الوحدة اليمنية بعد ال 24 عاماً مثل الوحدة قبل خمسة آلاف سنة ويزيد، لم تُصنع الوحدة ولم تُولد في 22 مايو قبل 24 عاماً؛ لكنها تحرّرت في هذا التاريخ من قيودها المصطنعة وتنفّست الهواء الطلق الذي صُودر من قبل الإنسان «الحاكم» وليس الإنسان «الشعب» وفرق كبير بين الإنسان «الحاكم» المستبد والإنسان «الشعب» صاحب الأرض والحق. الحاكم المستبد هو لص وقاطع طريق وعاق والديه وقاتل أخيه، المستبد هو أسوأ ما في الإنسانية عندما ينحرف، إنه المعبّر الأول عن الظلم والجهل والقسوة. من يقتل أخاه من أجل نزوة أو طمع أو كرسي؛ يحبس أمّه أيضاً، ويتنازل عن عرضه ويبيع وطنه ويصادر هواء أهله ويمزّق بلاده، إنها جناية الإنسان «الحاكم» تحديداً وليس الوحدة، أما الوحدة فهي ثابتة كجبل صبر وشمسان وعيبان، والإنسان اليمني منذ القدم بطيبته ولكنته وسحنته المميّزة وقلبه المحب للأرض دون تمييز بين بيحان وذبحان، وبين ابن الجوف وشبوة وتعز وحضرموت. الإنسان المستبد وقاطع الطريق الذي صنع الحواجز والبراميل التي مسحت قبل 24 عاماً، هو نفسه اليوم يحاول أن يعبث بالوطن ويساوم على الوحدة ويزايد عليها من أجل نفس الأطماع الخاصة المريضة، واللصوص هم اللصوص وقطّاع الطرق؛ هم قطّاع الطرق، نفس الصفات والأفعال لا يردعهم إلا قوة صاحب الحق ووعيه، أعني الشعب هنا. الوحدة هي الوحدة ببهائها وجمالها في وجدان اليمني أمس واليوم وغداً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وسيتمسّك بها اليمني كما يتمسّك ببيته ويمسك على قلبه، ولهذا نرى اليوم كل المؤامرات المدعومة تسقط في الشارع اليمني والشارع الجنوبي تحديداً؛ لأنه وحدوي بفطرته؛ ولأن مشروع الوحدة وتحرير الوحدة من قيودها هو مشروع جنوبي في الأساس. الوحدة راسخة في جذور وأعماق اليمني، ولهذا يعمل أعداء الوحدة لعرقلة بناء الدولة، لأن الوحدة تسقط بسقوط الدولة ومعها يسقط كل شيء، الإنسان والكرامة والأمن والاستقرار.. الحوار الوطني الذي نحن في صدده هو مظهر من مظاهر قوة الحق وقوة صاحب الحق الذي انتزع بالثورة الشعبية التي يجب أن تستمر وبأشكال متجددة، دفاعاً عن الوحدة والكرامة والوجود، عليه أن ينمّي ثقافة الثورة لأنها ثقافة الكرامة ومن يشنون حملات التشويه ضد الثورة ويروجون للنظام القديم هم عمال نظافة لوجه النظام القديم ومستأجرون لأعداء الوحدة والدولة والشعب. الحوار الوطني ليس قراراً فردياً ولا مصادرة من مستبد إنه حوار معبر عن إرادة الشعب وعلى هذا الشعب أن يستمر لحماية مخرجات الحوار وبناء دولته وتحقيق أهداف الثورة لأن الثورة وكل الثورات كان أول وأهم أهدافها هي الوحدة، والوحدة لاتكون إلا بدولة واحده عادلة وقوية.. ولأن اللصوص كثيرون والمتربصون أكثر، عليه أن لا يركن أن يبقى مستفزاً متحفزاً, وفي حالة ثورية مستمرة «يقرأ ياسين وبيده حجر» بل عدة أحجار وقلب واحد كبير. [email protected]