بود كل عربي أن تنعكس المقولة المنسوبة إلى «ابن خلدون» المؤرخ الشهير وصاحب منهج علم الاجتماع عندما قال: «اتفق العرب على أن لا يتفقوا»، فحان الأوان أن يتفق العرب ويسدوا جميع الثغرات التي تسلل منها أعداؤهم وأعداء الإسلام ووجدوا من خلالها ضالتهم ببث الفُرقة وإضعاف القوة وتحطيم التطلعات، فالعرب في وضع لا يحسدون عليه من اختلاف الاتجاهات السياسية التي بددت الإمكانيات البشرية والاقتصادية وغيرها، مما جعلهم مطمعاً للأعداء بمختلف الاتجاهات. فالأمل معقود بقادة العرب بأن يعملوا بعزم وتصميم في لقاءاتهم على ترميم البيت العربي ليصمد أمام أسهم الأعداء بعد الاعتماد على الله أولاً وأخيراً، فالاجتماع قوة والتفرق ضياع. *** لعل من مقومات السعادة أن يُسند إلى المرء عمل يحتاج إليه الناس، فيؤدي هذا العمل بكل أمانة الواجب وإخلاص الضمير، مع رغبة أكيدة لقضاء حوائج الآخرين، فبذلك يتولد الشعور بالسعادة، فمن نعم الله على العبد أن يوكل إليه ما يحتاجه الناس ويؤديه على الوجه المطلوب. ومن سوء حظ المرء أن يوكل إليه عمل بطبيعته تقديم الخدمات للناس فيقدم هذه الخدمات على طبق المنّة والتعالي على عباد الله، فتنقلب المحبة سخطاً والعطاء مذمة.. وذلك هو وجه من وجوه السعادة يقابله الوجه الآخر المذموم والمذموم صاحبه. وقفة.. قال ابن القيم -رحمه الله-: (إذا ظفرت برجل واحد من أولي العلم، طالب للدليل، محكم له، متبع للحق حيث كان، وأين كان، ومع من كان، زالت الوحشة وحصلت الألفة وإن خالفك؛ فإنه يخالفك ويعذرك. والجاهل الظالم يخالفك بلا حجة ويكفرك أو يبدعك بلا حجة، وذنبك: رغبتك عن طريقته الوخيمة وسيرته الذميمة، فلا تغتر بكثرة هذا الضرب، فإن الآلاف المؤلفة منهم؛ لا يعدلون بشخص واحد من أهل العلم، والواحد من أهل العلم يعدل ملء الأرض منهم). [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (41) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain