«2 2» في مؤتمر «Tedx taiz» حدّثنا الشباب المُجد والطموح عن النهوض الحضاري وأركانه بأسلوب تجريبي بسيط, نحن في حاجة إلى اللغة السهلة المفيدة في خطاباتنا المتعدّدة، كل شاب قدّم تجربته بدقائق كلها كانت مبهرة ومفيدة ومكثّفة، والمعذرة إن لم أذكر أسماءهم جميعاً؛ فكلهم أبهى وأرقى؛ تعلّمنا منهم كيف ينجح كل إنسان يريد أن ينجح، فقط لا يتوقف، لا يضع يده على خدّه, يتقدّم ويتعامل مع الفشل كنقطة انطلاق وعامل تحدٍّ وسيرى إبداعات مبهرة. التجارب الفاشلة تصنع النجاح، والفشل هو الخوف من الفشل والإحجام عن خوض التجارب، استمعنا إلى نجاحات رائعة وكبيرة يصلح بعضها أن يتحوّل إلى مشاريع وطنية استراتيجية؛ يكفي أن تعرف على سبيل المثال مشروع «مضاض الشيباني» وهو يقدّم اكتشاف الديزل من «الطحالب» التي تنمو وسط المياه، والأهم زراعتها بصورة تجارية وإنتاجية من خلال زراعتها في مجاري «الصرف الصحّي» ليعمل حلاً مزدوجاً هما توفير "الديزل" والاستفادة من الصرف الصحّي، وبحسب البحث فإن الإنتاج سيكون كبيراً وكافياً؛ الدراسة خرجت من المعامل إلى التطبيق العملي، وتحتاج إلى تبنٍّ رسمي واستثماري لكي تتحوّل إلى مصدر للطاقة. المشروع الآخر هو توليد الكهرباء من الأمواج البحرية بكميات كبيرة تكفينا شر برنامج «طفّي لّصي» وزيادة عن طريق مضيق «باب المندب» المشروع جاهز قدّمه «عبدالرقيب المجيدي» الذي بقي سنوات يعرض مشروعه على الجميع الذين اتهموه ب«الجُنان والتخريف» حتى وجد من ينصت إليه ويسوّق المشروع الكبير. تفجير الطاقات يحتاج إلى ثقة؛ أن يثق الإنسان بنفسه، وأن يجد مجتمعاً يثق بأبنائه ويخرج من دائرة العجز، كما استمعنا إلى إبداعات وفنون وتجارب نجاح عديدة بأسلوب راقٍ في توصيل المعلومة، أذهلني بساطة الأسلوب وعمقه وأنت تسمع مثلاً لعمرو الحكيمي أو منى العريقي يشعرانك أنك أمام أساتذة ومصلحين كبار يحملون همّاً ومشروعاً وكلمة سهلة ممتنعة؛ تمتنع عن كثير من أصحاب الألقاب وأرباب التقعر والضجيج الخاوي. شباب جاءوا من بين أوساط الغلابة ورصيف المعاناة يملكون إرادة وفلسفة عميقة، وتلحظ فيهم خلفية ثقافية على قاعدة الهويّة العربية والإسلامية. المهم.. وماذا بعد هذا المؤتمر..؟! ففي الأخير هذا المشروع هو مشروع دولي عابر يعبر في كل مدينة وينتهي بانتهاء الفعالية، وهذا لن يجدي ولن يكون دوره بالنسبة لنا إلا «المغاصبة» وإخراج لسان طويلة أمام خيباتنا، فهل يمكن أن تستمر الفكرة لاكتشاف المواهب وتشجيع الشباب والأخذ بيد الابتكارات وأصحاب التجارب الناجحة لكي ننمّي ثقافة الإبداع والنجاح وخوض تجارب الفشل المنتج..؟!. فالعمل ومقاومة الفشل هو في النهاية ثقافة ستحل محل ثقافة الكسل والتواكل وانتظار الإحسان المصحوبة بالعنف والكراهية والهلوسة، فهل يمكن أن تُفتح نافذة في "المحافظة" وترتبط بنافذة على مستوى اليمن تكون مهمتها تطوير فكرة الابتكار وإشعال الإبداع ورعاية المبدعين وتوجيه الناس للانطلاق إلى مشاريعهم الخاصة التي يحقّقون فيها ذواتهم ويؤمّنون وطنهم..؟! فالوطن بمواطنين عاطلين وعالة عليه هو وطن مهدّد بأبنائه؛ وهذه هي الكارثة. هل يمكن أن يتم شيء بعيداً عن الاحتفاليات التي تنتهي مع نهاية الفعالية ليأتي الأجانب يلملمون المبدعين من شوارع الإهمال إلى بلدانهم لاستثمارهم في شركاتهم الخاصة واستغلالهم بثمن بخس؛ بينما الأولى هو أن يخدموا هنا ويبدعوا في وطنهم المحتاج إليهم؛ لكن أين السبيل إلى ذلك ونحن نعتبرهم جهالاً ومجانين و«مش مشحوطين»..؟!. دعوة أوجّهها إلى أصحاب الشأن من المسؤولين في هذه المحافظة وفي المقدّمة الأخ المحافظ ورجال الأعمال الذين سمعوا ما سمعنا، ونرجو أن يهديهم الله إلى عمل مؤسّسي ينفع الناس واليمن عموماً، وينفعهم دنيا وآخرة. [email protected]