بسبب العقل الطائفي للمالكي تجلّت «داعش» لكن «داعش» من مخرجات الوعي السنّي المتطرّف في الأصل، وهذا بالتأكيد لا يعني أن الوعي الشيعي المتطرّف لم ينتج الإقصاء والاستحواذ والخرافات والكراهيات والعنف مثله مثل نقيضه. على أن كل أيديولوجيا طائفية ضد الأوطان ومع تفكك المجتمعات؛ بل إنها الخطر الأعظم الذي ينتشر في مجتمعاتنا اليوم. لذا لن ينجو العراق من غير مراجعة حقيقية وشفافة ل«آفة الطائفية» تلك المعضلة التي تزداد تأجُّجاً وازدهاراً جرّاء سياسات دول إقليمية وكبرى في العراق للأسف. والحاصل هو أن الطائفية تجسّد مصالح الأوغاد والأغبياء من القتلة والمقتولين، الطائفية لا تخلق الإنسان الوطني المأمول لإنقاذ المجتمعات طبعاً وتحقيق تطوّرها وتقدّمها، الطائفية وسيلة أصحاب المصالح لتأمين مصالحهم الأنانية والمخادعة على الدوام، ثم إن الطائفيين لا يحترمون الولاء الوطني بقدر ما يعملون من أجل الولاء الطائفي فقط..!!. في السياق أستذكر المفكر العراقي الكبير الراحل الدكتور علي الوردي إذ يقول: «الواقع أن الطوائف الإسلامية أصبحت في العهود المتأخرة متشابهة من حيث النمط الفكري الذي يسيطر على عقول أفرادها، إنهم يختلفون في الأشخاص الذين يقدّسهم فريق منهم دون فريق، ولكنهم في الاتجاه العقلي على وتيرة واحدة، إنما هم كالغربان يقول بعضهم لبعض:"وجهك أسود"دون أن يدري هو بسواد وجهه». [email protected]