هذه هي تعز، تعز الشموخ، تعز المشروع الحضاري، تعزاليمن كل اليمن، خرجت اليوم بقضّها وقضيضها تقول: نعم لمشروع الوطن الواحد، نعم للمواطنة المتساوية، نعم للوحدة والجمهورية، نعم لمخرجات الحوار، ولا وألف لا للمشاريع الضيّقة، لا للعنصرية، لا للمناطقية، لا للسلالة. مسيرة أمس الخميس 2014/8/21م لم تكن مسيرة واحدة بل مسيرات في جبال من بشر أتوا إلى المدينة من مختلف المديريات والعزل والقرى تلبية لدعوة الاصطفاف الوطني، لم تخرج هذه الجماهير المليونية تلهث وراء مصالح شخصية أو مناطقية ضيّقة أو مصالح حزبية ولكنها خرجت من أجل الوطن كل الوطن رافعة شعار الاصطفاف الوطني من أجل المواطنة المتساوية والوحدة والجمهورية، لا ترضى بغير ذلك بديلاً. وطالما وهذه هي تعز التي راهن البعض على أنه باستطاعته تخديرها وخداعها وحرفها عن مسارها المعتاد؛ فهاهي اليوم تقول لكل الواهمين: أنتم واهمون فاصحوا من غفوتكم واستيقظوا من سباتكم، فتعز الثورة والوحدة والحرية لا يمكن أن تتنكر لتاريخها ولطريق رجالها الأعلام الذين سطّروا لنا تاريخاً ناصعاً بدمائهم، ولم يبخلوا يوماً على وطنهم، وعلى رأس هؤلاء الأعلام الأستاذ النعمان والشخ محمد علي عثمان والحاج عبدالغني مطهر وأبطال السبعين يوماً الذين دحروا الرجعية والكهنوت وعلى رأسهم الشهيد عبدالرقيب عبدالوهاب والشهيد محمد صالح فرحان، ولا ننسى بطولة وتضحية الشهيد عيسى محمد سيف، والشهيد عبده محمد المخلافي والشهيد عبدالحبيب سالم مقبل، والمرحوم الشيخ أحمد عبدالرحمن صبر والمرحوم المناضل عبدالقادر سعيد العريقي وكل مشايخ تعز الذين يحملون مشروعاً حضارياً ولم يكونوا يوماً من الأيام متسلّطين عابثين، وأدباء تعز وشعراؤها وعلى رأسهم الفضول الذي أنشد «لن تر الدنيا على أرضي وصيا» وكوكبة من المناضلين الشرفاء لا يتسع المقام لذكرهم، هؤلاء جميعاً قدوتنا ونحن على نهجهم سائرون. تعز خرجت اليوم لتقول عملياً لكل إخواننا في صنعاء وعدن وذمار وحضرموت وصعدة والضالع وشبوة وكل محافظات الوطن، تقول لهؤلاء جميعاً إن تعز لن تخذلكم ولن تخذل مشروع الوطن، ولن تؤتوا من قبلها أبداً، فتعز الأخ الأكبر الذي يتحامل على جراحاته ليضمد جراحات الوطن، ويتناسى همومه ليحمل هم اليمن كله، بكل إباء وشموخ مهما زايد المزايدون، أو تنكر الجاحدون، أو تربّص المتربصون، وستظل تعز شامخة شموخ جبل صبر المطل على مدينتها الفيحاء. الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي، نرجو أن تكون قد وصلت إليكم رسالة تعز صافية واضحة فهي تصطّف معكم من أجل الوطن ولم تتردّد بالخروج تلبية لندائكم للاصطفاف الوطني، حفاظاً على الوحدة والجمهورية والديمقراطية، رغم الملاحظات التي تسجّلها والإهمال الذي طال هذه المحافظة والمعاناة التي تعانيها، ولكنها أرادت أن تحمل الهم الوطني معكم وفي نفس الوقت تقول لكم إن الشعب يعاني، وإن التردّد في اتخاذ القرارات الشجاعة يجعل الوطن يدفع أثماناً غالية، وإن عدم المساواة عواقبه وخيمة، وإن الفساد المستشري يجب أن تضعوا له حدّاً فاصلاً، فلا تتركوا الفرص للانتهازيين يستغلّون هذه المعاناة لتحقيق مآربهم، والوطن والمواطن أمانة في أعناقكم، وأن أية حكومة قادمة تختارها الأحزاب والقوى المتصارعة ستكون أكثر كارثية، ونرحّب بحكومة تكنوقراط متخصّصة تدرك واجبها يكون ولاؤها للوطن وتخضع للنظام والقانون وليس للأحزاب التي تمن عليها بأنها هي التي اختارتها، ولا مانع أن يؤخذ بالاعتبار تنوّع الأطياف في تشكيل الحكومة. تحيّة لتعز الثورة والجمهورية والديمقراطية، تحيّة لكل أحرار وحرائر اليمن، ونمد أيدينا ونفتح قلوبنا لكل أبناء اليمن قاطبة دون استثناء، ونناشد الجميع أن يضعوا أيديهم في أيدي بعض لبناء الوطن وفق هذه الثوابت الثلاث «الوحدة والجمهورية والديمقراطية» ولنعمل جميعاً على تنفيذ مخرجات الحوار كاملة دون انتقاص منها أو التفاف عليها. وصدق الحق سبحانه القائل: «فأما الزيد فيذهب جفاءً، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض».