عنوان هذا الموضوع للمسلسل تحديداً في عام 87م كان له انطباع خاص وشيق لمتابعة مجريات حلقاته لما له من انتهاكات في تهريب المخدرات والذهب وعبور الحدود المصرية من قبل عصابة المافيا وبطل الفلم “البرادعي” وبتحد سافر رغم الإجراءات المشددة وجهاز استخباراتي بامتياز. إلا أن العصابة لها ما يميزها ويمررها والوصول إلى قلب مصر بل وسكن الزعيم البرادعي في الدور الثاني فوق رئيس جهاز الاستخبارات الساكن في الدور الأسفل رغم أنه مطلوب أمنياً لكن شخصه واسمه غير معروف ويدير العصابة من سكنه بأوامره ويلتقي يومياً برئيس المخابرات عبر السلالم وفي الدخول والخروج لكن الرئيس لا يعلم سر مهنة ذلك الرجل إلا في آخر المطاف. وهذا ما ذكرني به المسلسل بأن تكون اليمن تسير في نفس المنوال وفي مهب الرياح العاصفة والتي باتت ملتقى كل الأجناس الدخيلة مجهولي الهوية الوافدة عبر الحدود والعبور بكل بساطة مع التسهيل لهم بمعرفة كل الطرق المؤدية إلى كل المدن اليمنية بكل استهتار إضافة إلى قطع الوافدين مسافات سيراً على الأقدام من القرن الأفريقي «اللاجئين وغير اللاجئين» باعتبار اليمن محطة “ترانزيت” منهم من يمكث بها بدفع المال ومنح الجنسية يجلبون لليمن كل البلاوي والأوبئة الممقوتة والضارة ومنهم من يعتبرها وقوفاً مؤقتاً حيث تم استغلالهم من قبل البعض في الحروب الداخلية في القتال ضد أبناء وطنهم لجهات تتحمل كافة المسئولية والتي لها باع طويل في هدم وتخريب الدولة وأركانها وأن يكون الوطن ملتقى صراعات الأجناس الدخيلة والطوائف التي لم يكن لها صدى على مر العصور. والحق أن اليمن صارت بوابة عبور لكل العابثين والمارقين بفعل انفلات أمني مرير وبتسهيل عبث بها العابثون ودنسها الإرهابيون وخربها الحاقدون والخائنون لا هم لهم سوى البيع بثمن بخس وإن كان على حساب دماء المواطنين. كثرت علينا المشاكل وتكالبت علينا المحن واستكثر علينا البعض أن ننعم بالأمن والاستقرار. فاليمن وما يحويه إن لم تكن للقيادة الحكيمة رؤية لمداخل ومخارج اليمن الطبيعي والحزم كبقية الدول المجاورة فإنها وبلا شك ستكون كما هي عليه اليوم تتهافت عليها كل العناصر الإرهابية بأجناس مختلفة لماذا؟ لأن هناك جهات غضت الطرف عن عبور الحدود بكل حرية فهي تدفع الثمن وستدفع الثمن غالياً إذا لم يكن هناك رؤية حقيقية وتوجه حقيقي يحفظ الوطن وأهله وصد كل من تسول له نفسه المساس بالوطن وأمنه لأن كل ما هي عليه الآن اليمن من قلاقل وزوبعات سببه الانفلات الأمني وعدم وجود رقابة مفعلة لاقتناص كل الأوباش الفاعلة والخفية كخلايا نائمة برز ظهورها طيلة هذه الحروب المختلفة، حفظ الله اليمن وأهله.