أعلنت المصادر اليمنية والخارجية أن أكثر من نصف مليون يمني نزحوا من بيوتهم في مناطق الصراعات الداخلية. وفي كل فصل شتاء تزداد معاناتهم في مرابضهم التي يفترشون الأرض ويلتحفون السماء بدون طعام كان أو مياه أو دواء وليس أمامهم ملاذ آخر حتى لو فكروا في العودة إلى قراهم وبيوتهم إما دمّرت عن آخرها أو لم تعد صالحة للسكن من كثرة الضرب بالمدافع والعبوات الناسفة والقذائف الصاروخية. وفيما النازحون المحليون يواجهون ظروفاً قاسية مازال المهاجرون الأجانب من أفارقة وغيرهم يتدفقون على السواحل والمنافذ البرية وينطلقون منها إلى المدن القريبة والبعيدة عن أماكن ومواقع هبوطهم، منهم من يمشون راجلين أفراداً وجماعات، رجالاً ونساء، وينتشرون في الأحياء، ومنهم من يجدون أعمالاً ومهناً حرة أو لدى بعض الجهات الخاصة والعامة، ويتخذ الكثير منهم الدكات الملاصقة لبعض المؤسسات والجمعيات الخيرية لتسجيل أنفسهم فيها بغية الحصول على إعانات منها مثل الجمعية الخيرية لبيت هائل سعيد أو في باحات المساجد الداخلية وقسم منهم يمرّون في الشوارع ويدخلون المحلات التجارية والأسواق الشعبية لطلب حق (السبوه) أي الصبوح أو حق العلاج والملابس. وإذا كان النازحون المحليون لاتكفيهم المساعدات التي ربما لم ترتفع نسبتها بارتفاع أعدادهم وقد شاهدنا ماهم عليه عبر بعض القنوات فإن النازحين السوريين في كل من الأردن ولبنان يتهددهم برد الشتاء المصحوب بالثلوج بالموت كما حذّرت الأممالمتحدة من ذلك عقب إعلان المنظمات التابعة لها أنها ستتوقف عن أمدادهم بما يسد الرمق الأخير من غذاء وملابس وخيام وأدوية لعدم حصولها على الدعم من الدول المانحة التي أعلنت من قبل أنها ستتبرع ببعض ملايين لكنها لم تفعل، والذين كانت لديهم أموال نقدية دفعوها مقابل نقلهم فوق قوارب وسفن متهالكة للوصول إلى الدول الأوروبية، وقد مات منهم الكثير غرقاً قبل وصولهم إلى الشواطئ، ومن يصل منهم يحتجزونه كما تُحجز الحيوانات في الموانئ عدة أيام وأسابيع حتى يُبت في شأنهم بالإقامة المؤقتة أو العودة إلى بلدانهم قسراً. وفي اليمن يُقال إن أكثر من مليون لاجئ أفريقي موزعين في معسكرات في عدة محافظات ربما إن أوضاعهم أفضل من أوضاع اللاجئين اليمنيين لأنهم يحصلون على إعانات نقدية وعينية بصورة ثابتة وطبيعية وأكثر مما يحصل عليه اللاجئون اليمنيون بكثير، ومع ذلك فهم يتسلّلون من المعسكرات بحيث نجدهم في كل مكان من البلاد غير الذين يقوم مهرّبون يمنيون بتهريبهم إلى بعض الدول المجاورة بعد احتجاز لفترات معينة مقابل آلاف الدولارات خاصة في بعض مناطق الحديدة، أي مجهول ينتظر هؤلاء وأولئك أكثر من هذا؟.