يشكل إصلاح الأوضاع العربية أهمية بالغة لما له من مردودات إيجابية على المجتمعات العربية .. والاتجاه نحو الإصلاح أمر لا يمكن تجاهله أو تحاشيه أياً كانت المبررات ، ولابد من التسليم بأن هناك حاجة ملحة له على كافة المستويات ، بدءاً بالإصلاحات السياسية والاقتصادية ، وتوافر أجواء الحرية والديمقراطية .. حتى تعاد الثقة والمصداقية للجماهير العربية ، وحتى يتاح المجال للمشاركة في مختلف الإصلاحات من خلال تحريك قوى المجتمعات في مختلف مناحي الحياة وبالأخص المشاركة بفاعلية في العملية الاقتصادية .. وبالتالي لابد أن يستجيب الإصلاح لاحتياجات المواطن العربي وتطلعاته .. على أن يتسم بشمولية التوجه في الجوانب المختلفة إلى جانب تحديد أدواته وآلياته .. ولكي تتحقق الثقة والمصداقية لدى الجماهير يجب مراعاة تطلعات المجتمع المدني لشكل الحكومات .. ثم لابد ومن الأهمية بمكان قيام الحكومات العربية بمحاولة إيجاد صيغة للتعامل مع المجتمع المدني جمعيات ونقابات ومختلف المنظمات .. والحقيقة الواضحة أن الدعوة للإصلاح .. تتوقف على كسب ثقة الشعوب من خلال العمل الحزبي والعمل النقابي وأي عمل منظماتي متاح .. بحيث تلتقي في سبيل الإصلاح الإرادة الشعبية بالإرادة السياسية .. ذلك هو البعد الداخلي للإصلاح أما البعد الآخر فهو البعد الخارجي الذي يجب أن يتكامل ويتضافر مع البعد الداخلي لما يشكله من أهمية .. وأهم عناصره حل المشاكل الإقليمية .. وبالأخص الصراع العربي الإسرائيلي الذي يحتم على المجتمع الدولي إيجاد آلية فاعلة لحل هذه القضية بصورة عادلة تلزم جميع الأطراف بتنفيذها دون مراوغة أو تحايل .. كما أن على المجتمع الدولي التعامل بوحدانية المعايير مع قضية أسلحة الدمار الشامل .. لا كما يحدث في الوقت الحالي من ازدواجية في التعامل .. كل ذلك سيخفف من مشاعر اليأس والإحباط التي تولد العنف والتطرف .. كما سيوفر عنصر الأمن والاستقرار في جميع الظروف .. وكما أن هناك قوى داخلية تتعارض مصالحها مع الإصلاح والتغيير على أي حال .. هناك أيضاً قوى خارجية لها مصالحها في عدم الاتجاه نحو الإصلاح مهما كانت الأحوال .. ولهذا يجب البحث عن مؤيدي الإصلاح على مختلف المستويات بكل جدية .. طالما توفرت الرغبة الحقيقية لتحقيق إصلاح الأوضاع الذي يمكن من خلاله تحقيق تطلعات مجتمعاتنا العربية .. تلك خطوط عريضة للإصلاح المنشود .. مع مراعاة ما يناسب كل مجتمع من إصلاحات تنطلق من احتياجات وتطلعات أبنائه دون إطار محدود .. فليست هناك وصفة جاهزة للإصلاح تناسب جميع الأقطار العربية ، والمهم هو أن يعمل كل قطر على تبنى ما يناسبه في إطار مصالحه الوطنية والقومية .. وتلك هي القضية. [email protected]