عيد، بأي حال عُدت يا عيد..؟! هاهو يحلّ علينا عيد الفطر المبارك ووطننا ينزف دماً ويمننا تقطّع أوصاله المذهبية والطائفية، نعم حلّ علينا “عيد الفطر” ولكن بأي حال عُدت يا عيد..؟!. حلّ العيد ولم يحل علينا الأمن والأمان، بل حلّ علينا الخوف والرعب والإرهاب، حلّ العيد؛ ولكن لا جديد في وطني غير المزيد من الدماء، حلّ العيد وأبناء الوطن لا يتمنّون قدومه ولا يستطيعون استقباله كما في الأمس؛ فهو بالنسبة لهم كابوس..!!. حلّ العيد وأبناء الوطن يتزاحمون على محطات الوقود لعلّهم يحظون ب “لترات” من البترول أو الديزل، حلّ العيد وعمران مازالت تمسح دماء عذريتها بعد استباحتها ميليشيات الحوثي الإيرانية في ليالي رمضان..!!. حلّ العيد، ولكن الجميع لا يتمنّون حلوله؛ لأن ليس لهم القدرة على استقباله والاستعداد له، حلّ العيد؛ ولكن الحلول الموعودة لم تحل مشاكل المواطنين، وأصبحت أحوالهم يُرثى لها، حلّ العيد وقد فارقنا رمز وطني وقامة شامخة وأسطورة في الدفاع عن الوطن، إنه اللواء القشيبي. حلّ العيد والحزن يخيّم على الجميع، والوطن يشيّع أبناءه الأوفياء المدافعين عن شرفه وعرضه من الخارجين عن القانون، حلّ العيد والأوضاع تزداد سوءاً، حلّ العيد وحلّ معه بكاء الأطفال الذين ينتظرون “أزياءهم الجديدة” من والديهم الذين عجزوا عن السفر، فما بالك ببقية المستلزمات الأخرى..؟!. حلّ العيد وأصبح كل همّ المواطن اليمني المتيسّر أن يحظى ب“حبة دجاج” ليعيش يوم عيده بين أطفاله فقط، حلّ العيد والوطن العربي والإسلامي كل “قُطر” له شأن يغنيه، حلّ العيد وغزّة تُحرق كل يوم بنيران العدو الاسرائيلي، وتُسفك أرواح الأبرياء من الشيوخ والأطفال والنساء بلا ذنب..!!. حلّ العيد واحتلال فلسطين مازال عاراً على الأمة الإسلامية، ترزح تحت الاحتلال، تنادي ولا مجيب، تستغيث ولا تجد من يسمعها، حلّ العيد وسوريا تعيش في مستنقع من الدماء، وكل يوم مجزرة ودمار، وكل جميل أصبح نيراناً متقدة. حلّ العيد وأبناء سوريا الأعزاء مشرّدون في ربوع الوطن العربي، يشكون آلامهم ولكن لا أحد يسمع، حياتهم أسوأ من أن يتصوّرها أحد، يجوعون فلا يجدون ما يأكلون، ليس لهم إلا الله، فكونوا معهم، حلّ العيد وأم الدنيا تشكو، حلّ العيد وليبيا تنزف وتدمّر، حلّ العيد ولكن حال الأمة يزداد سوءاً، وأوضاعهم تزداد تراجعاً، ولن أجد أسوأ حال غير أمة الإسلامة أو “المليار”..!!. حلّ العيد وحلّ قبله “الربيع” ولكن فصل الخريف الذي لحقه كان مؤلماً، وأنسانا “ربيعنا العربي”حلّ العيد؛ ولكن بأي حال حللت يا عيدُ..؟!.