قبل فترة نُشر في أحد المواقع الإخبارية العربية الشهيرة خبر اقتتال قبيلتين يمنيتين، لسبب تافه، نشره الموقع بهدف التشويه والإساءة، كان الخبر مادة وافرة بالتهكم والتعليقات الساخرة من اليمنيين، ولا حصر، فكم نصادف مثل ذلك، وكم نحن بحاجة إلى كل قناة، وقلم وصحيفة وصفحة يمنية، تذيع وتنشر عن اليمن واليمنيين بغير ما يريدون وبما يجهلون ويتجاهلون.. يسخر الإعلام بوسائله وأدواته المختلفة، وفق أهداف تخدم مصالح دول وجماعات وأفراد، ويظل الإعلام الداخلي الرسمي وبعض وسائل الإعلام الخاصة، فالبعض الآخر مع الأسف لا يهمه الوطن، سخر إمكانياته للتشويه والإساءات لخدمات أفراد وفق الميول الحزبي والمناطقي والمذهبي.. إن الإعلام الوطني الأمل الوحيد في بناء ما يهدمه الآخرون، وتصحيح المفاهيم والصور المغلوطة، ومنه وعلى وجه الخصوص القنوات التلفزيونية، الوسيلة الأسرع في النقل، والأسهل في توصيل الرسالة، واللغة البسيطة التي يفهمها الصغار والكبار من يجيدون القراءة والكتابة والأميين، تصل إلى الكثير وتؤثر في الكثير.. فاليمن يسير في دروب شائكة أوجدوها تجار الحروب، ودعاة الصراعات، وأرباب الأزمات، بأفعال خارجة عن القانون، وسلوكيات منافية للقيم والأعراف وأخلاق اليمنيين، كي يبقوا في أماكنهم، تسير مصالحهم آمنة مطمئنة، لكن حين تتحول تلك الأفعال والسلوكيات السلبية إلى دراماً تكون الطامة الكبرى.. تجسيد سلوكيات لا تشرف اليمن ولا اليمنيين، تحط من قدرهم وأخلاقهم، وتلصق بهم صفات العنف والإرهاب والهمجية والجهل والفوضى، بعمل درامي رمضاني«دروب شائكة»، في غنى عنه ،في وقت نحن بحاجة إلى تحسين صورة اليمن في الخارج الملطخة بألوان الإساءة والتشويه، وتثقيف الشعب بثقافة مغايرة لثقافة القتل والسلاح والعنف والفوضى.. لا ننكر حجم ما يعيشه اليمن من تعقيدات، ومتاهات وأزمات، لكنها ليست نهاية المطاف، ولا الصورة الوحيدة التي تعمم على اليمن، ومرتكبوها بالعشرات، يتقاتلون على أتفه الأسباب، ويخطفون لتحقيق مصلحة فردية، وتمنح للساخرين والشامتين كي يوظفوها للنيل منًا، بما تنعكس سلباً على اليمنيين خارج الوطن، وتنفر من الداخل.. اليمنيون يدركون حجم التحدي، يسلكون الدروب الشائكة ليل نهار، ويعرفون أصحابها، ومن يقف خلف صانعي تلك الأزمات، ولن تفيدهم شيئاً تكرار تلك الأفعال والممارسات والسلوكيات الشاذة بمسلسل ينفق عليه الملايين.. إن حصر دور القنوات على تكرار ما يحدثه هؤلاء في واقعنا اليمني، من قتل واختطاف وتقطع وتفجير وتخريب، له تأثير سلبي على سمعة البلد واليمنيين في الخارج، وفي الداخل أيضاً وخاصة على الأطفال وسلوك تنشئتهم- إن تجاهلنا شريحة واسعة من الكبار تمقت تلك الأفعال، و قد تسلكها حين تزين إعلامياً، وما تثمر عنه من تحقيق مصالح ورغبات.. تنشئ جيلاً يميل إلى حمل السلاح والعنف والعدوانية، وفرض مطالبه بالقوة خارج سلطة الدولة والقانون، ويزيد من انتشار هذه الثقافة في الأوساط المدنية، والميل إلى فرض واقع يقوم على الهمجية وتعطيل العقل والقانون. نحن بحاجة إلى دراما يمنية تقرب البعيد للترويج للبلد، وتهذب القريب لمحاربة ودفن الثقافات السلبية، تعالج أفعال وسلوكيات يمارسها قله تسيئ لسمعه اليمن و أبنائه.. [email protected]