أيلول.. ثورةٌ يحتفظُ بتفاصيلها كل بسطاء الشعب من أقصاه إلى أقصاه.. لأنها حرّرتهم من الظلمِ والاستبداد. أيلول.. ثورةٌ تدمعُ عينا (جدتي)، وهي تحكي لي تفاصيلها، وفصولها المؤلمة، وأنها كانت تقطع مسافة ثلاثة أودية سيراً على الأقدام لتأتي بقطرةِ ماء، ومثل تلك المسافة لجلبِ الحطب، كي توقد لطعام عائلتها المكوّنة من جدي وثلاثة أطفالها، من بينهم والدي. أيلول.. كانت ثورة حقيقية على الظلم، والاستبداد، والجهل، والفقر، والمرض، في حين لم يكونوا يعرفوا حتى كبسولة(أسبرين)، فرحل الكثير من أمراضٍ فتكت بالشعب. أيلول.. ثورة علم ضد الجهل، الذي كان حينها حكرًا على العائلات التابعة آنذاك لمن يحكمون ومقربيهم.. إذن.. لم تكن تلك الثورة مجرد (خيمة ومكرفون)، ولم يجلس ثوار سبتمبر بالساحاتِ حتى يخرج لهم الإمام، (بعكفته)،وحقه (الأعفاط)...! فحين كتب الشاعر إسماعيل الكبسي كلماته وصدحت بها حنجرة أحمد السنيدار سمعت صدى صوته جبال ردفان حتى امتدت ثورة سبتمبر لأكتوبر. كالقذيفة، كالبراكين العنيفة ثورة الشعب الشريفة عشت يا ردفان يا مشعلٌ ثائر من ربى صنعاء تحية.. للجماهير الأبية بالموانئ العدنية ثورة الشعب الشريفة عشت يا ردفان يا مشعلٌ ثائر تلويحة: وتظلُ أجمل الأغنيات التي لم أعزفها بعد.. أهيئها لعينيكَ يا أيلول.. يا أعظم الثورات التي صمدت في وجه الزمن.