- لا يوجد أحد لم تلامس قدمه كرة القدم في طفولته، في مراهقته أو في كبره ولو كرة (شراب) بمعنى أننا في يوم ما حاولنا أن نكون رياضيين ولو لمرة واحدة.. ماذا حدث بعد ذلك؟ البنت قيل لها أنت بنت وعيب تلعبي كرة وبالتالي كل أنواع الرياضة تدخل ضمن العيب! أما الأولاد فمنهم من حدثت له مواقف جعلته يكره الكرة، ومنهم من تم استغلاله بالعمل في مساعدة أهله، ومنهم من قيل له الدراسة هي أهم شيء لا تلعب و منهم من عشق الكرة واستمر يلعب رغم أن الظروف التي لا تساعد على الاستمرارية أو التألق. - كرة القدم في بلادنا كبرج الدلو يوم مليان، بطولة ومكسباً، ويوم آخر هزيمة نكراء وعودة إلى الوراء، بمعنى لا استقرار ولا قوة، أو مستوى عالٍ أو متوسط ثابت يتم الرهان عليه كالكرة الأوربية والإفريقية مثلاً.. لست من المتابعين للرياضة لكن اقرأ العناوين فقط وأهرب بسرعة منها لأن لا أجد أملي ومبتغاي هذه العناوين وربما أصبت بخيبة أمل متكررة لأنى أحب أن يكون لدينا فريق على أقل تقدير قوي ينافس عربياً وإقليمياً، لكن.. - بقية الألعاب الرياضية حققت بعض النجاحات بفضل إرادة اللاعبين وليس بفضل الرعاية الحكومية وعادة هذه الألعاب هي الألعاب الفردية.. ودراسة لهذه الظاهرة قد تؤكد أننا شعب يميل إلى الاستقلالية وبالتالي لا ينجح كثراً في اللعب الجماعي وهذه ميزة القبيلة في اليمن أنها لا تجيد العزف الجماعي أو الأداء الكورالى جيداً وظل هذا الوضع لسنوات ومازال وقد يكون تحليلياً غير صائب تماماً إذا ما نظرنا إلى الأوضاع بشكل عام من نقص في الميزانية المخصصة للألعاب وسوء الإدارة وعدم كفاية ساعات التدريب والأوضاع المعيشية للاعبين و....الخ لكن أكرر أننا لا نجيد العزف الجماعي في أي شيء لذلك كرة القدم في بلادنا (طايحة). - أسأل ماذا لو تحوّلنا فجأة إلى شعب محب للرياضة؟، أي فجاءة تحولت قنواتنا الفضائية إلى قنوات رياضية وقررت الحكومة حصة الألعاب بالمدارس للجنسين وعليها درجات ومحصلة، وقامت الحكومة بفتح أندية للنساء والأطفال وصرفت الملابس الرياضية والأدوات للأندية في الحارات وفى المدارس وفى كل مكان بالقرى، وشجّرت كل المساحات الفارغة لتكون مساحات لممارسة الرياضة، وقامت – الحكومة طبعاً – بتكريم قدامى الرياضيين في كل المجالات ووفرت لهم السكن الملائم تقديراً لعطاءتهم وأنشأت – الحكومة طبعاً – دوري الرئيس الخالد إبراهيم الحمدي أو بطولة الشهيد الرئيس سالمين ووو... إلخ.. ماذا لو شجّعت الحكومة رياضة المشي ورياضة ركوب الدراجات لحل مشكلة الازدحام وليبدأ وزير الشباب ووكلاء الوزارة بوضع سياراتهم في البيوت واستغلوا الدراجات.. ماذا لو صحونا من النوم وقمنا بتمارين رياضية وفي نهاية الأسبوع التحقنا بالنادي كأعضاء فاعلين و«بطّلنا» تعاطى القات؟ ماذا لو تركنا السياسة واهتم الشعب بالرياضة واخترعنا رياضة التزلج على أي شيء حتى لو على (الحلبة) منها أكل ومنها رياضة؟! - سوف يكون الناس أكثر سعادة بالرياضة.. لن تكون السياسة أكبر همّنا وسنكون أصحاء ولن يغلبنا السياسيون لأننا حققنا سمعة طيبة في الداخل والخارج فيما هم فاسدون..!!