في الوقت الذي تعيش فيه بلدان العالم المفعمة بالحياة, والتعايش, والتحضر لحظات ترفيه وإثارة كروية في مونديال كاس العالم يعيش كثيرون في بقعة أخرى من الأرض مونديال من نوع آخر مونديال جنائز, واكفان, مونديال موت لا يتوقف, مونديال تصيب فيه الرصاص أهدافاً, بدلاً عن الكرة لترمي بجثث لا حصر لها ولا عدد في شباك موت فسيحة جثث لا حول لها ولا قوة ولا ذنب لها سوى أنها ولسوء الحظ ولدت في بقعة تدعى الشرق الأوسط تلك البقعة الملعونة بالثروات والأطماع, والعمالة, والخونة, بقعة اللا سلام مطلقاً. وفي مونديال الموت هذا نجد أكثر بلدان شرق أوسط صدارة في هذا المونديال, وتتأهب لنيل كأس الشر سوريا حيث لها الرصيد الأكبر في تسجيل أهداف بشرية حيث جنائز الموت هناك لا تتوقف فالبعض هناك يلعب بطريقة أكثر وحشية وإجراماً إذ يلعب بالبراميل المتفجرة وبكل وسائل الحرب الممكنة لذا هو أكثر فرق الموت ترشحاً للفوز حتى اللحظة. بعد سوريا تأتي العراق لتكون في المرتبة الثانية, وهناك اللعب بالنار المذهبية, والطائفية التي راح ضحيتها الكثير من أهل سنة العراق, وتم تهجير مئات الآلاف منهم, ومازال ماتش الموت هناك مستمر حتى اللحظة منذ إسقاط النظام العراقي في 2003 م. في مصر يلعبون لعبة الدولة البوليسية وأهدافهم هناك تدخل في مرمى وحيد هو غيابات السجون تحول لاحقاً للمفتي ليسجل فوزاً ظلوماً بضربة ترجيح الإعدام الذي ينهي حياة كل الخصوم . أما مونديال اليمن السعيد فاللعبة بلا قواعد وبلاعبين مستأجرين تم شراؤهم من الخارج, والفوز فيه لمن يدفع أكثر أما عن مرمى الضحايا فحدث ولا حرج ناهيك عن اللاجئين الذي يجلسون على الأرصفة ينتظرون أدوارهم كاحتياطي موت ليس أكثر ناهيك عن أن مونديال السعيدة وللأسف بلا تغطية ولا رعاة رسميين ولا معلق حربي يوضح لاحتياطي الموت الضخم المنتظر على أعتاب العاصمة أخبار (ماتش السيد, و الوساطات ) ليكونوا على الأقل على أهبة الاستعداد في حال اضطرتهم شراسة اللعبة للمشاركة, والدفاع كحق مشروع عن مرماهم المغدور. وحدها غزة وللأسف من لاتزال تلعب بشرف وحيدة في هذا المونديال تلعب ضد عدونا المشترك الذي نسيناه في مونديال المطامع والعمالة تلعب وحيدة بالرغم من الخذلان والتخاذل والغدر العربي لها, ومع ذلك مازالت تسجل أهداف الشرف في شباك العدو لتكون لها حصرياً شرف التضحية وشرف الانتصار رغم عظيم وجع حصار الأخوة قبل العدو. تساؤل .. متى نستطيع نحن العرب الخروج من مونديال الموت المستمر ودخول مونديال الحياة لنلحق الركب دون سبق الدماء, والجنائز فقط؟