لا شيء أجمل من أن ترمّم الضمائر وأن تتحد القلوب وتغرس قيم المحبة والإخاء وتذوب كل أساليب وطرق الكيد والبغضاء, ويتجه الجميع في قلب واحد ويد واحدة لبناء الوطن وإعادة من خرج عن الحكمة إلى الصواب ,بالفعل بالإمكان أن يحدث ذلك إذا غادرنا الخطاب التحريضي كلٌّ ضد الآخر والبعد عن عنفوان البقاء والرضاء والذم الزائد, وأعتب على من يستخدم ألفاظاً بذيئة ضد بعض أو يسيء إلى الآخرين منتفخ الأوداج، إنه يمثّل الثورة وإنه من بقي في الساحات, فالثورة في الأصل قيم وأخلاق وسلوك يدفع الناس إلى الخير والبعد عن ما ينغص الحياة وهناك من يتجه نحو الإقصاء متجاهلاً أننا أبناء وطن واحد وإخوة في الدين.. والشحن وجرح المشاعر بالكلمات الخبيثة غير مجدٍ ولن تكون لها نتائج سوى السلبية والعيب أن هناك من يقدح بالآخرين فيما يرى نفسه إنه من الملائكة ولا سلطان عليه، كم كنت أتمنى أن يجنح الجميع إلى بناء البلد والابتعاد عن التهم والتشكيك وغرس قيم حب الوطن الحقيقي لا الحب عبر الشطحات والشعارات المليئة معظمها بالزيف والبهتان ,والاتجاه بإرادة وطنية وأخلاقية وأخوية ,والابتعاد عن صناعة الحفر والمكايد، كلٌّ للآخر، فبإمكان الكبار من الساسة أن يقوموا بهذا الدور لكن الجني السياسي يؤخرهم والاحتفاظ بمطابخهم تعمل وغريب لمن يدّعون الوطنية والنبل والنظافة جزافاً فيما هم ينخرون الوطن ويعبثون وينهبون سراً ويلهوننا بالماضي وهذه هي الكارثة لكن نتيجة للتحدي وإثبات البقاء والتسابق إلى عرض القوة من الأطراف السياسية هو قبل كل شيء بحاجة إلى ترميم الضمائر والعودة إلى مربّع المحبة والوطنية والإخلاص الصادق للوطن، وبصراحة من خلال المتابعة للمشهد في اليمن نجد الوضع القائم يثير الخوف ويبعث القلق ويدخلك في عالم الوحشة, كل ذلك بفعل أشخاص لا قيم ولا أخلاق ولا ذرة من وطنية تردعهم عن حماقتهم, الذي تطال الوطن وبنيته التحتية يضربون أبراج الكهرباء وأنابيب النفط ويستهدفون المؤسسة العسكرية والأمنية دون معرفة ما يسعون ويطمحون إليه وما الذي يريدونه ,هي أعمال لا تأتي إلا ممن خانوا الوطن وسكنهم الفساد, لكن مثل هؤلاء هناك أقرباء وأصدقاء لهم يدركون فداحة ما يقومون به إلا أنهم يغضّون الطرف عنهم متصوّرين أنهم بصمتهم يدافعون عن أنفسهم بل هم بذاتهم يتحوّلون إلى شياطين بصمتهم عن جرّهم إلى الطريق الحق. المثير هو أن هناك حماقة يرتكبها الساسة ويسوّقون لما يجري بتهم جزافاً كلٌّ يتهم الآخر ويسوّق لما يجري بمزايدة بعيدة عن المنطق, وهم لا يؤدون دورهم إطلاقاً في التوعية للمجتمع لتجنيب البلد المخاطر التي تهدّده فهي مهام الجميع والاتجاه إلى الجلوس على طاولة واحدة بصدق للعمل من أجل الوطن إن كانوا صادقين مع ترميم ضمائرهم أولاً.