عندما نكون في حضرة السلاح فنحن بلا شك نكون في حضرة الموت؛ حيث يأتي الحزن والألم بغتة دون أن نكون مستعدين لتلك المفاجأة المقيتة عندما يسقط أحدهم مضرجاً بالدماء. لا يستوعب الكثيرون من الناس تلك الدروس التي تتكرّر بشكل يومي في الأعراس عندما يجعل البعض السلاح عاملاً مهماً لإحياء عرس ما، مسلسل إطلاق الرصاص بشكل عشوائي في بعض أو لنقل غالبية حفلات الأعراس ينتهي عادة بألم تنهي الفرحة المفروضة. كما يحدث تماماً عندما يكون الرصاص أداة سخيفة للمزاح بين الأصدقاء تنهي حياة أحدهم بطريقة بشعة لتنهي بذلك معاني الصداقة الجميلة وتحل بدلها قضية ثأر تحصد حياة الكثيرين وفي أحيان أخرى يتم القصاص وفي أفضل الأحوال يتم العفو ولكن بعد أن أصبح الصديق قاتلاً في عُرف عائلة صديقه. مادام السلاح حاضراً في كل بيت ومحمولاً على أكتاف الكثيرين، ومادامت الرقابة والحذر في غيبوبة مزمنة؛ فلابد أن تتنوّع الجرائم ويتخذ الألم صيغاً كثيرة، فلطالما سمعنا عن سقوط أطفال بيد آخرين من نفس الفئة العمرية؛ فقط لأن السلاح موجود في مكان يطاله الصغار فيصبحون بمجرد ضغط الزناد قتلة ولاحقا مرضى نفسيين؛ كيف لا وقد رأى شقيقه أو شقيقته أو حتى والدته أو صديقه قد سقط صريعاً بفعل رصاصة طائشة وخبيثة أنهت حياة القاتل والمقتول في غمضة عين. لا يمكن أن ننهي هذا المسلسل الحزين دون أن نستوعب ونعي أن ليس للرصاص وظيفة أخرى سوى القتل، ولا يمكن أبداً أن يكون هذا السلاح خفيف دم نستخدمه للمزاح ولن يكون أميناً على حياتنا لنجعله في متناول الأطفال بأي شكل من الأشكال. ليس للرصاص أمان كي نجعله وسيلة لنعبّر عن فرحتنا؛ لأن السلاح والفرح نقيضان لا يجتمعان، وإن حدث واجتمعا فلا شك أن الشيطان سيكون ثالثهما. [email protected]