الحكومة تدين اختطاف مليشيا الحوثي للصحفي العراسي على خلفية تناولاته لفضيحة المبيدات القاتلة    مجزرة مروعة في محافظة تعز واستشهاد 5 نساء بقصف حوثي على المدنيين    هل يُخفي البحر الأحمر مخططًا خطيرًا؟ القيادي المؤتمري ابوبكر القربي يُحذر!    الدوري الالماني ... بايرن ميونيخ يحقق الفوز امام فرانكفورت    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    البريميرليج ... ليفربول يواصل السقوط    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    "نجل الزنداني" يكشف عن رسالة من ايران لأسرتهم ..ماذا جاء فيها    فريق طبي سعودي يصل عدن لإقامة مخيم تطوعي في مستشفى الامير محمد بن سلمان    اختطاف خطيب مسجد في إب بسبب دعوته لإقامة صلاة الغائب على الشيخ الزنداني    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    ارتفاع إصابات الكوليرا في اليمن إلى 18 ألف حالة    أسفر عن مقتل وإصابة 6 يمنيين.. اليمن يدين قصف حقل للغاز في كردستان العراق    استشاري سعودي يحذر من تناول أطعمة تزيد من احتمال حدوث جلطة القلب ويكشف البديل    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    "نهائي عربي" في بطولة دوري أبطال أفريقيا    اليوم السبت : سيئون مع شبام والوحدة مع البرق في الدور الثاني للبطولة الرمضانية لكرة السلة لأندية حضرموت    مقاتلو المغرب على موعد مع التاريخ في "صالات الرياض الخضراء"    مركبة مرسيدس بنز ذاتية القيادة من المستوى 3    لماذا يخوض الجميع في الكتابة عن الافلام والمسلسلات؟    ضبط المتهمين بقتل الطفل الهمداني في محافظة إب بعد تحول الجريمة إلى قضية رأي عام    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    جماعة الحوثي توجه تحذيرات للبنوك الخاصة بصنعاء من الأقدام على هذه الخطوة !    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    حادث مروع .. ارتطام دراجة نارية وسيارة ''هليوكس'' مسرعة بشاحنة ومقتل وإصابة كافة الركاب    بعد القبض على الجناة.. الرواية الحوثية بشأن مقتل طفل في أحد فنادق إب    كان يرتدي ملابس الإحرام.. حادث مروري مروع ينهي حياة شاب يمني في مكة خلال ذهابه لأداء العمرة    تعرف على آخر تحديث لأسعار صرف العملات في اليمن    مأرب تقيم عزاءً في رحيل الشيخ الزنداني وكبار القيادات والمشايخ في مقدمة المعزين    عشرات الشهداء والجرحى في غارات إسرائيلية على وسط وجنوب قطاع غزة    السلفيون في وفاة الشيخ الزنداني    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    رفض قاطع لقرارات حيدان بإعادة الصراع إلى شبوة    قذارة الميراث الذي خلفه الزنداني هي هذه التعليقات التكفيرية (توثيق)    ما الذي كان يفعله "عبدالمجيد الزنداني" في آخر أيّامه    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    قوات دفاع شبوة تحبط عملية تهريب كمية من الاسلحة    ريال مدريد يقترب من التتويج بلقب الليغا    عاجل: إعلان أمريكي بإسقاط وتحطم ثلاث طائرات أمريكية من طراز " MQ-9 " قبالة سواحل اليمن    وزارة الحج والعمرة السعودية تكشف عن اشتراطات الحج لهذا العام.. وتحذيرات مهمة (تعرف عليها)    فرع العاب يجتمع برئاسة الاهدل    أكاديمي سعودي يتذمّر من هيمنة الاخوان المسلمين على التعليم والجامعات في بلاده    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    - عاجل شركة عجلان تنفي مايشاع حولها حول جرائم تهريب وبيع المبيدات الخطرة وتكشف انه تم ايقاف عملها منذ6 سنوات وتعاني من جور وظلم لصالح تجار جدد من العيار الثقيل وتسعد لرفع قضايا نشر    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اليمن المهد الأول للساميين العرب
هذا هو تاريخ اليمن (الإرهاص)
نشر في الجمهورية يوم 08 - 11 - 2006

أسسوا حضارات عظيمة في مصر والشام وبلاد الرافدينعبد الله علي الكميم تأكد تاريخيا وآثاريا، وعلميا بما لا مجال للشك فيه أن اليمن كانت مهد الساميين،وأن هجراتهم قد انطلقت منها إلى كل اتجاه وأن أحفادهم الذين بنوا حضارة العمالقة، والعاديين، وحضارة ثمود وقحطان، وأبنائه وأحفاده سبأ وكهلان،وحمير، ومعين، وحضرموت، وقتبان، وأوسان ثم من جاء بعدهم من حضارات الدويلات التي كانت خلال الألف الأول ق.م. بعد أفول الحضارات الشامخة التي تثبتت في أعماق الأرض اليمنية منذ أكثر من عشرة آلاف عام ق.م. والثاوية في باطن هذه الأرض الطيبة.
والآن جاء وقت الإجابة على التساؤل الكبير الأزلي . وهو هل تلك الموجات التي انطلقت من اليمن وغطت كثيراً من أجزاء المعمورة منها تلك التي نشأت فيها حضارات راقية هل كانت هذه الموجات متحضرة ونقلت معها خبراتها ومعارفها وتجاربها في بناء المدن والسدود والقصور والجسور والأهرام وغير ذلك؟ أم أنها كانت قبائل بدوية لا تمتلك سوى قوة عضلاتها؟! والحقيقة أن تلك الموجات كانت تحمل معها مشاعل الحضارة وبذور التقدم، وأنها كانت تقوم بنقل ثقافاتها ومهاراتها وخلاصة تجاربها إلى هذه البلدان، وأنها كانت تقوم بدور إيجابي مزدوج، دور نقل المعارف. والثقافات كما كان الحال بالنسبة لذي القرنين وقومه إضافة إلى انصهارهم أو على الأقل مشاركة أولئك القوم في إنجاز معالم حضاراتهم، والدور الآخر هو دعوة هذه الشعوب إلى المشاركة في بناء الحضارة وانتشالهم من قيعان ووهاد التخلف، والسبات العميق.!
هذه هي النظرية المعقولة، والعملية والعلمية في نفس الوقت لأننا لو أخذا بوجهة النظر الأخرى التي تقول أن تلك الموجات كانت تنتقل، وهي في حال من الجهل وتحت ضغوط الحاجة لوجدناها تتساقط وتتهاوى أمام الوقائع التاريخية، وأمام المعالم الحضارية التي تمت في البلدان المفتوحة أو تلك التي استوعبت الموجات المتعاقبة، ولأنهارت، وتهافتت أمام صدق وصرامة الآيات القرآنية. وأمام ما سطره تاريخ ألئك الأقوام أنفسهم الذي صار يشير ما انكشف منه إلى مدى مساهمة هؤلاء الفاتحين الجدد في النهوض بأوطانهم وبناء حضاراتهم في المهد على أننا نشك في أنهم يعلنون كلما يكتشفون وذلك ليقللوا (قصدا) من أهمية دور الفاتحين ويعزون تلك المآثر على العناصر المستقرة في هذه البلدان كنوع من العزة الشخصية والكبرياء الوطنية فمنطق التاريخ، وسياق الأحداث ومقتضيات ظروف الزمان، والمكان آنذاك كلها تدلل على أن الشعوب الجاهلة لا يمكنها أن تصنع حضارة في فترة زمانية قصيرة إذا لم يكن هنالك أناس قد بلغوا شأواً عاليا من التقدم يأخذون بأيديهم ويشاركونهم على السواء.
أما الموسوعة العلمية(بهجة المعرفة) فيقدم أصحابها تعريفا لكلمة (سامي)، ويحددون منطلق هذا الجنس كالتالي: كلمة سامي لا تحمل علمياً أي مفهوم أثنوالوجي وهي تدل على صفات لغوية حضارية اكبر بكثير مما تدل على الصلات العرقية. العالم اللغوي الالماني (شلوتسر) استخدمها أول مرة سنه 1781م. ليعبر بها عن التقارب الذي وجده بين اللغات العربية أو العربية الجعزية(الحبشية)لأن الشعوب التي تتكلم هذه اللغات تنسب في التوارة إلى سام بن نوح ثم صار الغربيون يستعملون الكلمة بالمعنى العرقي ليدلوابها على هذه الشعوب، وعلى غيرها من سكان الهلال الخصيب القدماء . وقد شملوابها الأكاديين، والعموريين، والبابليين والكنعانيين والفينيقيين، والآشوريين، والآراميين، والعبربيين، والعرب، والأثيوبيين)
ويتساءل أصحاب الموسوعة عن مهد الساميين ويُدْلُون بدلوهم فيها قائلين:
السؤال عن المهد الذي خرجت منه هذه الشعوب هو إحدى مشاكل التاريخ القديم وتدور حوله نظريات عديدة أرجحها لدى العلماء النظرية التي تَرُد أصلهم جميعا إلى الجزيرة العربية وتجعل خروجهم منها في هجرات دورية اعتباراً من أواخر الألف الرابع ق.م. نتيجة التكاثر والجذب
ويناقش الدكتور / لطفي عبد لوهاب يحيى مسألة (الساميين) من أساسها ومدى حقيقتهم وحقيقة صفاء عرقهم ونقاء أصول جميع الأعراق وهو يميل إلى اعتبار الحديث عن نقاء جنس معين من الأجناس حديث خرافة.ذلك أنه كما يرى لم يعد هنالك جنس من الأجناس بعيداً عن الاختلاط بغيره وفي منآى عن التزاوج مع الآخرين .ويخلص فيما يتعلق بمكان الساميين الأصلي إلى: احتمالات ثلاثة هي:
- افتراض أصل أفريقي.
- افتراض أصل آسيوي.
- افتراض أن جزيرة العرب كانت مهد الساميين وهنا يقول:
على أن رأيا ثالثا ضمن الافتراض الآسيوي لأصل الشعوب السامية استحوذ ولا يزل يستحوذ على مناقشات الباحثين بشكل موسع حتى الآن وهو الرأي الذي يجد أصحابه أن شبه جزيرة العرب بما فيها الصحراء السورية التي تشكل تخومها الشمالية الموطن الأصلي للساميين.
وموجز ما توصل إليه أصحاب هذا الرأي هو أن شبه جزيرة العرب لم تكن منطقة صحراوية جافة في كل عصر البلايستوسين آخر العصور (الجيولوجية)شأنها في ذلك شأن بعض المناطق المدارية (على الأقل في آسية وأوروبة وأمريكا الشمالية)،وأنها كانت نتيجة لذلك منطقة تغطيها الغابات، والنباتات، والأعشاب، وتسكنها المجموعات البشرية على امتداد مساحتها، ولكن العصر البلايستوسيني انتهى بأمطاره الغزيرة حوالي 10.000ق.م. وصار الجفاف يزحف على المنطقة لتحل محل هذه المناطق الخضراء المأهولة بالسكان امتدادات صحراوية جافة مجدبة
وهذا ما تؤكده يومياً الشواهد الجديدة التي تحصل عليها البعثات الآثارية العاملة في عموم الوطن اليمني، وبالذات في حضرموت حيث يتم الإعلان الآن وبشكل شبه يومي عن اكتشاف آثار للإنسان القديم الذي عاش قبل مليون سنة في هذه المنطقة تتمثل في عظام الحيوانات المختلفة أو في جذوع الأشجار الضخمة أوفي الأخشاب، والفحم أو قطع من الأحجار، والعظام، والعاج التي كانت تستعمل كأدوات تساعد الإنسان في أداء أعماله آنذاك كما عثروا على خربشات في المغارات، والكهوف وفي المستوطنات القديمة. (وهذا كان بالطبع قبل وجود العمالقة وحضارتي عاد وثمود).
وعن أسباب النزوح،والانتشارات من اليمن، وكيفياتها يشترك (لطفي عبد الوهاب) مع الآخرين في أنها كانت ضمن موجات متلاحقة فيقول: وقد رتب أصحاب هذا الرأي هذه الهجرات استنادأ إلى ما استحوذوه من الشواهد التاريخية بحيث كانت تفصل بين كل هجرة، والتي تليها فترة تطول أو تقصر هي الفترة اللازمة لكي يزيد عدد السكان عن موارد البلاد المتعرضة للجفاف بالقدر الذي يدفع جماعات منها إلى الهجرة بحثا عن موارد جديدة خارج المنطقة.
وينهى كلامه بوضع تصور لتلك الهجرات من حيث اتجاهاتها وأسماء أولئك الذين انتقلوا إلى المناطق الجديدة فيقول:
1- الأكديون: وقد استقروا في وادي الرافدين في الألف الرابعة ق.م. (والكلدانيين أيضاً وقد هاجروا من منطقة يافع (كَلَد)في نفس الفترة تقريباً).
2- الكنعانيون: (بما فيهم الفينيقيون) والآراميون وقد استقروا في المنطقة الشمالية ووادي الرافدين خلال الألفين الثالثة والثانية ق.م.
3- الآراميون: وقد استقروا في كل مناطق الهلال الخصيب. والعبرانيون الذين استقروا في المنطقة السورية في النصف الثاني من الألف الثالث ق.م.
الأنباط وبعض القبائل العربية الجاهلية: وقد استقروا في منطقة الهلال الخصيب في القرن الثاني ق.م. والقرن السادس م. (كلام فيه نظر).
العرب المسلمون: وقد استقروا في مناطق الهلال الخصيب ومصر وبقية شمال إفريقيا منذ القرن السابع الميلادي.
ويبدو أن أصحاب النظرية القائلة بانطلاق الموجات البشرية التي عرفت بالسامية إنها ليست هجرات سامية وإنما هي عربية فالساميون كانوا قد هاجروا قبل عشرة ألاف عام من الميلاد.! من شبه الجزيرة العربية باعتبارها كانت موطنهم الأصلي يحاولون رغم نظريتهم القول: أن شبه الجزيرة العربية كانت تموج بالخصب، وتعج بالأشجار، والحيوانات البحرية فيما قبل حوالي عشرة آلاف سنة يقول (لطفي): ويدعم أصحاب هذا الرأي القائل بموجات شبه منتظمة من الهجرات انطلقت من شبه الجزيرة العربية نتيجة للجفاف الذي حل بها (بعد أن كانت منطقة خضراء مأهولة بالسكان) بعدد من الملاحظات منها طهور المناطق الصحراوية في شبه الجزيرة والعثور فيها على مجموعة من القواقع المتحجرة التي جفت، والتي لا تعيش إلا في المياه العذبة، وعن بقايا عظام، وأدوات حجرية ترجع إلى عصور ما قبل التاريخ مما يشير إلى وجود الماء، والحياة في هذه المناطق الصحراوية في الماضي البعيد، ومن بينها عدد من الوديان الجافة في الوقت الحاضر)
وإذا كان أغلبية المؤرخين، وعلماء اللغات قد حددوا الجهة التي انطلقت منها الهجرات السامية فإنهم قد اختلفوا على المكان بالتحديد هل هو منطقة (نجد) أم (اليمن؟) (فقال بعضهم: إن وسط شبه الجزيرة وبخاصة منطقة نجد الموطن الأول الذي انطلقت منه الهجرات السامية إلى حيث استقرت في العصور التاريخية،ويرى هؤلاء أن هذه المنطقة تمثل الصفات الأساسية التي تجمع بن الشعوب السامية خير تمثيل ومن ثم فهي أنسب من غيرها من المناطق لكي تكون موطنا أصليا لهذه الشعوب. غير أن ضعف هذا الاعتراض بين، وواضح في جانبين.
الجانب الأول: هو أن منطقة نجد تفتقر كثيراً إلى أسباب الحياة التي تؤدي إلى تكاثر السكان وتضخم عددهم بالصورة التي يجعلها خزانا بشريا لا يلبث أن يفيض بما فيه من هؤلاء السكان منطلقين منه في موجات مهاجرة متعاقبة فالمنطقة لا يوجد فيها إلا عدد قليل من الواحات المتناثرة وسط ساحات كبيرة مقفرة.
كذلك فإن قيام هجرات من هذه المنطقة إلى أطراف شبه الجزيرة الشمال، والجنوب، الشرق والغرب (كما يرى أصحاب هذا الرأي) تلزمه دابة نقل مثل الجمل الذي يستطيع أن ينقل أحمالا ثقيلة لمسافات طويلة في الأرض الرملية وفي الجو الحار الجاف في ظروف قد تنقطع فيها المياه أياماً متعاقبة.
وفي هذا المجال فإن الجمل لم يظهر في مناطق الشعوب السامية إلا منذ القرن الثاني عشر.ق.م.(قضية فيها نظر) . فالجمل قد ظهر قبل هذا الزمن بآلاف السنين فنحن نعرف قصة ناقة صالح بن ثمود خلفاء قوم عاد زمانا ومكانا.
أما دابة النقل التي عرفتها المنطقة قبل ذلك فهي الحمار الذي لا يصلح إلا لنقل أحمال محدودة لمسافات محدودة
وهكذا يصرف المؤرخون النظر عن منطقة نجد التي كانت إحدى المناطق المرشحة لاحتضان الجنس السامي في المهد وصاروا يبحثون عن المكان المثالي الذي أدى المهمة بنجاح كبير (أما القسم الآخر من أصحاب نظرية الهجرات المنتظمة من شبه الجزيرة العربية فيرون أن اليمن هي الموطن الذي انطلقت منه الهجرات السامية، ودليلهم في ذلك أن إله القمر الذي عرفه اليمنيون ظهر كذلك بين بعض الشعوب السامية الأخرى كما يرون أن الخط المسند الذي عرف في اليمن هو الذي اشتقت منه سائر الخطوط التي كتبت بها الشعوب السامية الأخرى كما يرون أن الخط المسند الذي عرف في اليمن هو الذي اشتقت منه سائر الخطوط التي كتبت بها الشعوب السامية الأخرى ومنها الخط الفينيقي)
غير أن المؤلف لا يعتقد أن اليمن كانت في يوم ما مكان طرد بشري ذلك أنها ظلت لفترة طويلة خصبة مستقرة ودليلنا على هذا الاستقرار ما وصل إليه سكان اليمن). من مستوى حضاري مزدهر في عصورها السابقة للإسلام وهو مستوى ظهر في أكثر من جانب سواء في ذلك بناء السدود أو تنظيم الري، والزراعة، والطراز المعماري أو انتشار العملة ورسوخها والعلاقات السياسية الخارجية).
أما فلبي فيذهب في دراساته المسهبة لأحوال جزيرة العرب إلى أن الأقسام الجنوبية من جزيرة العرب هي الموطن الأصلي للساميين وفي هذه الأرض نبتت السامية، ومنها هاجرت بعد اضطرارها إلى ترك مواطنها القديمة لحلول الجفاف بها الذي ظهرت بوادره منذ عصر (الباليولي ثك Palaeoli) هاجرت في رأيه في موجات متعاقبة سلكت الطرق البرية، والبحرية حتى وصلت على المناطق التي استقرت فيها. هاجرت، وقد حملت معها كل ما تملكه من أشياء ثمين ، حملت معها آلهتها واولها الإله (القمر) وحملت معها ثقافتها، وخطها الذي اشتقت من سائر الأقلام. ومنه القلم (الفينيقي)وطبعت تلك الأرضين الواسعة التي حلت فيها بهذا الطابع السامي الذي مازال باقيا حتى اليوم.
وقد أخذ فلبي رأيه هذا من دراسات العلماء لأحوال جزيرة العرب،ومن الحوادث التاريخية التي تشير إلى هجرة القبائل من اليمن نحو الشمال إذن فاليمن في نظر فلبي، وغيره من المستشرقين (هي مهد العرب ومهد الساميين منها انطلقت الموجات البشرية إلى سائر الأنحاء، وهي في نظر بعض المستشرقين أيضا مصنع العرب)، ذلك لأن بقعتها أمدت الجزيرة بعدد كبير من القبائل قبل الإسلام بأمد طويل، وفي الإسلام أيضاً.ومن اليمن كان (نمروذ) وكذلك جميع الساميين
(هناك نظرية تقول: إن جزيرة العرب الموطن الأصلي للساميين، ومنها تمت هجرات متتالية إلى بلاد مابين النهرين، ومنطقة شرقي البحر المتوسط، القبائل التي كلما انتقلت من مكان إلى آخر اتصلت وامتزجت بأسلاف الساميين، ففي بلاد الرافدين اتصل الساميون(وهم العرب) بالحضارة السومرية واستطاعوا أن يسودوا بلغتهم مع نهضة سرجون ملك أكاد وحمورابي ملك بابل وفي فينيقيا طور الساميون التجارة والملاحة ونشروها في بلاد شواطئ البحر المتوسط.
وأصبحوا أول من ارتاد البحار بجدارة. أما جماعة اليهود التي اخترقت شبه جزيرة سيناء إلى شرقي دلتا النيل، واستقرت بعد ذلك في فلسطين فقد كونت أمة دينية جديدة
على أن هنالك بعض علماء الأجناس كما أسلفنا، وبعضا من المؤرخين لا يصدقون نقاء الجنس السامي أو غيره من الأجناس، وإنما يعتبرونه ضربا من المحال بعد اختلاط الأجناس المختلفة, وتزاوجهم وتناسلهم ننقل صورة لما جاء في كتاب .. المعرفة ص 55،54..
وقد تشعب الحديث حول هذا الموضوع، وترددت الأراء، وتعددت وتعارضت أحيانا وتقاربت أحيانا أخرى، وتوافقت أحينا ثالثة في نتائجها رغم اختلافها في منطلقاتها ..ولكن تركز الحوار حول محورين رئيسيين، وأول هذين المحورين هو: كنه هؤلاء (الساميين) أي من هم؟ هل ثم جنس أو عنصر بالمعنى الأثنولوجي للكلمة أي أنهم ينحدرون من أصل واحد له سماته,أ الجسمانية التي يعرفها علماء الأثنولوجيا (علم الأجناس
وقد أخذت الدراسة من العلماء وقتا طويلاً حتى توصلوا إلى نتائج مفادها أن قضية صفاء العرق،ونقاء الجنس البشري نقاء مطلقا أمر غير مسلم به عملياً كما يرون (وفي الواقع فإن علماء الأجناس البشرية قد أصبح في حقيقة الأمر (خرافة علمية) حسب تعبير أحد علماء الأنثروبولوجيا المعاصرين . وفي هذا المجال فلعل أقرب ما يمكن أن يقال في موضوع الجنس أو العنصر إلى الصواب هو أنه قد وجدت أجناس نقية فعلاً في يوم من الأيام ولكن هذه الأجناس بدأت في الاختلاط منذ بدء الحياة البشرية،وبشكل أكثر بكثير مما كنا نتصور،وبالذات بعد إنتقال الموجات الكبيرة من اليمن عبر العصور الأولى.
ونظراً لأهمية الموضوع -أعني الموجات الإنسانية التي تدفقت من اليمن- وقدمها، وكون اليمن المهد الأول للساميين،والعرب أجمعين . الذين اتجهوا إلى مصر والشام وبلاد الرافدين وأسسوا هنالك الحضارات العظيمة)
فإنه قد استحق منا إفراده بدراسة أوسع وأوفى وفق المعطيات العلمية الجديدة (ليحيا من حيى عن بينة ويهلك من هلك عن بينة)، وهذا ما توصلت إليه من البحث.
وعن أصل الساميين وشبه جزيرة العرب قال د. لطفي عبد الوهاب يحيى: (إن شبه جزيرة العرب بما فيها الصحراء السورية التي تشكل تخومها الشمالية هي الموطن الأصلي للساميين).
وأردف قائلاً: وموجز ما توصل إليه أصحاب هذا الرأي هو أن شبه جزيرة العرب ل? تكن منطقة صحرواية جافة في كل عصورها القديمة فقد تعرضت لهطول أمطار عزيرة طوال عصر البلايستوسيني لأخر العصور الجيولوجية شأنها في ذلك شان بقية المناطق المجاورة على الأقل في آسية وأوروبة وأميركا الشمالية وأنها كانت نتيجة لذلك منطقة تغطيها الغابات، والنباتات، والأعشاب، وتسكنها المجموعات البشرية، والإنسانية على امتداد مساحتها. ولكن العصر البلايستوسيني انتهى بأمطاره حوالي10.000ق.م. وبدأ الجفاف يزحف على المنطقة لتحل محل هذه المناطق الخضراء المأهولة بالسكان امتدادات صحراوية جافة وجدبة هذا يدعم توجهنا وبالذات حول زمن عاد وخصوبة اليمن في تلك الفترة).
وكانت شبه الجزيرة العربية إحدى هذه الامتدادات، وقد كانت نتيجة ذلك في رأي هؤلاء الباحثين أن موارد الغذاء من النبات والحيوان بدأت تتضاءل بالتدريج بحيث اضطر سكان المنطقة إلى أن ينزحوا منها بالتدريج كذلك كلما زحف الجفاف، والإجداب على هذه الموارد الأمر الذي أدى إلى موجات متتالية من الهجرات البشرية من شبه الجزيرة العربية إلى المناطق الخصبة أو الأقل جفافا والتي كانت تقع على تخومها . وهي هجرات كانت أخرها حسبما رأى بعض هؤلاء الباحثين هي الهجرة العربية التي تمت في أعقاب الفتوح العربية الإسلامية في القرن السابع ق.م.
ويضيف: وقد استقرت هذه الهجرات في المناطق التي وصلت إليها بعد أن حملت معها لغتها وكانت النتيجة هي هذه الشعوب السامية المتعددة التي تتقارب لغاتها إلى حد كبير سواء في ألفاظها أو في طريقة تركيب هذه الألفاظ أو تصريفها.
وقد وضع بعض علماء التاريخ ترتيبا زمنيا للهجرات السامية (إنها ليست سامية وإنما عربية لأنها متأخرة) أما السامية فقبل هذا بزمن طويل!) من اليمن إلى مناطق الرافدين، والشام، وحوض النيل مستخلصا من دراساتهم ومن شواهد التاريخ الماثلة تبين منه أن فاصلا زمنيا كان يفصل بين كل هجرة وأخرى، فاصل زمني يطول ويقصر وفق زيادة عدد السكان عن موارد موطنهم الأصلي (اليمن)
والصورة التقريبية التي وضعها العلماء لهذه الهجرات تظهر كما يلي:
- الأكاديون (والكلدانيون) وقد استقروا في وادي الرافدين في الألف الرابع ق.م.
- الكنعانيون (بما فيهم الفينيقيون) والأموريون وقد استقروا في المنطقة السورية ووادي الرافدين خلال الألفية الثالثة و الثانية ق.م.
- الآراميون وقد استقروا في كل مناطق الهلال الخصيب، والعبرانيون الذين استقروا في المنطقة السورية في النصف الثاني من الألف الثانية ق.م.
- الأنباط وبعض القبائل العربية الجاهلية،وقد استقروا في منطقة الهلال الخصيب بين القرنين الثاني ق.م. والسادس م. (إذا كان الأنباط من أصول يمنية إذن فخطهم مجزوم (مقطوع)من الخط المسند أما إن كانوا من خليط أقوام سكنوا المنطقة الشمالية وفيهم عناصر غير عربية فالمسالة مختلفة!!) وهنا نقول: أن لا صلة لهم بخط القرآن
- العرب المسلمون وقد استقروا في منطقة الهلال الخصيب ومصر وبقية شمال إفريقية منذ القرن السابع الميلادي.
ويدعم أصحاب هذا الرأي القائل بموجات كبيرة شبه منتظمة من الهجرات انطلقت من شبه الجزيرة العربية نتيجة للجفاف الذي حل بها (بعد أن كان منطقة خضراء ماهولة بالسكان) بعدد من الملاحظات عن تلك الصخور الصحراوية في شبه الجزيرة المكتنزة بالكثير من القواقع المتحجرة أو التي جفت والتي لا تعيش إلا في المياه العذبة ومن بقايا عظام وأدوات حجرية ترجع إلى عصور ما قبل التاريخ مما يشير إلى وجود الماء، والحياة في هذه المناطق الصحراوية في الماضي البعيد . ومن بينها عدد من الوديان الجافة في الوقت الحاضر مثل وادي الدواسر ووادي الرمة ووادي السرحان ربما كانت قبل ذلك وديان وأنها جفت بعد تراجع عصر الأمطار . ومن بينها كذلك عدد من الحيوانات، والأشجار التي كانت معروفة في شبه الجزيرة،و التي أوردها الكتاب الكلاسيكيون (اليونان والرومان 500ق.م-500م تقريباً) أو الكتاب العرب ولكنها قلت أو اندثرت في الوقت الحاضر وهو أمر يدعم نظرية استمرار الجفاف ومن ثم زحف الإقفار على المنطقة حتى في العصور التاريخية.
واختلف العلماء حول تحديد المكان الذي انطلقت منه الهجرات السامية في جزيرة العرب ورأى بعضهم أنها قد انطلقت من منطقة نجد غير أن ضعف هذا الافتراض يبدوا واضحاً في جانبين . الجانب الأول هو أن منطقة نجد نفتقر كثيراً إلى أسباب الحياة التي تؤدي إلى تكاثر السكان وتضخم عددهم بالصورة التي تجعلها خزانا بشريا لا يلبث أن يفيض بما فيه من هؤلاء السكان منطلقون منه في موجات مهاجرة متعاقبة فالمنطقة لا يوجد فيها إلا عدد قليل من الواحات المتناثرة وسط ساحات كبيرة مقفرة . كذلك فإن قيام هجرات من هذه المنطقة إلى أطراف شبه الجزيرة في الشمال، والجنوب، والشرق، والغرب كما يرى أصحاب هذا الرأي أن المتنقل تلزمه دابة نقل مثل الجمل الذي يستطيع أن ينقل أحمالا ثقيلة لمسافات طويلة في الأرض الرملية، وفي الجو الحار الجاف في ظروف قد تنقطع عنها المياه أياما متعاقبة،وفي هذا المجال فإن الجمل لم يظهر في مناطق الشعوب السامية إلا منذ القرن الثاني عشر ق.م. (وجهة نظر) . أما دابة النقل التي عرفتها المنطقة قبل ذلك فهي الحمار الذي لا يصلح إلا لنقل أحمال محدودة لمسافات محدودة
ويقول جم روكس: إن اليمن هي الوطن الذي انطلقت منه الهجرات السامية . والدليل في ذلك أن إله القمر الذي عرفه اليمنيون ظهر كذلك بين بعض الشعوب السامية الأخرى ويرى أن الخط المسند الذي عرف في اليمن هو الذي اشتقت منه سائر الخطوط التي كتبت بها الشعوب السامية الأخرى ومنها الخط الفينيقي.
ويسهم الدكتور فيليب حتى ورفيقاه في موضوع الساميين (المهد والانسياب منه) هكذا: ليس بين كل البلاد التي تضاهي جزيرة العرب مساحة أو بين كل الشعوب التي تناهز العرب في الأهمية التاريخية والمكانة العالمية بلد أو شعب ناله من إهمال الباحثين في العصور الحديثة ما نال الجزيرة العربية، والشعب العربي.
فهي بلاد تعادل ربع أوروبا أو ثلث الولايات المتحدة مساحة ولكن ما نعرفه عنها ضئيل جدا فلقد زاد اطلاعنا نسبياً على مجاهل المنطقة المتجمدة الشمالية، والجنوبية بينما لا تزال معلوماتنا عن أحوال القسم الأكبر من جزيرة العرب قليلة: ولما كانت جزيرة العرب هي مهد الجنس السامي على ما يرجح فإنها قد أنشأت الشعوب التي نزحت فيما بعد إلى الهلال الخصيب هذه الشعوب التي أصبحت مع تعاقب الأجيال أمم البابليين، والأشوريين والفينقيين، العبرانيين.
وفي تربة هذه الجزيرة الرملية نشأت العناصر الأصلية للديانة اليهودية وبالتالي المسيحية، وظهرت هذه السمات والسجايا التي أصبحت بحكم التصور فيما بعد من مميزات الخلق السامي . هذا بعد نوح وهود وصالح وأيوب وإبراهيم عليهم السلام (وغيرهم كثير) الذين دبوا على هذه الأرض في أزمانهم المختلفة.
وأما في العصور الوسطى فقد أخرجت الجزيرة العربية هذا الشعب الذي سيطر على معظم العالم المتمدن إذ ذاك، وكانت مهداً لدين هو الإسلام
ولكن من الذي أطلق هذا الاسم على أولئك القوم العرب الذين خرجوا من المهد الأول (اليمن) وانتشروا في بقاع كثيرة يعلمون الناس أسباب الحضارة، ووسائل التقدم، ويحجزون المكان الذي يطلق عليه اليوم الوطن العربي؟ ولماذا كان هذا الإطلاق؟ وهل بالإمكان تحديد زمن انطلاق أول فوج خرج من هذا المهد باتجاه الشمال الغربي لجزيرة العرب ؟! لعلنا نجد بعض الرد في كتاب دراسات في حضارات غرب آسية القديمة تحت عنوان: الساميون والعرب- تسمية وتساؤلات: كان الباحث شلوزSchllzer ) أول من اقتبس اسم (الساميين) عن التوارة وأطلقه في عام 1781م. على أصل عبريي التوارة) والشعوب التي تكلمت لغات نسبة إلى اللغة العربية وبعد أن فك علماء اللغات (الشرقية القديمة) رموز الكتابات المسمارية وأبجديات ما اكتشفت حتى الآن من لغات غرب آسية القديمة .
إن بعض هذه اللغات يعود إلى أصل واحد أطلقوا عليه اسم (الأصل السامي) غير أنهم عجزوا حتى الآن عن تحديد القرن الذي استوطنت خلاله أولى القبائل (السامية) المناطق الخصبة في بلاد مابين النهرين وبلاد الشام).
علماً بأن السامين قد انتزعوا الحكم من السومريين عام2350ق.م. إلا أن هذا الوقت لا يعنى بداية هجرات اليمنيين الذين نزحوا في وقت سابق لهذا بكثير، ويختلف المؤرخون بشأن نشأة المملكة الأكدية فمنهم من يرى بأن وجود العنصر السامي (اليمني) في جنوب ووسط العراق يرجع إلى غزوة سامية (يمنية)حدثت في أوائل القرن الثامن والعشرين ق.م. وكانت مدينة كوش (كش) أهم مسرح لها - وما أن استقر الأمر لهؤلاء الساميين حتى عملوا على توسيع رقعة سلطاتهم ونجحوا في ذلك حتى استطاعوا أن يغيروا مجرى التاريخ في العراق القديم.
ومن المؤرخين من يرى أن الساميين كانوا بالعراق منذ أقدم العصور.
وقد عاشوا جنبا إلى جنب مع السومريين بدليل وجود أسماء سامية لملوك سلاله (كيش) الأولى ولكنهم كانوا دون شك يكونون غالبية السكان في شمال العراق ومهما كان الأمر فإن هذا النصر السامي قد نجح إلى أبعد الحدود، وتركز نشاطه في المنطقة الوسطى من بلاد النهرين . وقد عرفت هذه المنطقة باسم أكد. ولذا أطلق على الدولة التي أسسها سرجون فيها اسم الدولة الأكدية إن سرجون (اليمني) هذا يرجع حكمه في رأي بعض المؤوخين إلى الفترة ما بين عام 2371-2316ق.م. بينما يرى البعض الأخر أنه أنشا مملكة موحدة حوالي2350 ولا يتفقون في أنه حكم نحوا من 55 عاماً على أي حال (وقد سبقت الإشارة إلى حمورابي وأنه تلقى شريعته من الملك شمس عاد الفاتح اليماني الكبير).
ويؤكد الباحثون في أصول الشرق الأدنى أن أسلاف هذه الموجات كانوا يتمتعون في الأصل بحضارة عريقة قديمة. في الطرف الجنوبي من جزيرة العرب،وكانت بلادهم في تلك الأزمان عامرة بأنهارها دائمة الجريان وبأمطارها دائمة التهطال إلا أنها تعرضت إلى تغيرات مناخيه وجيموفولوجية في نهاية العصر الجليدي الأخير في حدود سنة 20000ق.م. الأمر الذي أدى إلى انحباس الأمطار واندثار الأنهار فأخذ الجفاف ينتشر منذ ذلك الحين في النطاق الصحراوي الحالي هنالك رأي علمي أخر أثبتته الأقمار الاصطناعية يفيد أن اليمن والجزيرة العربية ككل كانت تتمتع بمناخ خصب بين الألفية السابعة، والثالثة عشرة ق.م. مما اضطر الإنسان إلى الهجرة باتجاه أماكن ذات موارد طبيعية دائمة فكان أن توصل هؤلاء السكان إلى شمال الجزيرة، ومنها أخذوا يتوزعون على الشمال في موجات متعاقبة في المناطق الشرقية، والشمالية الغربية من بلادهم فمنهم من توجه شرقاً نحو وادي الرافدين ومنهم من استقر في فلسطين وسورية ولبنان وهناك من توجه نحو شبه جزيرة سيناء وأطراف وادي النيل وبقية شمال إفريقيا. وهكذا تكون وطننا العربي الكبير من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي في التاريخ القديم.
ويضيف فيليب حتى وزميلاه في مكان آخر قولهم. عن مهد الجنس السامي: لقد اختلف العلماء في الجواب على السؤال: أين كان الموطن الأصلي لهذا الشعب . تباينت نظرياتهم فمنهم من ظن أن موطن الساميين في إفريقية الشرقه بالنظر للعلاقات الأثنولوحية بين الساميين . ولكن التسليم بهذه النظرية خلق مشاكل يصعب حلها وآخرون تأثروا برواية العهد القديم فزعموا أن العراق هو الموطن الأصلي وهو زعم فاسد لأنه يفترض انتقال شعب من طور الحياة الزراعية على ضفاف نهر إلى حياة البداوة وذلك عكس ما تقتضي به النظم الاجتماعية . ولهذا فمعظم العلماء اليوم يؤيدون النظرية القائلة إن بلاد العرب هي مهد الجنس السامي ويدعمونها بالحجج التالية:
أن معظم سطح الجزيرة صحراء تحيط بها حافة ضيقة من الأرض التي تصلح للسكن ويحيط البحر بهذه الحافة نفسها فإذا زاد عدد السكان عن طاقة الأرض لاحتمالهم كان على الفائضين أن يبحثوا لهم عن مدى حيوي يعيشون فيه . ولم يك باستطاعتهم التوسع في وسط البلاد وهو صحراء ولا اجتياز البحر حيث لم تكن في تلك الأزمان من وسائل لذلك فلم يبق إلا أن يسلكوا طريق الساحل الغربي من الجزيرة نحو الشمال حيث يتفرع عند شبه جزيرة سيناء إلى وادي النيل الخصيب، وقد سلك هذا الطريق أو طريق أفريقية الشرقية مهاجرون ساميون حوالي سنة 3500ق.م واستقروا في مصر مع سكانها الحاميين واختلطوا بهم . فكان من نتيجة هذا الاختلاط أن ظهر المصريون القدماء الذين وضعوا كثيراً من العناصر الأساسية في مدنيتنا . فكانوا ألو من شادوا الأبنية الحجرية و أنشأوا التقويم الشمسي، وفي تلك الغضون أي في أواسط القرن الرابع ق.م. اندفعت إلى الشمال موجة أخرى من المهاجرين سلكت طريقا شرقيا موازيا الآخر. واستقرت في وادي الرافدين الذي كان يسكنه في ذلك الزمن شعب عريق المدنية هم السومريون وقد حل الساميون هذا الوادي وهم في حالة البداوة. والجهل فما عتموا أن تعلموا من السومريين مؤسسي حضارة الفراتين (وجهة نظر وقد ألغيت بالمكتشفات الأخيرة فاليمنيون جاءوا بحضاراتهم وثقافاتهم كما أسلفنا وتأكد هذا علمياً) فن بناء المنازل والسكن بها، ووسائل الري، وفوق ذلك فقد تعلموا منهم كيف يكتبون، ولم يكن السومريون من الشعوب السامية! ولكن اختلاطهم بهؤلاء العرب الذين نزلوا عليهم في وادي الرافدين أنتج الشعب البابلي الذي شاطر المصريين الفخر في وضع الأسس لميراثنا الثقافي).
وقعوا في تناقض فالحقيقة الثابتة علمياً وتاريخياَ أن اليمانيين الذين خرجوا من اليمن عبر عشرة آلاف عام كانوا قد خرجوا بخطوطهم وحضاراتهم وخبراتهم ونقلوها فوراً إلى المناطق المهاجر إليها. ويحدد بعض الباحثين في التاريخ القديم وعلوم الآثار بداية الهجرات العربية إلى الهلال العربي الخصيب، وشمال أفريقيا بالألف الرابع ق.م. وربما قبل ذلك على رأي البعض الآخر وهذه الهجرات هي الأكادية والكنعانية والآشورية والعامورية والآرامية والمصرية.
إذن فالأقوام العربية ما قبل تاريخية) هي التي انطلقت من الجزيرة العربية، وعاشت في بعض أرجاء الهلال الخصيب منذ الألف الرابع أو الخامس ق.م. وهي سابقة للسومريين في بلاد وادي الرافدين.
وينوه العالم (ليونارد وولي) بهذه الهجرات في سياق حديثه عن أرض جنوبي الراقدين فيقول: سكنها مع السومريين ساميون جنوبيون هم أسلاف العرب المحدثين، وارتحلت بيوت، وعشائر متفرقة منهم إلى الأرض الجديدة وأن بعضهم سكن الأرض الممتدة على أعالي الفرات ثم انحدروا إلى الجزء الأسفل من بلاد الرافدين . كما ينوه بذلك العالم (رينية أدوزو) فيقول: إذا صح ما لحظه الأستاذ/ أندريه بارو فقد كانت هناك منذ مطلع الألف الرابع قبل الميلاد قبائل من الجزيرة العربية قد استقرت عند دجلة والفرات، وأن هذه الهجرة العربية القديمة هي التي ثبت فيها الأكاديون، وقاموا بتاسيس أول سلالة عربية في بلاد الرافدين أو لعل الأكاديين هجرة تلتها كما أن الأكاديين يشكلون هجرة واحدة مع العاموريين - الكنعانيين الذين استقروا في سوريا الطبيعية ومنها تحرك البعض منهم إلى العراق فيما بعد وأسس سلاله بابل الأولى.
لقد أجرى العلماء، والمؤرخون دراسات على عدد من هجرات متعاقبة من جزيرة العرب، ووجدوا أن الفرق بين واحدة وأخرى 1000(ألف) عام تقريبا، ونظموها بشكل متتال . وأن البعض منها كان متعاصراً أو متقارباً، وأن أول هذه الهجرات هي هجرة الأكاديين إلى العراق في حدود النصف الثاني من الألف الرابع ق.م. والمؤكد أنها أسست دولة عظمى في بلاد الرافدين في النصف الثاني من الألف الثالث ق.م.
مما سبق يظهر أن نزوح الساميين (اليمنيين العرب) كان بدوافع وأسباب منها (ضيق المكان لازدياد السكان أو تغييرات طبيعية أو غير ذلك من العوامل الأخر.
أما بالنسبة للذين افترضوا أن شبه جزيرة العرب موطن الجنس السامي فقد رأو أنها كانت في نهاية العصر المسمى بالبلايستوسين الذي ينتهي تقريبا في حوالى (10.000 ألف ق.م) خصيبة جداً وذات مناخ بارد تتساقط عليها الأمطار مما أدى إلى ظهور غابات كثيرة وأشجار ضخمة كالتي نجد في الهند،وإفريقيا كما تدل بقايا الحيوانات التي وجدت في شبه الجزيرة العربية.
وهذا ما أيدته الاكتشافات العلمية الحديثة/ وصور الأقمار الصناعية لمجاري الأنهار القديمة. والبحيرات، والعثور على جذور الأشجار الضخمة، وعظام الحيوانات المختلفة.
وقد وجد (برترام توماس) بقايا بحيرة في الربع الخلي عند منخفض (أبو بحر) وآثار نباتات،وحيوانات في جهات عديدة لا يدع وجودها مجالاً للشك في أن البحر كان في العصور الجيولوجية غامراً هذه المنطقة.
وكانت شبه الجزيرة العربية من أخصب بقاع الأرض، وأغناها حتى العصر الحجري المتأخر إذ تحولت تدريجياً من الخصوبة إلى الجدب والجفاف، وانتشرت فيها الصحراء على حساب الأراضي الخصبة فأدى ذلك مع ازدياد السكان إلى نشوء أزمات من القحط التي كانت السبب في موجات من الهجرة.
والذي أرى أن هذا التغيير الذي طرأ على مناخ شبه الجزيرة العربية إنما ظهر قبل ميلاد المسيح بما يقارب (10.000آلاف سنة) إلا أن التغيير لم يبرز ويؤثر إلا قبل ميلاد المسيح بما يقارب 5.000آلاف سنة. وعندئذ هاجر الساميون سكان شبه الجزيرة العربية بحثاً عن حياة أفضل (في هذا الوقت قد صاروا عرباً)!!
وعلى كل حال فإن الذين يرون بأن الموطن الأول للجنس السامي كان في شبه الجزيرة العربية يشيرون إلى موجات من الهجرات إلى البلاد الخصبة فيذكرون أنه:
1- في حدود الألف الرابع ق.م. هاجر إلى مصر بطريق إفريقيا الشرقية أو بطريق أخرى أشتات من القوم الساميين اختلطوا بالمصريين، وساهموا في مدنيتهم .
2- وفي منتصف الألف الرابع ق.م. هاجرت موجة أخرى من الجنس السامي إلى وادي الرافدين، وهم الأكديون والكلدانيون أيضاً)، (العرب القحطانيون).
3- وفي منصف الألف الثالث ق.م. هاجر من بلاد العرب قوم ساميون أخرون وهم الأموريون الذين سكنوا الشام وجزءاً من بلاد الجزيرة، والكنعانيون الذين سكنوا غربي الشام، وفلسطين كما نزل بساحل الشام الشعب الذي عرف باسم الفينيقيين.
4- وفي منتصف الألف الثاني ق.م. حدثت موجة أخرى فنزل الآراميون في الهلال الخصيب).
5- وفي منتصف الألف الأولى قبل الميلاد حدثت هجرة الأنباط وقبائل العرب قبل الإسلام (وجهة نظر لا نتفق معه عليها).
6- ثم الموجة الإسلامية في القرن السابع الميلادي إذ يتصور كيتاني أنها آخر موجة سامية قدمت من الجزيرة العربية إلى الخارج بسبب الجفاف، والجوع.
(وهذه وجهة نظر أخرى لا نتفق عليها) وهكذا اختلف العلماء في مهد الساميين الأول، ولهم في ذلك أدلة كثيرة، إلا أن أكثر المتأخرين وصلوا إلى قناعة بأن اليمن هي المهد الأول للساميين ذلك أن سام بن نوح عاش في اليمن وأسس (مدينة صنعاء)التي لا تزلا تحمل أسمة إلى الآن،كما أن قصة نوح والطوفان قد كانت هنا في اليمن وفي حوض صنعاء بالذات كما أثبتنا هذا قبل .
وقد ذهب سبر، ثجر وسديدر، وونكر الألمانيون، ورو براتشر سميث الإنجليزي أن مهد الساميين (جزيرة العرب)، ومنها تفرقوا في الأرض كما تفرقوا في صدر الإسلام ولهؤلاء أدلة اجتماعية، ولغوية وأخرى أخلاقية .ولا شك أن هذه الفرقة أقرب إلى الحقيقة كما سنثبت ذلك بالادلة الراجحة والواقع المعقول)(1).
ويرد عنان على أولئك الذين زعموا أن الساميين جاءوا اليمن من الحبشة بقوله: وقال آخرون: أن مهد الساميين كان في الحبشة وأنهم عبروا عن طريق مضيق باب المندب إلى اليمن في عصور ما قبل التاريخ، وتكاثروا في اليمن، وانتقلوا منها إلى الحجاز ونجد والبحرين ثم نزحت طائفة منهم إلى فلسطين، وطائفة إلى العراق يومئذ (السومريون) العرب كما أوضحنا قبل) وطائفة إلى فينقية فغلب الساميون على تلك البلاد، وأنشأوا دول بابل وآشور،وفينقية، وفلسطين وهذه الطائفة أقرب إلى الصواب لولا أنها اعتبرت الحبشة المهد الأول،وسيأتي شرح ذلك إن شاء الله .
وهو أن الساميين عبروا مضيق باب المندب من اليمن إلى الحبشة لا العكس، والدليل على ذلك أن سام بن نوح بعد الطوفان لم يذهب إلى أفريقيا، والروايات الموجودة في اليمن إلى الآن وهي متداولة بين أفراد الشعب اليمني أن صنعاء عاصمة (الجمهورية اليمنية) اختطها سام بن نوح عليهما السلام، واسم صنعاء عند كثير من الناس مدينة سام، ومحلات أثرية كثيرة في صنعاء مسماة باسم سام وقد وجدت أساسات قصره في جبل براش المجاور لنقم أما سفينة (نبي الله نوح) وهو أبوه، فلا زالت رابضة في الطرف الجنوبي الغربي لنهم، وفي قرية ثومة التي تقع شمال شرق صنعاء على بعد حوالي35كم.أو عند فرضة نهم وقد رأيتها بنفسي كما رأيت ما يشبه مسرح هلاك من كان على السفينة كاملاً، وحدثني من لا أشك في صدقه وهو الأستاذ عبد الباري طاهر: أنه شاهد قبر نوح في إحدى قرى نهم أيضا وأنه سأل الأهالي عن صاحب هذا القبر فقالوا له: نحن توارثنا هذا حاضراً عن غابر، وصاغراً عن وكابر أن هذا هو قبر النبي نوح!!
ولنا وقفه أخرى ميدانية وتحيليلة لقبور الأنبياء والرسل وإرم ذات العماد، وكل الأماكن التاريخية المهمة إن مد الله في العمر . فاليمن مهد الإنسان العاقل، ومهبط الوحي، وموطن الحضارات، ومصدر الموجات البشرية في كل العصور حتى قال (سايس): أن اليمن معمل البشرية، والأمثلة في التاريخ كثيرة تشهد باستمرار أن الهجرات كانت من اليمن إلى سائر البلاد العربية.
يقول الأستاذ جبر ضومط عن مهد الساميين من قبل إقامة الدليل التاريخي على ما ذكرنا في شأن لغة سبا أي أنها لغة أو لهجة من اللهجات العربية وبعبارة أخرى أن سكان بلاد سبأ كانوا يتكلمون العربية المتينة التي نتكلم بها اليوم من قبل آلاف السنين إلى إلان، وقبل أن أذكر الدليل في إثبات أن فرعي الأمم السامية هما القحطانية، والعدنانية ومنهما تفرعت بقية اللغات السامية الأخرى لابد لى من الكلام عن موطن اللغة السامية الأصلي الذي ربيت فيه فأقول: وجدنا اللغات السامية في البلدان الآتية:
1- في شمال إفريقيا على شواطئ المتوسط من الشام شرقا حتى تصل بوغاز جبل طارق، والأطلنطي أو الأطلسي غرباً ويشتمل ذلك على برقة وطرابلس الغرب وتونس والجزائر وبلاد مراكش.
2- في مصر وما يليها جنوبا من بلاد الأثيوبيين أو ممالك الحبشة.
3- في جزيرة العرب وما والاها من فلسطين، وسوريا حتى آسيا الصغرى.
4- في بادية الشام،والعراق من رأس الخليج الفارسي(العربي)جنوباً حتى تصل إلى الموصل وديار بكر شمالاً.وليس في التاريخ، ولا في الآثار، ولا في التقاليد المتناقلة ما يشير أدنى إشارة إلى أنها كانت في غير هذه البلدان).
ويقول المرحوم محب الدين الخطيب في بحث تاريخي له عن اتجاه الموجات البشرية في جزيرة العرب منذ ستة آلاف سنة إلى كل من العراق، والشام خاصة، والبلاد السامية عامة، وأن اصل الفينيقيين، والكلدانيين عرب.
الموجة الأولى إلى العراق سنة 3600ق.م. جاء في مجلة المباحث (2:738) نقلاً عن المؤرخ (تاثون) الأمريكي أن أول مهاجرة سامية ذكرت في التاريخ هي مجيء جماعة من الساميين إلى البقعة التي بين مصبي دجلة، والفرات، ولم يذكر زمن هجرتهم هذه من أوطانهم الأولى إلى العراق ولكنه اثبت لهم حضارات زاهرة في ذك القطر في القرن السادس والثلاثين:ق.م وذهب العلامة (سايس الإنجليزي) إلى أن قبيلة من الساميين يقال لها كلده كانت نازلة عند مصب النهرين وأنها طليعة قبائل النبط الآراميين الذين نزحوا من شمال بلاد العرب ونزلوا القطر البابلي محتمين على ضفاف الفرات وأنهم كانوا يتكلمون اللغة الكلداية.
إن قوم سيدنا إبراهيم عليه السلام إنما هاجر أسلافهم الأولون إلى العراق من بلاد أخرى وهي البلاد العربية على ما يقول العلامة (سايس) وأن هجرتهم طليعة هجرات أخرى حدثت بعدها من بلاد العرب أيضا وقد كانت تلك الهجرات إلى العراق قديمة العهد جداً .(إن هذا ما ذهبنا إليه من أن إبراهيم عليه السلام من أصول يمنية (فهو من كَلَد اليمن بيافع).
ويرى المؤرخ بانون) أنها ترجع إلى أكثر من ستة وثلاثين قرناً ق.م. ثم قال أيضا.... وقد ثبت أن العرب كانوا يفدون على ممكله بابل بلا انقطاع طول مدة الدول السبع الكلدية التي تعاقبت قبل مملكة آثور(آشور) وكان هؤلاء العرب من عوامل تحديد الحياة الأخلاقية و السياسية فيما بين النهرين .وكانت هجرتهم بطيئة أحياناً وأحيانا تتدفق كالسيل لحادث فجائي، فأما الهجرات البطيئة،فإنها ما برحت مستمرة من أقدم الأزمان حتى هذه الساعة وأما تدفقها كالسيل في الحواث الكبرى فقد حفظت لنا الآثار والتقاليد بعض أخبارها وغاب عنا كثير منها.
وعن أصل الفينقين وهم فئة من الكنعانيين يقول عبد الله الحلو مقدم ومراجع جان مازيل صاحب كتاب (تاريخ الحضارات الفينيقية- الكنعانية: فمسألة من أين جاء الفينيقيون (الكنعانيون)؟ هي تماماً كمسألة من أين جاء الأكاديون والآشوريون والسومريون والأموريون والآراميون والفلسطينيون)؟ إلى غير ذلك . هذه المسألة التي رافقت دائماً الدراسات المتعلقة بمنطقة الشرق الأدنى القديم منذ قرابة القرنين من الزمن وانتهت إلى التفسير الذي اصطلح عليه المستشوقون وصار من ثم نظرية متعارفاً عليها ومسلما بها شكليا ثم اعتمادها في المؤلفات العربية المعاصرة ألا وهي قدوم هذه الجماعات من شبه الجزيرة العربية بشكل موجات هجرة كبيرة في فترات متباعدة الأمر الذي استندوا فيه إلى ظاهرتين أولاهما أوجه الشبه القوية بين اللغة واللهجات التي انتشرت في الهلال الخصيب، وبين اللغة العربية، والثانية هي كون صحارى الجزيرة في الأزمنة القديمة مفتوحة على بادية الهلال الخصيب، ومنطقة تنقل حر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.