شيماء علي عبدالله العلفي.. أو كما يحلو للبعض تسميتها «شارابوفا اليمن» واحدة من الرياضيات اليمنيات الواعدات اللاتي شققن الطريق إلى عالم النجومية في سرعة البرق.. بدأت ممارستها لرياضة تنس الميدان في العام 2009م.. لم تعقها عادات وتقاليد المجتمع اليمني الذي لايزال ينظر للرياضة النسوية على أنها رجس من عمل الشيطان عن ممارسة محبوبتها رياضة تنس الميدان التي قادتها الصدفة إليها.. شيماء تعد واحدة من أبرز الرياضيات اليمنيات اللاتي رسمن الألق اليماني في شرق وغرب آسيا.. تأتي في طليعة الرياضيات اليمنيات من حيث الإنجازات الخارجية.. خزينتها مليئة بالأوسمة والكؤوس.. وعلى الرغم من ذلك إلا أنها لم تحظَ وحتى اللحظة بالتكريم اللائق.. «ماتش» استضافة «شارابوفا اليمن» في حوار غير مسبوق للصحافة الرياضية اليمنية.. فإليكم ما بين السطور: * من أخذ بيدك في بداية مشوارك الرياضي؟ الصدفة قادتني إلى ممارسة رياضة تنس الميدان ولم أخترها أنا كون ملاعب تنس الميدان قريبة من البيت إضافة الى رغبتي في استغلال الوقت.. لكن مع الأيام أصبحت اللعبة جزءاً من حياتي.. وبصراحة هناك الكثير ممن أخذ بيدي وشجعني على مواصلة رياضة تنس الميدان لكن أبرزهم هو الكابتن سلطان المسمري الذي أخذ بيدي وأوصلني الى ما أنا عليه الآن. * لماذا اخترتي تنس الميدان ولم تختاري رياضة أخرى؟ بدايتي كانت مع رياضة التايكواندو ونظراً لما تمتاز به هذه الرياضة من عنف فقد تركتها واتجهت الى رياضة تنس الميدان لأني وجدت نفسي فيها فهي رياضة راقية ..أضف الى ذلك اني وجدت فيها لاعبين ولاعبات نبلاء وعلى أخلاق عالية تربطني بهم الأخوة والاحترام ..إضافة الى ان رياضة تنس الميدان مناسبة جدا للفتاة بحكم تركيبتها الأنثوية. * هل واجهتي صعوبات في بداية مشوارك الرياضي؟ أكيد.. أي لاعب سيواجه العراقيل والصعوبات خاصة ان الرياضة اليمنية مشاكلها مستديمة في ظل شحة الإمكانات. * كيف وجدتي تفاعل أسرتك مع ممارستك للرياضة؟ أسرتي لها الفضل في وجودي في الرياضة.. صحيح في البداية لم تتقبل ممارستي للرياضة لكن بعدما أخذت بطولات داخلية وخارجية بدأوا في تغيير نظرتهم.. خاصة أنني تحدثت معهم أنني لن أستطيع الاستغناء عنها كونها مثلها مثل الدراسة ومن الصعب ان أتركها.. وبالفعل اقتنعوا وتفاعلوا معي وعلى وجه الخصوص «أبي» الذي وقف الى جانبي أكثر ودعمني في مواصلة الرياضة. * هل سبق ل«والدك» وان شاهدك وأنت تلعبين؟ لا .. أبي دائما مشغول وبشكل دائم.. وقلما نشوفه في البيت.. وبالساعات. * ماذا لو طلبت أسرتك منك الابتعاد عن الرياضة.. بعد سن متقدمة؟ لا أعتقد ان أسرتي تفكر بهذا الشيء ..ولو طلبوا مني ذلك ليس بالسهل الابتعاد عن الرياضة ..صعب لأني أحببت هذه الرياضة حتى الثمالة.. وصارت جزء من حياتي.. وحتى لو ابتعدت سأبتعد تدريجيا ..وبالعكس أبي دائما ما يحثني على تأدية التمارين وفي حال تخلفت عنها «يصيح» وبالتالي لا أعتقد انه يفكر بهذا الأمر. * كيف تقيمين عمل الاتحاد؟ من الطبيعي ان عمل كل اتحاد يصاحبه الكثير من الإيجابيات والسلبيات واتحاد تنس الميدان يعد الأفضل من بين الاتحادات الرياضية يعمل وفق منظومة متكاملة ويسعى دائما الى تطوير اللعبة كما يولي لاعبي تنس الميدان الكثير من الاهتمام.. وهو متفرد في إشراك القطاع الخاص في دعم بطولاته.. قد تكون هناك بعض القصور في عمل الاتحاد إلا ان ذلك يعود الى قلة الدعم المقدم من الوزارة.. وبالنسبة لي أنا ما أشارك إلا مرة واحدة في السنة إذا فزت شاركت خارجيا والعكس صحيح.. وبالتالي الاتحاد يقيم لنا بطولة واحدة في السنة.. على عكس «الأولاد» تقام لهم العديد من البطولات حتى مشاركاتنا الخارجية مرة واحدة في السنة. * لو خيروكي ان تختاري رئيسا للاتحاد غير الصرمي.. من تختارين؟ نبيل مهدي.. لأنه قيادي نشط.. وقبل هذا هو «أخ».. وشخص موضوعي في الكلام وشفاف ومحب للعبة.. ودائما ما يحسسنا انه ليس بغريب علينا.. وانه ليس إنساناً كبيراً في مكانته الاجتماعية.. يتجاوب معنا ويسمع لمشاكلنا.. على عكس الصرمي.. كونه رجلاً سياسياً ومشغولاً دائماً.. ولا نستطيع الوصول إليه.. لكن أرى فيه الرجل الداعم لرياضة تنس الميدان.. انظروا أين كان التنس.. وكيف أصبح اليوم في عهد الصرمي؟ * كيف تنظرين لرياضة الفتاة في اليمن؟ الفتاة اليمنية تبذل جهداً كبيراً ومثابرة وتملك الطموح إلا أن هناك من يصدها ويعتبر ممارستها للرياضة عملاً مشيناً.. وعلى الرغم من الإمكانات التي تملكه لاعبات عربيات وآسيويات إلا أن مستوى الرياضية اليمنية في تنس الميدان أفضل.. فقط نحن بحاجة الى الدعم والى مرتبات.. فالبنت اليمنية مهضومة يعطوها (15) ألف ريال وعادهم يقسموها بين لاعبتين اثنتين.. يصرفوا لك قيمة بوتي قيمتها (8) آلاف ريال وعادك توفي فوقها (5) آلاف ريال.. * برأيك.. هل المجتمع اليمني تقبل فكرة ممارسة الفتاة اليمنية للرياضة؟ فعلا نحن نواجه مشكلة كبيرة كلاعبات ..تتمثل في عدم تقبل المجتمع لممارسة الرياضة وكأنها عمل من رجس الشيطان ..لكن الفتاة اليمنية طموحة وستواصل طموحها وفق العادات والتقاليد المجتمعية التي لا تخدش الحياء في ممارسة الرياضة. * ألا تشعرين بالخجل وأنت تمارسين الرياضة؟ لا.. لا بالعكس لأن أهلي لم يحسسوني بهذا الشيء وبالتالي أنا اشوف نفسي عادية لذلك الناس اعتادوا على ممارستي للرياضة.. طالما أنا واثقة من نفسي. * لماذا لم تختاري رياضة الكاراتيه أسوة بشقيقتك بثينة؟ أنا.. لا أدين بالعنف والكاراتيه من الألعاب القتالية ..ونحن نون النسوة نميل الى السلم. * أين دور اتحاد المرأة في دعم رياضة تنس الميدان؟ اتحاد المرأة يقدم الدعم لكثير من الألعاب الرياضية وعلى وجه الخصوص الألعاب الجماعية وهو من وجهة نظري دعم مؤقت نجح في بعض الألعاب وهي الفردية وأخفق في البعض الآخر وهي الجماعية.. وأتمنى من اتحاد المرأة ان يولي اهتمامه بالألعاب الفردية وان يدرج رياضة تنس الميدان كونها من الألعاب التي تحقق الكثير من الإنجازات الخارجية وللحق نظمية عبدالسلام لم تقصّر معي حيث بادرت في تكريمي (2000) دولار بعد إحرازي لبطولتين خارجيتين.. وقد وعدتني ان تكرمني بعد إحرازي ذهبية الزوجي وفضية الفردي في بطولة آسيا في فتنام ومازلت في انتظار وعدها لي. * ماذا تتمنين من اتحاد المرأة؟ أتمنى إدخال رياضة تنس الميدان ضمن خطة نشاط الاتحاد.. وصدقني لو اتحاد المرأة أتاح لي فرصة المشاركة الخارجية ولو سفريتين في السنة لوصلت لمستويات متقدمة وحققت لهذا الاتحاد إنجازات مشرفة.. أما على الصعيد الشخصي فأنا فتاة رياضية لي حقوقي مثلي مثل أي لاعبة في الألعاب الجماعية والفردية الأخرى ..لذا أتمنى كما أسلفت في حديثي من اتحاد المرأة أن يدخل تنس الميدان ضمن برنامجه السنوي كون هناك لاعبات مميزات في هذه الرياضة. * هل تجدين التقدير بعد كل مشاركة خارجية أو إنجاز خارجي؟ اااااااااااه ..تقدير مؤقت ليس إلا.. * ماذا عن التكريمات المتأخرة؟ كرمت بمبالغ زهيدة.. وما يدعو الى الاستغراب انني أحرز المركز الأول على الصعيد الخارجي وأكرم بمبالغ زهيدة جدا في حين «الولد» يحقق مركزاً ثالثاً ويكرم ضعف ما يمنح لي.. وفي نفس البطولة.. وكأنهم يطبقون قانون التركة للرجل مثل حظ الانثيين ..حتى أصبح التكريم أشبه بالتركة. * ماذا تحبين في هذه الحياة؟ أحب دراستي ..وهي كل شيء بالنسبة لي.. والتنس حاجة مؤقتة. * يقال ان شيماء العلفي نجمة متألقة لا غبار عليها ..لكنها طويلة اللسان مع الآخرين؟ على العكس أنا أكره الظلم ..ولا يمكن ان أترك حقوقي تؤخذ مني أمام عيني.. أكيد بتكلم وما يهمني أحد ..وليش الله خلق اللسان.. أما على صعيد العلاقات الشخصية أنا أحترم من يحترمني ولا يمكن ان أتطاول على أحد عبثا لأن أهلي علموني ان الأخلاق أولاً.. * أين يقف طموح شيماء وهل ستتركين الرياضة لو طلب منك؟ طموحي يقف عند العالمية ..والعالمية تحتاج الى المشاركة في بطولات خارجية عديدة من أجل تطوير المستوى .. وشيماء العلفي معاها مشاركة واحدة في السنة.. وسبق قلت لك لو فزت فيها بواصل لأن الوصول الى العالمية يأتي عبر سلسلة من المشاركات الخارجية والمستمرة ..ما عدا ذلك فطموحي سيصطدم بجدار الإحباط ..ولله العوض. * هل تعتقدين انك أفضل فتاة يمنية مرت على تاريخ الرياضة اليمنية من حيث الإنجازات الخارجية؟ لا أمتدح نفسي لكن لغة الأرقام والإنجازات تؤكد انه لم يحصل قبلي ان أحرزت لاعبة يمنية هذا الكم الهائل من البطولات والميداليات ..وأتمنى ان تأتي رياضيات أفضل مني من حيث الإنجازات.. لأنه في الأخير كله باسم اليمن. * هل الرياضة ألغت هويتك كفتاة؟ لاااااا بالعكس ..إذا كنتم شايفين ان الرياضة غلط.. أنا مش شايفها غلط ..وقد حظيت باحترام الكل حتى في مدرستي والرياضة أكسبتني الثقة بالنفس وقوة الشخصية كما أثبتت وجودي في مجتمع لايزال ينظر للرياضة النسوية بعين قاصرة. * ماهي نظرة الرجل للمرأة الرياضية اليمنية؟ النظرة للفتاة الرياضية اليمنية تأتي بحسب ثقافة الشخص التي يملكها.. في ناس متخلفين وتكون نظرتهم فيها نوع من الاستحقار للفتاة الرياضية وان ممارستها للرياضة (عيب) ..وفي ناس مثقفين عندهم (عادي) وبالتالي النظرة تعود على حسب نوعية الرجل. * هل أخذت الفتاة الرياضية اليمنية حقها من حيث الاهتمام.. أم أنها تمارسها على استحياء؟ الفتاة الرياضية اليمنية لم تأخذ حقها بعد من حيث الاهتمام لأن هناك من ينظر لها بعين قاصرة وانها عاجزة ان تأتي بإنجاز خارجي ..طيب قدموا لنا الدعم ..وبعدين احكموا علينا.. خاصة ان ذلك الاهتمام ينصب فقط على فئة الذكور.. أما على الصعيد الشخصي فأنا لا أمارسها على استحياء.. لأني أرى في ممارستها صحة للجسم وفيها الكثير من الفوائد.. طالما والرياضة لا تخدش الحياء ..لذا أنا أرى ان ممارسة الفتاة للرياضة أمر طبيعي لأنه من وجهة نظري الشخصية ما اشوفها غلط ..إذا هم شايفين هذا الشيء غلط يحاولوا يوقفوووووني.. فأنا ماضية وسأستمر. * هل سيأتي اليوم الذي تصلين فيه للعالمية؟ ليش لا.. طالما وهو طموح مشروع.. لكن ااااه وما أدراك ما كلمة ااه حلم يراودني وسرعان ما يتلاشى.. عموما أتمنى ان أصل للعالمية.. لكن شريطة ان تكون هناك الكثير من المشاركات الخارجية.. خاصة ان مشاركاتي الخارجية نادرة.. ولا يمكن ان تقف شحة إمكانات الاتحاد عائقا أمام طموحي.. حتى لو اضطررت إلى المشاركة على حسابي الشخصي. * من هو أفضل مدرب مرّ عليك؟ سلطان المسمري.. * ماذا لو أصبحتِ في يوم ما ربة بيت.. هل ستعتزلين الرياضة؟ أكيد سأقف عند هذا الحد.. لأني سأعطي الحياة الزوجية الجزء الأكبر من اهتماماتي.. وحينها سأتفرغ لتربيت أولادي.. * ماذا عن شريك حياتك.. هل سيكون من الوسط الرياضي؟ أولاً.. أنا ما أفكر بهذا الشيء في الوقت الراهن وكل اهتماماتي تنصب في مواصلة دراستي وممارسة الرياضة.. وإذا فكرت أكيد سيكون من الوسط الرياضي.. لأنه سيفهمني أكثر.. * وماذا لو طلب منك (شريك حياتك) ان تتركي الرياضة؟ طيب ليش.. أنا بختار من الوسط الرياضي عشان هذا الشيء.. ثم صعب ان يطلب مني ذلك وأكيد سيتفهم الوضع وبيقدر حبي للرياضة.. وانه من الصعب ترك الرياضة نهائيا.. لكن.. لكن.. لو أصر و(قلب في كلامه) أكيد سأسلم الراية وبالتدريج سأترك الرياضة وليس بشكل فجائي.. وسأتحول الى مدربة ولن أكون أي مدربة.. سأخلق لاعبات تنس سيكون لهن شأن في المستقبل. * هل تلمسين من الحكومة الاهتمام بالشباب والرياضيين؟ للأسف الشديد.. وأقولها بحرقة الحكومة غائبة تماماً عن دورها تجاه الرياضيين والشباب تبيع لنا الكلام المعسول ووقت الجد ما يعرفونا.. حتى وصل بنا الحال الى حد الإحباط ..وللعلم عندما أشارك خارجياً لا أفكر بالمال بقدر اهتمامي ان أشاهد علم اليمن يرفرف عاليا والحرص على نقل رسالة للخارج ان اليمنيين ليسوا متخلفين كما يتصورون.. وانهم مبدعون في مختلف المجالات ..وان أكثر العرب مهارة هم اليمنيون.. أضف الى ذلك أسعى الى اكتساب احترام الآخرين والذي أعده بمثابة وسام على صدري.. أما لو فكرت بالدعم المادي (بايجيلي) إحباط ولن أواصل اللعب ..خاصة ان الدعم للرياضة في اليمن لا يشجع على الاستمرار. * كلمة توجهينها للقائمين على الرياضة؟ أقول لهم اعطوا كل ذي حق حقه.. نحن نصنع التاريخ لهذا الوطن.. قدر ما نحققه لهذا الوطن.. أنا والله ألعب يوميا تحت أشعة الشمس من 7 صباحا الى 12 ظهراً.. و لو في دعم زهيد ويزيدوا من المشاركات الخارجية أكون شاكرة.. لا أريد دعماً مادياً.. أريد سفريتين خارجيتين في السنة على الأقل. * كيف تقيمين الرياضة اليمنية؟ الرياضة اليمنية حدث ولا حرج.. مغلوب على أمرها.. اللاعب والمدرب يتعب ويجاهد في الميدان أكثر من هم في الوزارة أو الحكومة.. وبالتالي لم ألمس أي نوع من الاهتمام.. * أفضل إنجاز خارجي؟ ذهبية الزوجي وفضية الفردي في بطولة آسيا في فيتنام.. وهذه البطولة شاركت عدد كبير من دول آسيا. * رسالة توجهينها ل«شيماء» كلاعبة تنس؟ أتمنى لها التوفيق في حياتها العلمية والرياضية.. والوصول إلى العالمية..