يعتقد البعض أنه بمقدوره النيل من مكانة الإمارات العربية المتحدة المتأصّلة في وجدان اليمنيين حيث يعمدون إلى فبركة الأخبار وتدبيج المقالات بمفردات تنم عن حقد دفين يكنّونه للإمارات أرضاً وإنساناً.. متناسين أن ذاكرة اليمنيين غير مثقوبة وتختزن آلاف الصور التي تجسّد المواقف الإنسانية النبيلة للإمارات شعباً وحكومة مع اليمن في مختلف المراحل. حيث كانت الإمارات ولا زالت سبّاقة في مدّ العون الإنساني وتقديم المساعدات غير المشروطة وتمويل العديد من المشروعات الخدمية والإنمائية. مَنْ من اليمنيين يستطيع أن يمحو من ذاكرته الصورة التي انطبعت في ذهنه لطيّب الذكر المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان وهو يُساهم في إعادة مجد اليمن من خلال افتتاح سد مأرب الذي موّلت إعادة ترميمه وإصلاحه دولة الإمارات. مَنْ بمقدوره أن يمحو من ذاكرة اليمنيين الجسر الجوي الذي سيّرته دولة الإمارات الذي حمل المساعدات الإنسانية للمتضررين من كارثة السيول في حضرموت كأول دولة تحضر قبل حتى أن تتوقف السيول عن جريانها، حيث كان الفريق الطبي الإماراتي أوّل الحاضرين لإنقاذ المتضرّرين من السيول وهل هناك من ينكر أن الإمارات هي الدولة الوحيدة التي تعهّدت ببناء مساكن للمتضرّرين؟. وهل يستطيع أولئك الحاقدون أن يشطبوا من الخارطة الجغرافية مدينة الشيخ خليفة بن زايد التي تم تشييدها للمتضرّرين؟.. ألم تكن الإمارات من أولى الدول التي سارعت إلى تقديم المساعدات إبان أزمة 2011من خلال منح اليمن معونات غذائية ونفطية علاوة على الموقف السياسي الداعم لوحدة وأمن واستقرار اليمن وكان لها إسهام فاعل في الإشراف على المبادرة الخليجية والدفع قُدماً لإنجاح التسوية السياسية.. ألم تكن الإمارات هي البلد الذي احتضن العديد من القيادات التي نزحت عقب كل دورة عنف في اليمن؟. إذاً أستطيع القول: إن من يمتلك السجايا الإنسانية تلك لا يمكن له أن يسعى إلى زعزعة أمن دول الربيع العربي كما يروّج له بعض ضعفاء النفوس بقصد هزّ الصورة التي رُسمت لإمارات الخير في أذهان اليمنيين خاصة والعرب عامة. والحق أن العالم لا يعرف الإمارات إلا دولة ساعية للخير للجميع ومحبة للسلام، صاحبة أيادٍ بيضاء وصل خيرها أصقاع العالم من خلال تمويل تنفيذ مشروعات خدمية وإنمائية والمشاركة في تخفيف وطأة الفقراء ومعاناة المتضرّرين من الكوارث الإنسانية في أنحاء المعمورة. لا أدري كيف غابت عن أذهان أصحاب النفوس المريضة حقيقة أن الإمارات تمقت النزاعات المسلّحة بل تدعم الأمن والاستقرار العالمي وتتبنّى سياسية عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، لذلك من الغباء تصديق تلك الأبواق الناعقة والأقلام المأجورة التي تنفث سمومها الحاقدة ضد الإمارات من خلال الادعاء بأن للإمارات يداً في النزاعات التي تعاني منها بعض الدول التي اجتاحها الربيع العربي. ندرك أنها حملة عدائية تقودها قوى شريرة تستهدف الإمارات شعباً وقيادةً، وللأسف هناك أقلام يمنية انزلقت في تلك الحملة التي تؤكد الوقائع أنها حملة عداء لنجاح الإمارات وريادتها في مختلف الأصعدة، حيث أضحت أبوظبي قِبلة للباحثين عن وطن يُعلي من قيم الإنسانية والعيش الكريم ويوفّر البيئة الحاضنة للتعايش الحضاري. أشفق على أولئك الذين يحاولون الزجّ باسم الإمارات كدولة لها يد بما يحدث من فوضى ببعض دول الربيع العربي وما كنت أتمنى أن ينزلق الزميل أحمد الشلفي في حديثه لقناة الجزيرة أمس الأول بتوجيه أصابع الاتهام إلى الإمارات وضلوعها بما تشهده العملية السياسية في بلادنا من تفاعل، أيعقل ذلك؟، والسؤال الذي يفرض نفسه هو:لماذا يصرُّ البعض على السعي إلى تعكير صفو العلاقات المتميزة بين اليمنوالإمارات؟!، ومع ذلك نؤكد أن علاقات البلدين أكبر من أن تتأثر بتلك الإشاعات. وإذ كنا اليوم نتجه نحو بناء دولة اتحادية فإن الأحرى بنا أن نعمل على استلهام التجربة الاتحادية الرائدة لدولة الإمارات التي تعدُّ نموذجاً فريداً في التلاحم الوطني والتناغم والتفاعل الإيجابي بين القيادة والشعب، حيث تم تسخير كل الجهود لبناء الإنسان وتحقيق تطلّعاته الأمر الذي جعل الإمارات تتبوّأ مكانة مرقومة على مستوى العالم.. نحن بالفعل بحاجة إلى الاستفادة من تلك التجربة الاتحادية التي حققت كل ما يصبو إليه الشعب الإماراتي من تقدّم وتطوّر ونماء. [email protected]