ها نحن نحتفي بذكري المولد النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة والسلام والتي تصادف ال 12 من شهر ربيع الأول من كل عام هذه الذكرى التي مثلت في ذلك الحين، البداية الأولى لفجر ميلاد جديد، من حياة أمة العرب سواء في شبه الجزيرة العربية، أو المناطق العربية الأخرى التي كانت في حالة تخلف وجهل كبيرين قبل الإسلام والتي كانت تعيش في جاهلية مفرطة من أمرها، فضلاً عن ما كان يسود فيها من أعراف وتقاليد تتنافى وحياة الناس في تلك المرحلة الماضية لذلك كان لهذه الذكرى دلالات ربانية عظيمة، فيما تضمنته من حيث مضمونها الاجتماعي والإنساني والذي كان له أبلغ الأثر على واقع حياة القبائل التي كانت تعيش في مكة.. وما جاورها حيث إنها كانت تمثل مجتمعات بدوية عشائرية جهوية قائمة في تعاملها على العبودية للإنسان مستغلة لأحوال الناس الضعفاء والفقراء والمساكين سواءً من أبناء جلدتهم أو غيرهم، علاوة إلى قيامهم بعبادة الأوثان والأصنام من دون الله لذلك كان لهذا الحدث العظيم من حياة الرسول، دلالات وعبر عظيمة ينبغي التعاطي معها وأخذها بعين الاعتبار. لاسيما في هذه الفترة المغايرة لحياة الأمة الإسلامية والتي بتطلب منها أن تكون عند مستوى المسئولية ولذلك لما تعانيه أمة الإسلام في الوقت الراهن من أوضاع مأساوية وهذا ما يلاحظ اليوم من أعمال مخالفة لكتاب الله وسنة رسوله الكريم الأمر الذي يفرض على أمة الإسلام مراجعة كاملة والوقوف أمام ما يجري من تمزيق لأوطانها وقومياتها وهوياتها الوطنية ولعقيدتها الإسلامية ينبغي أخذ العبر والدروس الماضية والتي مر بها المسلمون ابتداءً من البعثة الأولى لرسول السلم والسلام.. ومن بعده أصحابه من الخلفاء الراشدين.. الذين حملوا هذه الرسالة ودافعوا عنها وحافظوا على مسيرة الإسلام إلى أن بلغت أوجها في عهد الدولة الأموية، والعباسية، وذلك بعد أن وصلت إلى أرجاء المعمورة كلها عن طريق تلك الفتوحات الإسلامية وتحقيق الكثير من الانتصارات على أعداء الإسلام والذي كان لها من التوسع غرباً، بعد إزاحة عرشي كسرى، وهرقل الروم، ومن ثم تأسيس دولة عربية إسلامية في الأندلس. والتي عملت على توفير الأمن والأمان لكل الطوائف الموجودة فيها، عن طريق وضع قوانين ودساتير تحترم حقوق الناس جميعاً بغض النظر عن دياناتهم ومذاهبهم وطوائفهم، أو حتى آراءهم رغم بعض المساوئ التي حدثت، لكن تلك مثلت نقلة نوعية في حياة المسلمين آنذاك. لذلك هل نتعظ من ما يحدث لنا في الوقت الحاضر من مآسٍ وقتل وتشريد وتنكيل لأبناء الأمة الإسلامية فضلاً عن غيرهم من أبناء الأديان والطوائف الأخرى. رابط المقال على فيس بوك رابط المقال على تويتر