• تعيش تعز ازدحاماً خانقاً جراء العدد الكبير من المركبات التي تتزايد كل عام، في الوقت الذي ظلت فيه شوارع المدينة وطرقها على حالها ولم يطرأ عليها أي تغيير يواكب ويواجه التوسع السكاني والعمراني وزيادة أعداد المركبات، فقد أصبحت شوارع المدينة في اختناقات مرورية دائمة طوال اليوم. • هناك العديد من الممارسات والسلوكيات السلبية التي تزيد من حدة الازدحام، فإلى جانب ضيق شوارع المدينة أصلاً، نجد غياباً شبه تام لعمل رجال المرور في تنظيم الحركة المرورية، وغياب الذوق لدى الكثير من مستخدمي الشارع، سواء السائقين أو الراجلين، وأيضاً كثرة المواقف الخاصة التي تستقطع مساحات من الشوارع لصالحها على حساب حركة المرور وانسيابيتها، وغياب الالتزام والإلزام بالقواعد والأنظمة المرورية في استخدام الشوارع. • كتب الكثيرون عن هذا الموضوع، لكن لا أحد يلتفت إلى ما يُكتب ولا أحد يكلف نفسه عناء البحث عن حلول لانتشال تعز من حالة الفوضى والعبثية التي تغرق فيها، تعز بحاجة ماسة إلى الإسراع في إيجاد حلول للتخفيف من حدة الازدحام والظهور بمظهر عصري يليق بها وبطابعها المدني الحضاري، وأحد هذه الحلول هو انشاء عدد من الجسور التي من شأنها الاسهام بشكل كبير في حل مشكلة الازدحام الدائم؛ إضافة إلى إظهار المدينة بشكل عصري يليق بطابعها المدني. • أغلب إن لم يكن كل شوارع المدينة مليئة بالحفر والمطبات، ونادراً ما تجد شارعاً خالياً من هذه الحفر والمطبات التي إما بفعل فاعل أو بسبب الإهمال وغياب صيانة الشوارع، ويبدو أن تعز لن تكون تعز إذا لم يتضمن أي شارع فيها حفرة أو اثنتين وكأنها علامة مميزة ومسجلة لتعز وشوارعها، وقد علّق أحدهم ساخراً بأن : يتم استغلال هذه الحفر لغرس الأشجار، على الأقل بوجود شجرة سينتبه أصحاب المركبات إلى وجود حفر. • بالله عليكم تعز وهي بهذا المنظر المؤسف هل تستحق أن تكون عاصمة للثقافة؟.. الثقافة ليست مجرد أنشطة وفعاليات ثقافية ومهرجانات غناء ورقص ومسرح وأمسيات وصباحيات شعرية، هذا إن وجدت، الثقافة هي مدينة نظيفة ومنظمة ومرتبة وسلوك راقٍ وتعامل حضاري مع بعضنا البعض ومع الآخرين، واحترام للأنظمة والقوانين، والتخلي عن كافة السلوكيات المتخلفة المسيئة لتعز وأبنائها. • إذا ما أتى زائر إلى تعز تُرى كيف سينظر إلى المدينة، وماذا سيقول عنها وهي بهذه الحالة؟ بالتأكيد لن يصدق أن مدينة على هذا الحال عاصمة للثقافة، وأن المدينة التي كانت مثالاً وقدوة من الطراز الأول في نظافتها وتنظيمها وترتيبها وسلوكيات أبنائها المدنية على مستوى الوطن، لم تعد سوى مدينة غارقة في الفوضى والعبث، وقد سمعت أكثر من تعليق حول ذلك، فأحدهم قال لي بالحرف الواحد: «بالله عليكم هل هذه تعز المدنية وعاصمة الثقافة»؟!. • تعز اليوم لم تعد تعز التي كانت عليه قبل بضع سنوات، لقد تغيرت كثيراً ولكن إلى الأسوأ، فمن شوارع مليئة بالمطبات والحفر؛ إلى مجارٍ طافحة في أغلب جنبات المدينة؛ إلى فوضى مرورية عارمة؛ إلى سلوكيات متخلفة أصبحت بديلة عن السلوكيات المدنية التي تميز بها أبناء تعز، ولا نجافي الحقيقة إذا قُلنا إنه لم يعد فيها أي مظهر من مظاهر المدنية. • لا أبرئ أحداً، الجميع مسئولون عن هذا الوضع المؤلم الذي وصلت إليه تعز، فأبناء المدينة يسيئون بقصد ومن غير قصد إليها، بعدم احترامهم للأنظمة والقوانين وتخليهم عن السلوكيات المدنية الحضارية، غير أن المسئولية الأكبر تقع على عاتق القائمين على أمور هذه المحافظة، الذين لا يقومون بدورهم في فرض احترام الأنظمة والقوانين والحفاظ على مدنية تعز وطابعها الحضاري ومظهرها الجمالي، تركوا الحبل على الغارب لتصبح الفوضى والعبثية هي سيدة الموقف. • ما الذنب الذي جنته تعز لكي نعاقبها بهذه القسوة وهذا الإهمال ونتركها غارقة في القمائم وفريسة للفوضى والعبث الذي ينخر في جسدها؟..تعز لا تستحق كل هذا، لم نعد نريد أن تصبح تعز كمدينة دبي، فقط نريد تعز النظيفة والمنظمة، تعز المدنية والثقافية قولاً وفعلاً، وهو أمر ليس بعيد المنال إذا ما تحمل الجميع مسئولياتهم، ساعتها فقط يمكن الحديث عن استعادة تعز لريادتها العلمية والثقافية والحضارية والسير في الطريق الصحيح لتكون عاصمة فعلية للثقافة وليس عاصمة للفوضى والعبث والسلوكيات المزعجة. [email protected]