انهيار جنوني للريال اليمني .. والعملات الأجنبية تكسر كل الحواجز    "القسام" تعلن عن أسر جنود للاحتلال في كمين داخل نفق في جباليا    عبودية في صنعاء.. مكاتب لبيع البشر وعاملات بلا مقابل في ''فلل'' العاصمة    حصاد كهنة الآل لثمانية أشهر... بين استغلال المشاعر، واستثمار العاطفة!    قيادة «كاك بنك» تعزي في وفاة والدة وزير العدل القاضي بدر العارضة    لعبة المصارفة التي تمارسها الشرعية تحصل على الدولار بسعر 250 ريال يمني    ماذا يحصل على مذبحة سعر صرف؟!    السعودية: حالات اشتباه تسمم غذائي في حفر الباطن وإجراء عاجل من أمانة المنطقة    ريال مدريد يتعادل امام بيتيس في وداعية كروس    الميلان يودع حقبة بيولي بتعادل مخيب امام ساليرنيتانا    باير ليفركوزن يكمل الثنائية بالتتويج بكأس ألمانيا على حساب كايزرسلاوترن    باريس سان جيرمان يتوج بكأس فرنسا بعد تفوقه على ليون في النهائي    بوتين يكشف مفاجأة بشأن مقتل رئيس إيران    لودر بأبين ترتجف تحت وطأة انفجار غامض    الحرب على وشك الاتساع: صراع دامٍ بين الهاشميين بصنعاء والحوثيين!    "فاطمة محمد قحطان" تُدوّن جانباً من معاناة أسرتها جراء استمرار إخفاء والدها    هل هو تمرد أم تصفية؟ استنفار حوثي في صعدة يثير مخاوف من انقلاب داخلي    الحوثيون يواجهون وحشاً جديداً: جرائمٌ غامضة تُهدد صفوفهم!    الحكومة الشرعية تُشهر سيف "الخيار العسكري" لمواجهة الحوثيين    العميد طارق صالح يعلق على فوز العين الإماراتي بدوري أبطال آسيا والأهلي المصري بدوري أبطال إفريقيا    بتمويل سعودي.. العرادة يعلن إنشاء مدينة طبية ومستشفى جامعي بمدينة مارب بمناسبة عيد الوحدة اليمنية    قبائل الصبيحة تودع الثارات والاقتتال القبلي فيما بينها عقب لقاءات عسكرية وقبلية    غزة.. استشهاد 6 نازحين بقصف إسرائيلي على مخيم النصيرات    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    البرلمان العربي: الاعتراف الدولي المتزايد بدولة فلسطين يمثل انتصاراً للحقوق وعدالة للقضية    الرئيس الزُبيدي يشدد على ضرورة اضطلاع الحكومة بمسؤولياتها في انتشال الوضع الاقتصادي والخدمي    الموت يفجع مخافظ محافظة حضرموت    مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي يقدم رؤية للحد من الانقسام النقدي في اليمن مميز    أيمن باجنيد "رجل الظل لدعم الارهاب و تعزيز الفساد في اليمن"    - لاول مرة منع دخول اجهزة إنترنت فضائي لصنعاء من قبل الجمارك فما هي اجهزة الإنترنت الفضائي    برشلونة يعلن إقالة تشافي رسمياً    اليدومي: نجاح التكتل السياسي الوطني مرهون بتجاوزه كمائن الفشل ومعوقات التحرير    الفريق الحكومي: المليشيا تتهرب من تنفيذ التزاماتها بشأن المختطفين عبر خلق مسرحيات مفضوحة    بعد تعادلة مع نادي شبام .. سيؤن يتاهل للدور 16 في كأس حضرموت ثانيا عن المجموعة الثامنة    بن ثابت العولقي: الضالع بوابة الجنوب وقلعة الثورة والمقاومة    البنك المركزي يشرعن جرائم إنهيار سعر الريال اليمني    34 تحفة من آثار اليمن مهددة للبيع في مزاد بلندن    شاهد: مراسم تتويج الهلال بلقب الدوري السعودي    الامتحانات وعدالة المناخ    مليشيات الحوثي تصدر بيانا بشأن منعها نقل الحجاج جوا من مطار صنعاء إلى السعودية    السعودية تعلن عن الطرقات الرئيسية لحجاج اليمن والدول المجاورة للمملكة للتسهيل على ضيوف الرحمن    كيف يزيد الصيف أعراض الربو؟.. (نصائح للوقاية)    حملة طبية مجانية في مأرب تقدم خدماتها لأكثر من 839 من مرضى القلب بالمحافظة    عالم يرد على تسخير الإسلاميين للكوارث الطبيعية للنيل من خصومهم    الفن والدين.. مسيرة حياة    عن طريق أمين جدة السعودية.. بيع عشرات القطع الأثرية اليمنية في لندن    أحدث ظهور للفنان ''محمد عبده'' بعد إصابته بالسرطان.. كيف أصبحت حالته؟ (فيديو)    دورة الانعاش القلبي الأساسي للطاقم الطبي والتمريضي بمديرية شبام تقيمها مؤسسة دار الشفاء الطبية    المهندس "حامد مجور"أبرز كفاءات الجنوب العربي تبحث عنه أرقى جامعات العالم    تصحيح التراث الشرعي (32) أين الأشهر الحرم!!؟    إعلان سعودي رسمي للحجاج اليمنيين القادمين عبر منفذ الوديعة    وزير الأوقاف يحذر ميليشيا الحوثي الارهابية من تسييس الحج والسطو على أموال الحجاج    ما بين تهامة وحضرموت ومسمى الساحل الغربي والشرقي    وهم القوة وسراب البقاء    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مونديال البرازيل.. لماذا خرج الأبطال مبكّراً؟
نشر في الخبر يوم 07 - 07 - 2014

تنتظر المنتخبات العريقة في كرة القدم فرصة المونديال كل اربعة اعوام لاضافة نجمة جديدة الى سجلها وحمل الكأس المرموقة. وتكون هذه الفرق (البرازيل 5 نجوم، ايطالياالمانيا 3، الارجنتين 2، الاوروغواي 2، انكلترا 1، فرنسااسبانيا 1) هي المرشحة الاعتيادية لاحراز اللقب بغض النظر احيانا عن المستوى الحقيقي للاعبيها ومدربيها. لكن التطور السريع للعبة والانجاب شبه الفوري لمواهب لامعة ولا سيما في الاندية الاوروبية اديا الى دخول بلدين جديدين الى نادي العمالقة في ال16 عاما الاخيرة هما فرنسا التي احرزت لقبها الاول عام 1998 واسبانيا بطلة العالم عام 2010. رياح التغيير هذه فتحت الباب على مصراعيه امام منتخبات عديدة طال انتظارها وهي تقدم اداء ممتازا من دون ان تقدر على حمل الكأس، كهولندا التي وصلت الى النهائي ثلاث مرات اعوام 1974 و1978 و2010 وهي زبون دائم للادوار المتقدمة كربع ونصف النهائي، والبرتغال التي بلغت ايضا المربع الذهبي عامي 1966 و2006.
وقد حمل المونديال الحالي في البرازيل حتى الآن العديد من المفاجآت وربما يعود الفضل في ذلك الى الابتكار التصنيفي للفيفا الذي على اساسه تم تقسيم الفرق الى مستويات متباينة من دون مراعاة اي من الفرق العملاقة التقليدية، فوقع ثلاثة ابطال سابقين ايطاليا وانكلترا والاوروغواي في مجموعة واحدة في الدور الاول مما ساهم في خروجها باكرا من المسابقة وفتح الباب امام كوستاريكا المغمورة لبلوغ الدور الربع نهائي. وفي هذا الجو الحماسي المليء بالمفاجآت الكروية، تستعرض «المستقبل« في هذا التحليل اسباب الاداء المخيب الذي ادى الى الخروج المبكر من المنافسة لنصف نادي العمالقة (ايطاليا، انكلترا، اسبانيا، الاوروغواي) اضافة الى البرتغال التي تضم افضل لاعب في العالم 2013 كريستيانو رونالدو.
إيطاليا بالأسلوب الإسباني فاشلة
بعد الاداء المخيب في جنوب افريقيا عام 2010 وسقوط منتخب مارتشيللو ليبي المذل في الدور الاول في مجموعة سهلة ضمت نيوزيلندا والباراغواي وسلوفاكيا، اعتقد جمهور الازوري ان المنتخب الايطالي سيمر بفترة طويلة من اعادة الهيكلة بعد انتهاء صلاحية جيل اللاعبين الكبار امثال فابيو كانافارو واليساندرو نيستا وفرانسيشكو توتي واليساندرو دل بييرو. لكن وصول المدرب تشيزاري برانديللي الذي تمكن بسرعة خيالية من بناء منتخب جديد اعتمد اسلوبا هجوميا ممتعا في بطولة الامم الاوروبية عام 2012 ارتكز الى سرعة الجناحين الظهير الايمن ايغناسيو اباتي وفيديريكو بالزاريتي وخط وسط خلاق يضم اندريا بيرلو وريكاردو مونتوليفو وقدرات هجومية فاعلة متمثلة بالنجم الصاعد ماريو بالوتيللي جعل مشجعي المنتخب الايطالي يحلمون مجددا بامكان تكرار انجاز عام 2006 في البرازيل هذا العام واقتناص نجمة خامسة تضع ايطاليا في صدارة الترتيب الكروي العالمي الى جانب البرازيل. لكن هذا الحلم سرعان ما تبخر من الدور الاول امام واقعية كوستاريكا والاوروغواي. واسباب الخروج المذل عديدة ابرزها ينبع من خيبة الامل التي تعرض لها برانديللي عندما شاهد اسبانيا تسحق منتخبه 4 – 0 في نهائي امم اوروبا قبل عامين فهذه الخيبة اوقعته في غرام اسلوب الحفاظ طويلا على الكرة (او ما يعرف بالتيكي تاكا) الذي يعتمده المنتخب الاسباني ودفعت به الى تغيير جذري في اسلوب اللعب الذي اوصله الى النهائي الاوروبي، ونظرا لوفرة اللاعبين المميزين في خط الوسط امثال بيرلو ومونتولفيو ودي روسي واكويلاني وروسي وفيراتي وماركيزيو والشعراوي تخلى برانديللي في التصفيات المؤهلة لمونديال البرازيل عن الاسلوب الممتمع المعتمد على سرعة الجناحين وتبنى التكتيك الاسباني الذي يعتمد على الاستحواذ بالكرة. هذا التكتيك الجديد نجح في ايصال الازوري الى المونديال لكن الاشهر الاخيرة التي سبقت انطلاق كأس العالم شهدت تساقط لاعبي خط الوسط الايطالي الواحد تلو الآخر جراء الاصابات التي اقصت كلا من الشعراوي وروسي ومونتوليفو واضعفت اداء اكويلاني. وفجأة وجد برانديللي نفسه في ازمة حيث ان اللاعبين المتبقين في خط الوسط لم يعد بامكانهم تطبيق الاسلوب الاسباني بالفاعلية عينها وخاصة في مناسبة كبيرة ككأس العالم فصب تركيزه التكتيكي على المباراة الاولى ضد المنتخب الانكليزي اعتقادا منه انها المباراة التي ستفتح الباب الى الدور الثاني باعتبار ان الفوز على كوستاريكا امر شبه محسوم. وهكذا وضع برانديللي كل ثقله التكتيكي لاحراز النصر ضد الانكليز وكان له ما اراد لكن تلك المباراة التي اجريت في ماناوس اكثر المناطق رطوبة وحرارة في البرازيل ارهقت لاعبيه ولا سيما خط الوسط فوصل الفريق للقاء كوستاريكا منهك القوى ومغترا بالفوز على انكلترا الى درجة ان برانديللي انزل لاعبين الى المباراة في مراكز لم يلعبوا فيها سابقا طوال مشوارهم الاحترافي واضعا الظهير الايمن دارميان في مركز الظهير الايسر وتياغو موتا عوضا عن فيراتي في مركز متقدم خلف بالوتيللي في الهجوم، فكانت النتيجة اداء اقل من ركيك وخسارة مذلة غير متوقعة. تلك الصفعة التي وجهتها كوستاريكا للازوري ايقظت برانديللي من سباته في العسل منذ فوزه 2 – 1 على انكلترا وبينت له عقم التكتيك الاسباني هجوميا ضد فرق محصنة دفاعيا مثل كوستاريكا والاوروغواي. لكن الفأس وقعت في الرأس خاصة وان المباراة الحاسمة كانت ضد الاوروغواي، فقلب المدرب الايطالي دفاتره القديمة مجددا محاولا العودة الى اسلوب الاجنحة لكنه للاسف وصل متأخرا وهو يشاهد الظهير الايسر العديم الخبرة دي شيليو غير قادر على تعبئة المركز على الجهة اليسرى كما ينبغي وادرك الخطأ القاتل الذي ارتكبه عندما غادر وفريقه روما الى البرازيل من دون بالزاريتي الذي كان احد مفاتيح اللعب التي اوصلت الطليان الى نهائي اوروبا 2012. كل هذه الحقائق مرت في ذهن برانديللي بين شوطي المباراة فاستبدل بالوتيللي ليعتمد خطة دفاعية اكثر آملا الحفاظ على نقطة التعادل الكافية للوصول الى الدور الثاني لكن قلب دفاع الاوروغواي غودين كان له رأي آخر عندما سجل الهدف الوحيد لبلاده مقصيا الازوري مجددا من الدور الاول للمونديال.
أوروغواي كافاني
كان لنبأ استدعاء المدرب اوسكار تاباريز المهاجم دييغو فورلان الى التشكيلة التي ستخوض غمار مونديال البرازيل وقع الموسيقى على آذان مشجعي الاوروغواي كيف لا وهو الذي اختير افضل لاعب في مونديال جنوب افريقيا. لكن هذا على ما يبدو لم يكن مفرحا لزملائه في الفريق الذين خاضوا اغلب مشوار التصفيات من دونه نظرا لتقدمه في السن وتذبذب آدائه في النوادي التي لعب لها في الاعوام الاربعة الماضية. وقد تجلى شعور اللاعبين تجاهه ولا سيما المهاجم ادينسون كافاني على ارض الملعب منذ المباراة الاولى ضد كوستاريكا فعلى رغم الخبرة الكبيرة لفورلان في الكرات الثابتة والتي بفضلها وصلت الاوروغواي الى المركز الرابع في المونديال الماضي، الا ان الجمهور فوجئ بكافاني او بلاعب آخر ينقض لتنفيذ اي ضربة حرة يحصل عليها الفريق مما جعل من فورلان مجرد شبح في الملعب. تاباريز لاحظ ذلك فاستبدل فورلان في الشوط الثاني لكن سرعان ما حدثت الطامة فقد خسرت الاوروغواي المباراة ب3 اهداف على رغم انها افتتحت التسجيل بضربة جزاء لكافاني. ثم اتجهت الانظار في مباراة انكلترا الى نجم ليفربول المهاجم لويس سواريز الذي تعافى بشكل جزئي من اصابته وقرر المشاركة في اللقاء المصيري فجاءت النتيجة مثمرة بوجوده في خط الهجوم وتفاهمه مع كافاني الذي مرر له كرة رائعة انتجت الهدف الاول. لكن اداء الاوروغواي في تلك المباراة كان تكتيكيا بحتا ولم يرق الى المتعة الكروية التي قدمها بقيادة فورلان في المونديال السابق، والنتيجة الايجابية التي جناها في المباراة تعود الى موهبة سواريز التهديفية شبه الخارقة والاخطاء الانكليزية الصبيانية. وقد تجلى ذلك العقم الهجومي وسوء التنسيق بين خطي الوسط والدفاع اذا لم نقل انعدام وجود خط وسط حقيقي لفريق الاوروغواي في اللقاء ضد ايطاليا حيث ندرت الفرص وجاء الهدف الوحيد في المباراة من رأسية او بالاحرى ظهرية للمدافع غودين كانت بمثابة رصاصة الرحمة على الفريق الايطالي المترهل. وخسرت الاوروغواي المتاهلة للدور الثاني خدمات نجمها الكبير سواريز بعدما اقدم الاخير على عض المدافع الايطالي جيورجيو كييلليني مبرهنا مجددا ان لديه مشاكل نفسية متجذرة منذ نعومة اظافره. غياب سواريز القسري اجبر تاباريز في مباراة الدور الثاني ضد كولومبيا على الاستعانة بفورلان مجددا، ولكن مرة اخرى قام كافاني بتهميش دور فورلان وحرمانه من تسديد الرميات الحرة ولم يصمد السد الدفاعي للفريق طويلا امام فيضان المهارات الهجومية الكولومبية وانتهت المباراة بفوز مستحق وصريح لكولومبيا بهدفين نظيفين. وهكذا ودعت الاوروغواي المونديال يخفي حنين فقد بدا منتخبها (على رغم انه لا يزال يضم غالبية اللاعبين الذي احتلوا المركز الرابع في جنوب افريقيا عام 2010) جسدا بلا روح لغياب روحية التآلف والتناغم بين ابرز اللاعبين. اوروغواي كافاني 2014 لم تحتضن فورلان وارتدت زيا مختلفا كليا عن اوروغواي فورلان 2010 التي احتضنت كافاني.
عنجهية هودجسون
لويس سواريز ليس لاعبا بمستوى عالمي من طراز كريستيانو رونالدو او ليونيل ميسي، بهذه العبارة عقب خسارة انكلترا امام ايطاليا 1-2، استفز مدرب المنتخب الانكليزي روي هودجسون مهاجم منتخب الاوروغواي لويس سواريز الذي لم يشارك في المباراة التي خسرتها بلاده امام كوستاريكا 1-3 بسبب الاصابة. فما كان من نجم نجوم الدوري الانكليزي ونادي ليفربول الا ان تجاهل نصائح الاطباء واجبر المدرب اوسكار تاباريز على اشراكه في اللقاء الحاسم ضد انكلترا فلعب وسجل الهدفين اللذين اقصيا هودجسون وانكلترا من الدور الاول. بالكلام غير المحسوب وبالعنجهية اللامحدودة رسم هودجسون مسار الخروج المذل لفريقه بيديه، فالمدرب الانكليزي خاض المباراة الاولى ضد ايطاليا وهو واثق من الفوز بها لكن هذه الثقة الفائضة سرعان ما اصطدمت بواقع مرير كان من الممكن جدا تفاديه لو كان المدير الفني لمنتخب الاسود الثلاثة اكثر واقعية واقل طموحا. خروج انكلترا بهزيمتين امام ايطاليا والاوروغواي وتعادل مع كوستاريكا يعود بالدرجة الاولى الى اخطاء تكتيكية قاتلة للمدرب الذي يعتمد اسلوبا هجوميا يرتكز على تحركات الجناحين الظهير الايمن غلين جونسون والظهير الايسر لايتون باينز وعلى رغم ذلك وصلت به الثقة الفائضة واللاواقعية الى اعتماد تشكيلة 4-2-3-1 امام ايطاليا بالوتيللي واوروغواي سواريز. والاسباب وراء اعتماد هذ التشكيل اولا رغبة هودجسون في استخدام جميع الطاقات الهجومية ارضاء للجمهور من دون ان يقيم اي اعتبار لحجم المنافسين وثانيا ارضاء للمهاجم واين روني الذي يعتبر افضل لاعب في انكلترا على رغم انه لم يقدم شيئا يذكر في قميص المنتخب. والنتائج كانت هدامة لأن اسلوب اللعب هذا لا يتناغم ومواهب اللاعبين الانكليز الذين يمتازون بالسرعة ويفضلون التمريرات السريعة على الاحتفاظ بالكرة. فاعتماد الفريق على الظهيرين جونسون وباينز كمفتاحين للهجوم ابقى خط الدفاع مكشوفا جدا ببقاء قلبي الدفاع فيل جاغييلكا وغاري كايهيل بمفردهما امام الهجمات المرتدة للفرق المنافسة خاصة وان لاعبي الوسط الدفاعيين ستيفن جيرارد وجوردان هندرسون قاما غالبا بمهمات رقابة مفاتيح خط الوسط وصانعي العاب الفرق المنافسة في حين ان المهاجمين الاربعة رحيم سترلينغ ودانيال ستاريدج وواين روني وداني ويلبيك لم يقوموا باي جهد دفاعي يذكر. ففي اللقاء الاول ضد ايطاليا، كان لاعب الوسط الايطالي كاندريفا حرا طليقا على الجهة اليمنى نظرا لأن الظهير الايسر الانكليزي باينز كان غير قادر على صنع الهجات وتنفيذ الضربات الركنية وفي الوقت عينه الدفاع ضد كاندريفا ولاعب الوسط الثاني الذي كان يندفع معه الى الهجوم من الناحية الايطالية اليمنى سواء اكان ماركيزيو او فيراتي، وبالتالي وعلى رغم الجهد الخارق الذي بذله باينز في المباراة الا ان اختراقات كاندريفا كانت شبه دائمة طوال المباراة واثمرت عن الهدفين الايطاليين، وعلى رغم ذلك لم يلجأ هودجسون الى سد هذه الثغرة باجبار روني الذي كان يلعب في ميسرة الهجوم الى مساعدة باينز والعودة معه الى خط الدفاع عندما تكون الكرة بحوزة الطليان. ولم يتعلم هودجسون من هذا الخطأ الدفاعي القاتل في المباراة الاولى وصب تركيزه في اللقاء ضد الاوروغواي على كيفية احراز الاهداف في الهجوم فاستخدم التشكيل والتكتيك عينه مكتفيا بتعديل مكان روني ونقله من ميسرة الهجوم الى الوسط ونقل ويلبيك الى الميسرة وسترلينغ الى الميمنة فلم يتغير شيء وتكرر السيناريو عينه؛ التأخر بهدف ثم احراز التعادل والخسارة بهدف ثان. العلة لم تكن في أداء اللاعبين الانكليز ولا في مواهبهم، المشكلة الاساسية كانت في عدم احترام هودجسون للقدرات الهجومية لايطاليا والاوروغواي وفي اعتماده طريقة اللعب 4-2-3-1 لأنها الطريقة الوحيدة التي تتيح مكانا في الفريق لروني. كان الاجدى والانفع لانكلترا اللعب بطريقة 5-2-2-1 لأن الفريق يتمكن حينها من منح حرية اكبر للظهيرين جونسون وباينز ويبقى الدفاع صلبا مرتكزا الى 3 لاعبين فيما يلعب جيرارد وهندرسون (وسط دفاع) وسترلينغ وويلبيك (وسط هجوم) وستاريدج في المقدمة كرأس حربة. لكن اصرار هودجسون على وجود روني في الملعب جعل اللعب بهذه الخطة امرا غير ممكنا لأن وجود روني يعني اوتوماتيكيا وجود زميله في مانشستر يونايتد داني ويلبيك الى جانبه وبالتالي فان سترلينغ يبقى على دكة الاحتياطي وهذا يعني خرقا في خماسي ليفربول الذي يرتكز اليه الفريق (جونسون، هندرسون، جيرارد، سترلينغ، ستاريدج). اعتقد هودجسون ان المونديال نزهة وان خط هجومه سيسجل اهدافا كثيرة، لكن حساباته هذه كانت خاطئة جدا ضد 3 منتخبات مشهورة بالدفاع: ايطاليا والاوروغواي وكوستاريكا.
إسبانيا تنهار بمجرد اهتزاز شباكها
كتب النقاد الكرويون القصائد ولحنوا الاغاني عن اسطورة المنتخب الاسباني المرتكزة الى الاستحواذ على الكرة والتمريرات القصيرة ال«تيكي تاكا، «وبعد احراز هذا المنتخب لقبي اوروبا 2008 و2012 وكأس العالم 2010، بدا وكأنه الفريق الحلم الذي لا يهزم ابدا. وقد صدق اسبان بيثنتي دل بوسكي انهم فعلا خارقون لا تعرف الهزيمة طريقا اليهم ابدا. لكن فات هؤلاء جميعا مدى هشاشة المعنويات الاسبانية وعجز ابطال العالم عن الفوز باي مباراة يتلقى فيها مرمامهم اولا. وبالعودة الى نتائج الفريق في كأس العالم 2010 نجد انه عجز عن التسجيل امام سويسرا التي فازت باللقاء 1 – 0، ثم فاز على الهندوراس 2 – 0 وعلى التشيلي 2 – 1 (سجلت اسبانيا هدفيها قبل هدف التشيلي)، وفي الدور الثاني تجاوزت اسبانيا البرتغال بهدف يتيم ثم الباراغواي في ربع النهائي بهدف يتيم ايضا وكذلك الامر فازت على المانيا في نصف النهائي وعلى هولندا في النهائي بهدف وحيد ايضا. اما في بطولة اوروبا 2012 فقد افتتحت ايطاليا التسجيل ضدها في المباراة الاولى فاكتفت واياها بالتعادل 1 – 1، ثم فازت على جمهورية ايرلندا 4 – 0 وعلى كرواتيا 1 – 0 وفازت في ربع النهائي على فرنسا بهدفين نظيفين وعلى البرتغال في نصف النهائي بضربات الترجيح بعد التعادل السلبي ثم سحقت ايطاليا برباعية نظيفة في النهائي. اذا اسبانيا تفوز فقط عندما لا يسجل الفريق الخصم. وهذا المونديال لم يكن شاذا عن القاعدة الاسبانية فبمجرد اهتزاز شباكها بهدف التعادل للهولندي روبن فان بيرسي هبطت معنويات الفريق وانهار بمجرد دخول الهدف الهولندي الثاني مرماه، والسيناريو عينه تكرر امام التشيلي حيث لم يعرف لاعبو لا روخا طريقهم الى المرمى على رغم التيكي تاكا خلال الشوط الثاني بعدما منيت شباكهم بهدفين تشيليين في الشوط الاول. ثم عادوا ليذوقوا طعم الفوز ضد استراليا بثلاثية نظيفة. سبب الخسارة اذا في هذا المونديال ليس سببه هذا اللاعب او هذا المدرب حتى وان بدا المهاجم البرازيلي المجنس دييغو كوستا كالشبح غير النافع، الحقيقة بسيطة جدا هو ان هشاشة معنويات المنتخب الاسباني تجلت بوضوح شديد في البرازيل، انه المنتخب الذي اما فوق فوق في القمة او تحت تحت في الوادي، اما يسيطر ويسجل فيفوز واما تهتز شباكه فينهار. وهذه ليست المرة الاولى ينهار العملاق الاسباني في الدور الاول من المونديال ففي مونديال فرنسا 1998 خرج من هذا الدور بعد خسارته امام نيجيريا 2-3 وتعادله السلبي مع الباراغواي.
سذاجة بيبي
انتظر الملايين حول العالم بفارغ الصبر الاطلالة الاولى لمنتخب البرتغال الذي يضم كريستيانو رونالدو افضل لاعب في العالم 2013. اللقاء الناري المرتقب ضد المانيا سرعان ما اطفأه قلب الدفاع البرازيلي المجنس برتغالياً بيبي عندما اقدم على نطح المهاجم الالماني توماس مولر فوجه الحكم اليه البطاقة الحمراء واجبر فريقه على اللعب في حر الظهيرة ب10 لاعبين امام منتخب الماني مصر على احراز 3 نقاط كاملة في المباراة الاولى له في مجموعة الموت. الخطأ الوحيد الذي وقع فيه المدرب البرتغالي الشاب المفتقد للخبرة باولو بينتو هو انه لم يجر تعديلات فورية على خطة فريقه واتباع اسلوب دفاعي لحماية شباكه وتقليص عدد الاهداف الالمانية الاربعة التي لعبت الدور الرئيسي في تأهل الولايات المتحدة الاميركية للدور الثاني بفارق الاهداف عن البرتغال. وقدم رونالدو لمحات ساحرة بين فينة واخرى وهز الشباك لكن على البرتغال البحث جديا في جيلها الصاعد عن لاعب مهاجم يشغل مركز رأس الحربة الذي اصبح شبه شاغر منذ اعتزال نونو غوميز فالمهاجمان الحاليان الطاعنان في السن هولدر بوستيغا وهوغو الميدا لم يشغلاه كما ينبغي عندما كانا في عز الشباب فكيف يملآنه الآن. كما ان البديل ايدير مستواه ضعيف جدا ولم يقدم اي لمحة تذكر في هذا المونديال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.