سيظل مستقبل اليمن والعالم العربي مرهون بالنهضة العلمية والمعرفية .. وتفعيلها في شمولية استخدام التكنولوجيا وتوطين البحث والتطوير العلمي والأمر يتطلب العمل بجدية على تكثيف الجهود في القضايا التنموية بمختلف المجالات الحيوية.. والتركيز على قضايا التأهيل والتدريب بصورة أساسية من خلال تعديل المناهج وإصلاح البرامج التعليمية.. والمزيد من الاهتمام بمجالات البحوث العلمية.. يضاف إلى ذلك توفير الإمكانيات اللازمة لإيجاد قاعدة معرفية ومعلوماتية.. فما زال التوجه محدوداً نحو البحث العلمي والمعرفة العلمية، والتعامل مع شبكة المعلومات على التدريب والتأهيل والتحصيل المعرفي على المستويات المحلية أو العربية.. وذلك ينعكس بصورة سلبية على التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية.. ومازالت الموارد البشرية والمادية لا تستغل بالشكل الأمثل في المجتمعات العربية، وحتى الآن لا يفي التعليم بخدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.. ولا يلبي متطلبات السوق والتنمية البشرية.. ولا يواكب شكلاً ومضموناً ما يجري من تطورات عالمية.. فالمناهج التعليمية منفصلة عن قضايا العصر العلمية والفكرية.. ومخرجات التعليم ومدخلاته لا تتناسب مع التنمية البشرية.. ورغم المبالغة حول الإنفاق على التعليم والدعوة إلى ترشيده على التعليم الجامعي والتعليم العالي في الخارج أو ربما الدعوة لإيقافه بصورة نهائية.. مع علم الجميع بما يشكله من أهمية في سبيل تطوير العملية التعليمية.. وبالأخص في مجالات التخصصات العلمية النادرة التي لا مجال لدراستها في الجامعات الوطنية .. أو التخصصات التي ربما تكون دراستها محلياً دون المستوى العلمي المطلوب وتلك أمور واضحة وجلية لذوي الشأن المعنيين بالشؤون التعليمية... إلا أن حقيقة الأمر غير ذلك تماماً فالإنفاق على التعليم محلياً وعربياً لا يلبي احتياجات التطورات العلمية والمعرفية والتكنولوجية التي يشهدها العالم على سطح الكرة الأرضية.. وتؤكد ذلك جميع الشواهد كما تؤكدها التقارير الاستراتيجية العربية .. ويجب أن نعلم جميعاً بأن تصنيف البلدان ومستوى تقدمها أو تخلفها في هذا العصر أصبح يقاس من خلال من يملك العلم والتكنولوجيا والمعرفة العلمية، ومن لا يملك هذه العناصر الأساسية.. ولذلك فلا بديل للاهتمام بالعلم والمعرفة والتأهيل والتدريب وحرية البحث العلمي وتطويره والإنفاق عليه في مختلف المجالات المعرفية.. وتلك أسس التطوير والتنمية في جميع المجالات الحياتية.. فهل توفر المناخ العلمي المناسب وتكاملت منظومة العلم والتكنولوجيا وأعطي هذا الأمر حقه من الأهمية ..؟ وهل تم تنظيم الإيفاد بصورة موضوعية بما يلبي حاجة الوطن ويحقق الأهداف التنموية..؟ كلنا ثقة بأن الوطنيين المخلصين بالجهات المعنية يحرصون على المصالح والثوابت الوطنية .. وبناءً على ذلك فالأمل كبير في معالجة قضايا التعليم أياً كانت مراحله بحكمة وروية.. بحيث تتخذ القرارات المناسبة في مثل هذه الشؤون المصيرية .. أليس هذا الشأن الحضاري والحث على تحقيق نهضة علمية ومعرفية في اليمن الميمون أهم من التهافت والهلع والاستماتة على كراسي السلطة أيها السياسيون الأشاوس ، وهل يمكنكم النظر إلى معاناة هذا الشعب الصبور المناضل وإلى ما يفيد أبنائه ، وإعطائه الفرصة لتحقيق آماله وتطلعاته المشروعة والتخلي عن المصالح الأنانية..؟ وتلك خلاصة القضية. [email protected]