أعلى تجليات انحطاط العقل العربي الإسلامي هو ما كشفه مؤخراً الإعلان الداعشي للخلافة .. تلك نتيجة الطائفيات والطائفيات المضادة، الأمراض والأنانيات التي تعمل على تدمير البلدان ومن ثم الوقوف بهوس مبتهج على تلال خرائبها، فضلاً عما يفعله العنف باسم الدين والاستغلال السياسي للدين... إلخ. والحاصل أن المالكي توأم أبوبكر البغدادي طائفياً، كما أن داعش هي مرآة ممارسات المالكي قبل أن تكون مرآة وعي البغدادي .. ذلك أن التطرف السني والتطرف الشيعي صنوان في انحطاط أسبابهما ونتائجهما أيضاً.. والطائفي هو غير الوطني، الذي يعلي من شأن تحيزاته العشائرية أو المذهبية، إذ يتعامل مع الوطن من منظور الجماعة ومصلحتها وليس بهدف المصلحة العامة والمواطنة.. والطائفي لا إنساني يتسلط على كل من لا يدور في فلكه، بينما دماغه الشرير والأحمق يفتقد لعقل الضمير الوطني، كما بسبب الطائفي الهمجي البربري يتحول الوطن إلى مسلخ..ثم غني عن القول إن الطائفية تضرب الهوية الوطنية، وتمزق نسيج المجتمعات فيستحيل بالطائفية تحقق حلم الدولة. [email protected]