسة) فإنا نجده يؤكد قدم، وعظم حضارة اليمن، وعلوها على حضارة الرافدين إذ يقول: إن الاكتشافات الأثرية التي جرت في العراق . أثبتت وجود حضارة عريقة في اليمن وعلاقات متطورة بين حضارتي العراق واليمن قبل آلاف السنين.
وإذا كان من الثابت أن أصل أهل العراق جاؤوا من اليمن وأنهم نقلوا حضارة اليمن للعراق فإنه من الطبيعي أن تكون قوانين اليمن أقدم من قوانين العراق التي تمتد إلى الألف الخامس ق.م. وهي أقدم قوانين في تاريخ البشرية، بذلك نقول:إن تاريخ القانون في اليمن يمتد إلى أصول سحيقة في التاريخ. وإن اتساع الدول التي حكمت اليمن واحتلالها لمناطق كبيرة من العالم خلال الخمسة الآلاف السنة التي سبقت التاريخ الميلادي إنما يعبر عن مراحل تطور الدولة، والقانون في اليمن في أوج مراحله . أما القرون التي سبقت ذلك فإنها شهدت تطوراً كبيراً تبعا لتطورا لنظم السياسية القائمة في ذلك الزمن، والتي لا تقل بطبيعة الحال عن التطور القانوني، والسياسي في العراق القديم وفي مصر، خاصة عندما كانت اليمن الحضارة الأولى في الجزيرة العربية (بل في العالم أجمع).
وبعد هذا يشير الفتلاوي إلى أن المصادر الآشورية، والبابلية تومئ إلى وجود علاقات قوية بين اليمن، والعراق خلال الألف الثالث ق.م.
يؤكد أن القانون اليمني قد سبق القانون الروماني الذي يتباهى به الغرب ويعتبرونه المصدر الأول للتشريع وبذلك فإن ما طبق من قواعد قانونية في اليمن يسبق القانون الروماني الذي لم يتجاوز عمره التاريخي 745ق.م.وهو تاريخ إنشاء مدينة روما بآلاف السنين.
ويحاول الفتلاوي تحديد أسباب تأخر الدراسات التاريخية والقانونية في اليمن وعدم استحضارها عند المقارنة مع ما تم اكتشافه من نصوص وتشريعات قانونية في كل من العراق ومصر فيقول: غير أن موضوع تاريخ القانون في اليمن لم يحظ بدراسات علمية كما هو الحال بالنسبة للدراسات العلمية التي شملت تاريخ القانون الروماني والعراقي والمصري وبقية الدول الأخرى للأسباب الآتية:-
1- أن الدول القديمة في اليمن توزعت على جميع أ راضي اليمن، الأمر الذي يتطلب إجراء تحر عن الآثار في جميع أرجاء اليمن، وهي مسألة في غاية من الصعوبة في المدى المنظور على الأقل!!
2- صعوبة المواصلات في اليمن حيث الجبال الوعرة التي تعرقل الوصول إلى مناطق الآثار، لقد ذللت هذه الصعوبة إلى حد ما وبدأ البحث الجاد والحمد لله، وإن كان على استحياء !! والمهم هوا لحفاظ على ما يكشف والإفادة منها والعبرة والاحتفاظ بها للأجيال القادمة).
3- لم يتمكن الاستعمار البريطاني من التغلغل إلى داخل البلاد، وإنما إقتصر احتلاله على المناطق الجنوبية الأمر الذي لم يتمكن فيه من الوصول إلى هذه الآثار، والإطلاع عليها كما فعل ذلك بالنسبة للعراق. (كما لو كان الاستعمار خيراً وبركة على البلدان)!! ثم ماذا عن آثار الدول التي نشأت في المحافظات الجنوبية، والشرقية وبالذات حضارات عاد وثمود.؟!!.
4- إن طبيعية النظام القبلي في اليمن وتمسكه بتراثه وعدم اطمئنان علماء لآثار على توفير الأمن لأعمالهم لم تشجعهم على التحري عن آثار اليمن خلال القرنين الماضيين وبداية القرن الحالي.
5- إن غموض تاريخ اليمن بالنسبة لعلماء التاريخ القدامى لم يشجع المستشرقين بالتوجه إلى اليمن، والبحث عن آثارها. (لقد بدأ البحث عن الآثار ولكن بشكل عشوائي وعلى استحياء، والمهم ماذا نفعل الآن)؟!
6- لم تلق آثار اليمن التاريخية الرعاية اللازمة في الماضي من قبل مؤسسات الآثار الوطنية، والعربية ، فلا تزال حضارة اليمن ذلك المجهول الذي لم يكتشف بعد) (2) نعم، نعم، نعم!!
7- وأنا أضيف سابعاً، وهو الاستهانة بل والاستهتار، واللا مبالاة من قبل بعض الهيئات الرسمية، والعلمية التي يفترض أن تكون حرية وحريصة وعلى دراية وفهم جيدين لتاريخ وتراث اليمن وبالذات حول ماله علاقة بالخط المسند.فعلى سيل المثال لقد أصدرت وزارة التربية والتعليم كتاب التاريخ للصف السابع من التعليم الأساسي في منتصف التسعينات ويحمل غلافه الأمامي نقشا مسنديا معكوسا، واستمر حتى طبعة 2001م. ثم نقلوه معكوسا ووضعوه في ص 59 من نفس الكتاب، وفي طبعة 2003م. أيضا!! وأكثر من هذا القد وضعوا نقشا آخر في كتاب الصف الأول الثانوي وفي ص 41وفي طبعة 2003م. معكوسا أيضاً !!، وأعظم من هذا . لقد أوردوا خريطة أسموها: (خارطة الحضارات العربية البائدة ) مع أن حضارات اليمن غير بائدة بنص القرآن ؟!!ووضعوا ثموداً شمال غرب الحجاز!!بينما ثمود لا تزال مديرية من مديريات محافظة حضرموت وقبر النبي صالح مشهور مزار هناك وناقته معروف مكانها. فأي معلومات تقدم لأجيالنا عن تاريخهم؟!!وأي تربية وأي تعليم؟! والخريطة ص15ط2004م. والأنكى من هذا والأمر ما جاء في كتبنا عن اللغة والكتابة فقد جاء في ص 58 ج1 ط2003م. (كانت لليمن القديم لغته الخاصة وكانت تكتب بالخط المسند ويتكون من 29حرفاً . وقد أطلق على تلك اللغة من قبل بعض المؤرخين اسم اللغة الحميرية نسبة إلى الدولة الحميرية) وعن الكتابة قال. ترك اليمنيون القدماء كتابات منقوشة على الأخشاب والأحجار والرخام والآثار المعدنية وقد مكنت هذه النقوش المؤرخين من التعرف على تاريخ اليمن القديم)! هكذا يكتبون تاريخ اليمن وكأنه ليس تاريخ العرب ككل ولا لغته لغة العرب ولا الخط المسند أصل الخطوط السامية جميعها!.
أما عن الخط الفينيقي فقد قالوا عنه: ويعتبر اختراع الأحرف الأبجدية الفينيقية في القرن الخامس عشر ق.م. من أهم المظاهر الفكرية لحضارة بلاد الشام مع أنه من المسند اليمني)!! وكذا مؤسسة الطيران فقد أصدرت عام 1998م. تقويما جداريا جميلا حمل نقشاً مسنديا معكوساً أيضاً، كما جاء في كتاب د/ عدنان ترسيسي وفي ص 20 طبعة جديدة نقشاً مسندياً معكوساً كذلك .والسؤال .. لماذا كل هذا الإهمال والإسفاف وفي ظل أو ضاع صارت لبلاد غنية بالعلماء، والمؤرخين وهنالك كادر جيد من الموجهين، والمؤلفين ذوي العلم والخبرة؟!!.
ويوجز الفتلاوي قوله في مكان آخر عن قدم الحضارة اليمنية فيقول:
وبذلك يمكن القول إن الحضارة في اليمن تعد قديمة قدم التاريخ نفسه.
فهي إن لم تكن أسبق حضارات الشرق قاطبة وأصولها الحقيقية فإنها على الأقل قد عاصرت حضارات الشرقp ، أثرت فيها، وتأثرت بها غير أن المشكلة ليست بغموض التاريخ اليمني كما يرى بعض الكتاب بل إن المشكلة هي عدم توجه علماء الآثار واكتشافهم للآثار القديمة في اليمن وتحليل الكتابات القديمة.
أما الشعوب اليمنية القديمة التي أتنقلت إلى أرض الرافدين فكان في طليعتهم الآراميون أحد شعوب الهجرة السامية الكبرى التي نزحت إلى أرض الرافدين منطقة الفرات الأوسط، وتغلغل فرع منهم إلى الفرات الأسفل، وهو المسمى بكلدو، والذين كان منهم الكلدانيون مؤسسو الإمبراطورية البابلية الأخيرة.
استقر الآراميون على أرض(المنطقة)في وحدات متفرقة امتدت من شمال البلاد حتى جنوبها بالجوار مع تجمعات، ووحدات أخرى، وبالإمكان تحديد بعض أراضي الأموريين استناداً إلى المراجع القديمة، ومنها العهد القديم . فإلى الشمال تقع (مجريش)أو (جشور) وإلى الجنوب عاش قبيل أرامي في جبل الغجر أو إلى الجنوب من (زار سلام) استقرت على ضفاف الوديان تجمعات آرامية عديدة منها في وادي (الملح)و(أدوم) وإلى الغرب، والجنوب من قفل شمر استقرت منذ القدم وحدات آرامية، وهي (عاد)أو (عيد) وثمود وصالح وغيرها) (1) (وجهة نظر نختلف معها!)
ويضيف (أنور) . (ويبدو أن أهم تجمعات الآراميين كانت قد استقرت في مدن مساقط وديان حجة من (جارات) (و(روحان)شرقا حتى الدغلا والزعلا كما توحي أسماؤها بشكلها الآرامي.
وعاش الآراميون كما يبدو في أرض شبه جافة إلى الشرق من (الجوس) نأن
أو (جاسات)اسمها (حضوراء) في المراجع القديمة، وهي (حضور) ولعلهم كانوا قد استقروا في أماكن غير معروفة اليوم.
أما أهم مدن الآراميين في مهدهم (اليمن) فمنها وبالذات في مساقط جبال حجة رواية (العهد القديم):
- دمش أو (غشام)
- رحوب
- الرحبة
- وفدان في روحان
- نهاريم نهار في الماضي
الزجان زجان لا تزال معروفة بنفس الاسم في بني الحارث.
جوازان قد تكون جيزان أو الجوزة من بني بهلول المعروفة.
إرام (صوبة) أو صبابة
وقد عاشت تجمعات الآراميين قديما حول هذه المدن أما معبودهم الأهم فقد كان (هدد) (إله السماء) وهنالك مدن، ومناطق، وجبال، وأودية أخرى حلوافيها، وبقي منهم من بقي بعد هجراتهم الأولى . وظلوا يتناسلون إلى ما شاء الله .
وأعتقد أن هذه المدن، والمناطق، والمسميات المشار إليها كانت تقع في سفوح جبل مسور حجة الغربية وفي وادي لا عة ووادي شرس وما تسمى الأن قطعة بن حبيش بالمحويت .
أما هجرتهم الأولى فقد كانت مع الكنعانيين، والأموريين إلى وادي الرافدين في حوالى الألفية السادسة، والسابعة ق.م. لا يزال اجتهاداً مبنياً على الحدس والتخمين).
ومن هنالك انداح الكثير منهم صوب أراضي الشام غربا حيث استقروا وبنوا حضارات، وجاء من صلب الكنعانيين الفينيقيون الذين عزي إليهم خطأ ابتكار (الأبجدية)!
وقد أسس اليمنيون الذين انتقلوا إلى العراق مملكة (ماري)و(إيبلا)على نهر الفرات، كما حملوا معهم التقنية للسيطرة على المياه وفن الزراعة، والتنظيم الإداري.
ونتيجة لمعرفتهم بالكتابة، وخبراتهم الطويلة بالري والزارعة وفي الإدارة والتنقيب عن المعادن. فقد تمكنوا من لم الشعوب المجاورة لهم في إطار كيانات حضارية
أما الآشوريون فقد تركوا مكانهم الأصلي (المهد-اليمن) واتجهوا إلى وادي الرافدين وأسسوا هنالك أول مملكة سامية بقيادة سرجون بعد ألف عام من هجرتهم. كما نقلوا معهم لغتهم السامية وكتابتها بالقلم المسماري القديم (اخترع في اليمن) إلى جانب معتقداتهم ومختلف مجالات الحضارة التي توصلوا إليها في مهدهم القديم.
ثانياً: الذين غادروا مهدهم إلى أرض الشام:
سبق القول أن الكنعانيين والآموريين بمن فيهم الآراميون، والفينيقيون فئة من الكنعانيين قد انتقلوا من مهدهم (اليمن) إلى (الشام) عبر العراق، وذلك في الألفين السادس والسابع ق.م. وما بعدهما، وكان لكل قوم من هؤلاء لغتهم وخطهم الذي يختلف قليلاً أو كثيراً عن لغة وخط الآخرين ورغم أن الأصل واحد، فالكنعانيون كانوا قد عرفوا الكتابة بالخط المسماري شأنهم شأن الآشور بينما نقل الفينيقيون وإن كانوا فرعا من الكنعانيين) معهم الخط المسند الذي تعرض لبعض التعديلات . كما نقل الفراعنة (اليمنيون) اللغة الهيروغليفية إلى (مصر) . (يُنظر القول عن دول الفراعنة الموحدة بين اليمن ومصر).
ويبدو أن الكنعانيين،ومنهم الفينيقيون، لم يكونوا يحتلون في مهدهم الأول أرضاً متصلة، وإنما كانوا يعيشون في مدن،ومناطق تتداخل مع أراضي العموريين، والآراميين.
وقد كان الفلسطينيون، والفينيقيون يمثلون في مهدهم(السامي) فصيلين متقاربين في الدم والمعتقد بالرغم من الظروف التاريخية المختلفة التي كانت تخص كلا منهما بسبب تباعد مكانيهما.
والغريب أنه بالرغم من الموجات المستمرة من الهجرات التي انطلقت من أرض كنعان (باليمن) إلا أن أغلب أسماء مدنها، ومراكزها وتجمعاتها المتعددة وجبالها ووديانها لازالت باقية على أرضها القديمة بوضوح مع بعض التغيير الذي طرأ على أسماء مدن الولايات الفلسطينية.
وفيما يلي نورد بعض أسماء المدن، والمناطق التي نقلها الكنعانيون والفينيقيون، والفلسطينيون من مهدهم الأول إلى مهاجرهم وقد جاءت متفرقة في كتاب (أنور) وغيره. وعلى مسئوليتهم.
اسم الموطن الجديد الاسم في الموطن الأصلي (المهد)
1 ولاية مدينة صور تحمل نفس الاسم في المهد الأول قال الهمداني: أولد الأهنوم كراث بن الأهنوم ومكنى بن الأهنوم فأولد مكنى (الخول) وبني بتام وبني منقد، وبني حمزة وبني سفيان،وبني عامد وهم أهل (صور)
2 ولاية مدينة صيدا تحمل نفس الاسم في المهد الأول
3 ولاية مدينة جبيل تحمل نفس الاسم في المهد الأول
4 ولاية مدينة (أوجاريت) غرب اللاذقية كانت تحمل اسم (العجيرات)
5 أرواد بقرب مدينة صور كانت تحمل اسم (ذري)
6. غزة كانت تحمل اسم (عزي)
7 أشدود كانت تحمل اسم (الشد)
8 عقرون كانت تحمل اسم (عرقان)
وقد تكون (عكرون) كما في الإكليل ج10
9 عسقلان كانت تحمل اسم (عشوقة)
10 حيفا المدينة الفلسطينية الساحلية المعروفة وتحمل نفس الاسم في اليمن إلى يومنا هذا،قال الهمداني: (ومن حمير ذو حيفان والحيفانيون باليمن كثير منهم أبو المعلا الحيفاني الشاعر صاحب الأشعار الحميرية) الإكليل ج2 ص،256 وحيفان مركز الأعبوس بمحافظة تعز.
وهناك أماكن أخرى لا تزال تحمل نفس الاسم مع بعض التصحيف مثل (بني عموت) أي (بني العوام)، (وتحتل بلاد بني العوام بمحافظة حجة أرضا واسعة تمتد من الأراضي الفلسطينية (في المهد) في الشمال حتى الأراضي المجاورة لبني سبأ وشعبان جنوبا بطول حوالي"20كم".وفي طرفها الشرقي الجنوب تقع أراضي (بني بدأم) أو(أدوم)،وإلى غربها (علكمة)وقد لعب الثلاثي دوراً في عرقلة مسيرة زحف الموسويين إلى أراضي كنعان في الشمال نظراً لسيطرتهم على المداخل التي تمر من الجنوب بينما تتخلل أراضيهم جبال وعرة المسالك. كان مركز (بني العوام) (الرابية)أو (الرابة). ولا تزال أرض المنطقة تحتفظ بالاسم حتى اليوم . واضطرت فروع من (بني العوام إلى الهجرة ضمن موجات أخرى من البلاد خلال عهد الفوضى، والانهيار الاقتصادي الذي ساد المنطقة إثر تحويل الطريق التجاري عبر البحر الأحمر في القرن الخامس ق.م.
وذكر مؤرخون عن هجراتهم إلى الأراضي التي تقع عليها اليوم (عَمَّان) عاصمة الأردن. كما فعلت فروع من (مؤاب) المجاورة لأراضي (بني العوام) إلى جنوب الأردن، وهو حدث موثق أكده نقش (مؤاب) الذي عثر عليه في جنوب الأردن0. هذا وقد اهتم فرع الفينيقيين من أرومة الكنعانيين في مهدهم (اليمن) بتربية الأنواع الجيدة من الأشجار التي كانوا يصنعون منها السفن والمواني ويشيدون بها القصور المشهورة في اليمن .ويصدرون الكثير منها إلى الخارج وكان أهمها أشجرا (الذرح) و(الطنب)، و(السيال، والجوز) والعلب والأثل والسمر والشوحط.وقد أشار سفر الملوك الثالث إلى الملك الفينيقي (اليمني) (أحيرام)الذي وفر متطلبات بناء قصر الملك(سليمان) من الأخشاب الجيدة لبناء عرشه في (زار سلام)في اليمن (هذه العبارة دلالة كبيرة. إذ تعني أن سليمان بن داوود كان يمتلك قصراً في اليمن).وأنه عاش هنا لفترات معينة.. وكما اهتم الفينيقيون بزراعة الأخشاب وقطعها ونقلها إلخ. واهتموا بأعمال البناء في الداخل وبناء السفن، فقد اهتموا كذلك بأعمال التعدين واستغلوا مناجم الذهب في منطقة (عفار) والفضة في (شرس)والأحجار الكريمة وشبه الكريمة في أماكن مختلفة في أراضي البلاد. واشتهروا كذلك بنشاط تجاري واسع النطاق. (شمل استيراد وتصدير جلود الحيوانات اليمنية وغيرها والبخور، واللبان، وغير ذلك من التوابل والأفاويه وصنعوا النسيج، والعاج، والسلاح وأدوات الزينة. وأهم من هذا كله صناعة (السفن).
ثانياً: القوم الذين اتجهوا نحو (مصر):
أما عن علاقة اليمن بمصر فإن الكلام هنا يطول. فقد كونت اليمن، ومصر وحدة واحدة وخضعتا لنظام حكم واحد في غابر الأزمان مرات متعددة. وقد بدأت الروابط الأولى منذ انطلاق الفراعنة الأوائل من اليمن باتجاه وادي النيل يحملون لغتهم وكتابتهم (الهيروغليفية)التي تكلم وكتب بها أجدادهم هنا كما نقلوا معهم كغيرهم ممن انطلقوا من اليمن إلى أماكن أخرى خبراتهم ومعارفهم وخلاصة تجاربهم. يقول المؤرخ (س.مرجليوت):(ننبه إلى أن المؤرخين، والمفكرين يعتبرون الشرق العربي وبالأخص مصر والعراق-أقدم المناطق تحضراً في العالم . ومن هنا سميت هذه المنطقة (العالم القديم) أو (أم الحضارات)ثم أخذت الحقائق تشير إلى أن الحضارات في هذه المنطقة إنما تكونت نتيجة لهجرات متوالية كانت تأتي من الجنوب وبالتحديد.(اليمن القديمة).. أما الدكتور نجيب البهبيتي فيقول: (إن ما كان يفصل بين مصر وأوربا في المرتبة الحضارية لا يقل عن ستة آلاف سنة،ومصر دولة عربية وأهلها القدامى الذين بنوا حضارتها من أصل عربي يمني لا يجادل اليوم أحد إلا ممار أو مغالط. فاللغة، والدين والمنطلقات الحضارية في هذه الشعوب العربية كلها تبدأ من بذور واحدة في جوهرها متفاعلة فيما بينها، وأهلها جميعا تخلطهم موجات من الهجرة مداً وجزراً سلاماً وحرباً.والفحص العلمي الشامل لموميا رمسيس بأرقى ما بلغت إليه أجهزة العلم الحديث قد أثبتت في غيرما مجال للشك أن هذا العربي ابن السلالة اليمنية هو والبربر من أصل واحد فتعانق بذلك طرفان.. ففي العصور التي كانت أوروبا لا تزال تعيش عيشة الغابة كانت الشعوب العربية قد بنت الحضارة ورفعت أركانها، ورفعت مشاعل النور على طريق الإنسانية تقص كلها أثرها عليه. وكانت قد صنعت التاريخ، ولمحت من المعالي الخالدة ما هداها إلى أن من حق تواصل أجيالها واستمرار حضارتها تسجيل الماضي والحاضر باعتباره أمانة يؤديها الآباء إلى الأبناء.. وعن موطن الفراعنة الأصلي يقول (أنور): (كان الفراعنة في مهدهم القديم (اليمن) يحكمون مساحة من الأرض مركزها مدينة (فرعة)التاريخية حوالي6كم. جنوب كحلان عفار الذي يحمي شمال المدينة في محافظة حجة اليمنية حا?يا كما تحميه سلسلة الجبال إلى غربها والتي تمتد إلى حوالي"20كم" من طرفها الشمالي إلى الجنوب.وتمتد جبال الشرافي الوعرة إلى الغرب منها لتكمل تحصينها من الغزو. وتقع الكثورة إلى الجنوب الغربي منها، وهاجرت موجاتهم الأولى عبر البحر الأحمر إلى أعالي النيل، وبعد استقرارهم في أرض النوبة صعدوا إلى أعالي مصر، والدلتا، وهنالك تمكن الفراعنة من إنشاء تجمعات من الساميين، والحاميين، والمصريين المحليين، ونظموا إدارتها تحت إشرافهم عبر القرون وربطوا بينها ليشكلوا منها كيانات تطورت مع المدى إلى مقاطعات تبوؤوا فيها مناصب القيادة.ولعل نفوذهم قد امتد إلى مناطق أخرى، منها منطقة (العود)محافظة الضالع.وإلا ما معنى وجود تمثال أبي الهول المصغر هناك في جبال العود محافظة الضالع، والذي عثر عليه قبل عامين تقريبا؟ (في أوائل القرن الحادي والعشرين) وننتظر المزيد من المفاجآت المذهلة. (وقد أطلت علينا بعضها في شكل تمثال رمزي ضم رجلين أحدهما بالزي اليمني والآخر بالزي المصري وكذلك لوحة جرف النابرة بالضالع التي حوت الفنين اليمني والمصري.
لقد أخذت الدراسات العلمية التاريخية والآثارية، وتلك المتعلقة بعلوم الإنسان تشير إلى أن العلاقة بين اليمن، ومصر كانت علاقات وطيدة، ومتواصلة بل لقد كانت علاقة قطر واحد جذوره في اليمن، وفروعه في مصر.وهذا ما يؤكده أنور وغيره.
إن الدراسات والبحوث الحديثة بدأت تكشف بالتدريج عن العلاقة الإثنية، والحضارية والعقائدية والسياسية بين المهاجرين.من أرض الساميين (العرب)في المهد اليمني، وسكان مصر القديمة،وهي علاقات لم يتم التعبير عنها بمجرد آراء أو اكتشاف عدد من الحقائق حول بعض القضايا، ولكن بالأدلة العلمية المادية،والتاريخية على وحدتهما السياسية تحت حكم الفراعنة المهاجرين من اليمن.
وقد قام منهم الفرعون الكبير (مينا)بتوحيد البلدين (مصر واليمن)عام 3200ق.م.
لقد تعاقبت هجرات اليمانيين إلى الجهات الثلاث المهمة مصر والشام والعراق، وأيضا إلى الحبشة،وبلدان القرن الإفريقي حيث نقلوا كتاباتهم، وثقافاتهم، وتمكنوا من إقامة حكومات متقدمة هناك كانت مملكة أكسوم إحدى حلفائها.
وكانت الموجة الأولى من الفراعنة قد انطلقت كما سبقت الإشارة إلى هذا في غضون الألفين السابع والسادس ق.م وكان من هؤلاء أتباع الإله (حور)، وكانت الموجات الفرعونية قد تعاقبت خلال الألف السادس ق.م. إلى وادي النيل، والرافدين، وكان منهم الأموريون الذين أسسوا مملكتي (أبيلا)و (ماري) وفي الألف الخامس ق.م. انطلقت هجرات أخرى إلى مصر وتوافقت مع صعود أولئك الذين كانوا في أعالي النيل ممن هاجروا سابقا إلى أعالي مصر والدلتا. وقاموا بتوحيد الفراعنة (الأصل والفرع)عام 4800ق.م. كما قام (مينا) بعد ذلك بألف وستمائة سنة بنفس العمل التوحيدي.
إن مدنية مصر المذهلة نمت وازدهرت أولا في الجنوب أي في أعالي النيل قبل أن ينزل الفراعنة مع اتجاه النيل شمالا إلى الدلتا والبحر الأبيض المتوسط. وهكذا يكون أول الفراعنة من الساميين اليمانيين.
وقد كانت الوحدة بين اليمن ومصر تتعرض للتصدع، والانهيار حينما يضعف الحكم في مصر أو ينشا تحالف بين الزعامات (اليمنية)للتمرد ضد المصريين لذلك فإن ستي الأول قام بحملة عسكرية على المنطقة)سعيا لإعادة نفوذ السلطة المصرية على الأراضي التي شكلت في السابق قطراً تحت سلطة المركز، وتمكن في هجوم له من إجبار بعض التجمعات التي كانت تهدد الحكم في جنوب البلاد على الفرار. وتقدم نحو الشمال لمواجهة تحالف من الأمراء في أراضي المرتفعات . القريبة من المدن الفلسطينية (في اليمن) واستولى على موقع حصين لها سمي في الترجمة من حوليات الحملة (بيت شان) يدعى اليوم(بيت شامة) في معركة مع (الحثيين) أجبر (ستي)ملكهم على عقد اتفاقية سلام قبل أن يقفل عائدأ إلى طبية.
إلا أن ملك الحثيين مالبث أن قام بإنشاء تحالف مع ملوك المنطقة ضد طبية، وكون جيشاً قوامه ثلاثون ألف مقاتل، فواجهه (رعمسيس) الثاني خَلَفَ (ستي) (الذي قام بعد توليه الحكم بحملة قوامها عدد يماثل عدد قوات التحالف وقاد حملته عبر البحر الأحمر وعبر بها تهامة اليمن ثم المرتفعات الغربية وعسكر شمال غرب (قسدة) لكن قوات التحالف أعدت له كمينا لدى تجمعها إلى شمال شرق المدينة وأفشلت حملته.. وقام (تحتمس الثاني)بمهاجمة مناطق يمنية أثناء توليه الحكم كما تشير إليها حوليات الحملة ويبدوا أنه قد كان لكل شطر من شطري المملكة الكبرى (اليمنية المصرية) عاصمته و آلهتة فالأولى كانت (باحدث)و(شاس)وآلهتها (حول)و(عنزتي)، والثانية كانت عاصمتها (بوصير) و(نقادة)، وآلهتها (أوزر)، و(ست)وهي مواقع لازالت آثار أسمائها تغطي أرض الفراعنة الأصلية في اليمن (نقلاً عن كتاب أنور خالد ص 103،72،53،52،51- بتصرف)، هذا وتشير الشواهد التاريخية إلى أن الملك الفرعوني (مينا) بنى ميناء في تهامة اليمن على البحر الأحمر، وسماه (من نفر)أي (الميناء الجميل) وهي اليوم المنافرة، في الساحل اليمني.. وعن قدم تاريخ اليمن وانتقال اليمانيين إلى العراق، والشام، وغيرهما يقول ابن هشام: (ثم أراد يعني عبد شمس سبأ بن يشجب بن يعرب) أن يعبر نهر الأردن يريد الشام فلم يستطع ذلك فقيل له: أيها الملك ليس لك مجاز غير الرجوع في طريقك فبنى قنطرة سنجة وهي من أوابد الدنيا. . وجاز عليها إلى الشام.. فأخذ الشام إلى الدرب ولم يكن خلف الدرب أحد ثم نهض إلى المغرب فبلغ النيل فنزل عليه فدعا أهل مشورته ثم قال لهم: إني رأيت أن أبني معبراً بين هذين البحرين يكون صلة بين المشرق والمغرب فإنه يلجأ إليه أهل المشرق والمغرب، وقالوا له: نعم الرأي أيها الملك فبنى المدينة وسميت مصر.
وإن مما يدعم هذا التوجه الذي صار حقيقة أن أذاع راديو لندن في نشرة أخبار يوم الإثنين 5/11/1999م. أن العلماء المصريين اكتشفوا ألواحاً مكتوبة بخطوط سامية عمرها أكثر من أربعة آلاف عام ق.م. وذلك في منطقة غرب النيل . ومما لا شك فيه أن اليمانيين هم الذين وصلوا إلى هناك في إحدى هجراتهم وأودعوا هذا الأثر وغيره هناك.
وقال المسعودي بعد أن تحدث عن الأهرام،وبعض المدن المصرية التي انطمست آثارها: ولهم النخل، والكرم، والذرة، والموز، والحنطة، وأرضهم كأنها جزء من ارض اليمن وللنوبة أترج كأكثرما يكون بأرض الإسلام، وملوكهم تزعم انهم من حمير وملكهم يستولي على مقر أونوبة وعلوة..إلخ، مروج الذهب المجلد الأول ص305.. وقال وهب: وإن عبد شمس (سبأ) سبى كل ذرية من قتل من الأمم ولذلك سمي سبا، وأن سبأ ولى على مصر ابنه بابليون وإليه تنسب مصر لملكه عليها. ثم انصرف سبأ عبد شمس يريد مكة فسار بالعسكر إلى الشام وأوصى ابنه بابليون، وأنشأ يقول :
ألا قل لبابليون والقول حكمة
ملكت زمام الشرق والغرب فاجملِ
وخذ لبني حام من الأمر وسطه
فإن صدفوا يوماً عن الحق فاقتل
وإن جنحوا بالقول للرفق طاعة
يريدون وجه الحق والعدل فاعدل
ولا تتلفن المال في غير حقه
وإن جاء ما لابد منه فابذل
وداو ذوي الأحقاد بالسيف إنه
متى يلق منك السيف ذو الحقد يعقل
وخذ لذوي الإحسان ليناً وشدة
ولا تك جباراً عليهم وأمهل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.