الاغتيالات أكبر أدوات الشيطان خبثاً, إنها تختار أهدافها بعناية، هم أولئك السلميون البعيدون عن استخدام العنف.لقد كان الدكتور المتوكل رجل قلم وكلمة، قوته في اللاعنف وهي قوة تبقى حتى بعد الممات ويخاف منها القتلة باعتبارها قوة مدمرة للعنف والكراهية والخراب ...يختلف مع الآخرين ويتفق لكنه يبقى صاحب مشروع سلمي وحوار مثله مثل شرف الدين وجدبان، وهؤلاء ذهابهم على حساب السلم والسياسة وخسارة وطنية ...المتوكل لم يكن يسير في موكب مدرع ومئات المرافقين لأنه كان لا يكره أحداً ولم يقتل أحداً ولايشكل خطورة على أحد، بينما اعتبره البعض قوة ناعمة تشكل خطورة على مشروع العنف والحرب وهدفاً سهلاً في نفس الوقت، من خلاله يضرب المشروع المدني والسلم الاجتماعي خاصة في هذا الظرف. كان قبل موته يتحرك بعلاقاته مع الجميع من أجل الدولة الديمقراطية التي يسعى لها، بعيداً عن لغة الدماء، مؤكداً انسحاب المليشيات من المدن باعتبارها عملاً عبثياً وتدميراً. هو أحد رموز التيار المدني الذي يكره التعصب والعنصرية وأوهامها المميتة وظهر ذلك في كتاباته ونشاطه السياسي المدني وتطبيقاته اليومية ...في أفكاره وفي «رضية المتوكل» ابنته التي فرضت احترامها على الجميع بعفويتها ونشاطها الإنساني النبيل المنحاز مع الإنسان وحقوقه والمواطن وهمومه. لقد اغتيل المسالم محمدالمتوكل ليقتلوا بذلك محاولات لملمة جراح اليمنيين، بينما القتلة يسرحون ويمرحون في طول البلاد وعرضها بمواكب مدججة بالسلاح والآر بي جي والسيارات المفخخة. الهدف من اغتيال المتوكل هو إحداث مزيد من العنف وخلط الحابل بالنابل لقطع الطريق على المحاولات المنهكة التي تسعى لإطفاء الحرائق وإنقاذ ما تبقى من الدولة والسلم الاجتماعي.. والمستفيد من اغتياله هو كل من يقف ضد مشروع الدولة ويعلي من شأن العنف والسلاح والدم وكل هؤلاء مشاركون بقتل المتوكل واغتيال الوطن. إطلاق الاتهامات جزافاً قد يكون نوعاً من إكمال المسرحية وتتميماً لأهداف القتلة ... ولهذا على الجميع أن يتجهوا إلى تشكيل الحكومة لا عرقلتها، لأن غياب الدولة هو الذي سيجعل الدماء لا قيمة لها والقاتل «يترندع» في بيت عزاء الضحايا. إذا عجز الناس عن إنقاذ صنعاء من الفوضى، فإنهم سيكونون أعجز عن البحث عن قاتل «المتوكل» أو غيره في كومة من السلاح وغابة قتلة محترفين. [email protected]