الحملة التي توجّه ضد الإسلام لاتعنيه بشيء، فالأسوأ تلك الأفعال التي تصدر من أبنائه، والتي يُراد إيصالها إلى أن الإسلام بهذه الصورة يحمل جرائم القتل والإرهاب ونسف من يقف في طريقه وإزاحته حتى ولو كانت الطريقة خاطئة. يقف الدين الإسلامي مع مبادئ القيم الإنسانية ويرفض الأساليب المسيئة إليه وإن تسمّت باسمه وقُصد به من منظور فاعليه، وتقف تعاليم المسيح عيسى عليه السلام مع قيم التسامح ويرفض الخارجين عن تعاليمه وشقاق الآخرين، وتعميم المقاصد مع مخالفيه. التطرّف الديني لايعني القتل فقط ولاينحصر في فئة دون آخرى، فكما وُجد من أساء إلى الإسلام وهدمه من الداخل، فهناك من أساء إلى المسيحية واليهودية في أساليب التطرّف الديني وبما يحتويه من إشكاليات الفكر والإعلام...إلخ. احترام حرية الآخر في الدين والفكر بغض النظر عن صحة المعتقد من عدمه هو ما أراده الله في أديانه ورسالاته المنزلة على رسله وأنبيائه للعباد جميعاً لكل العالمين. (شارلي) جزء من خطأ إعلامي وفكري مكرّس لنشر ثقافة التهييج التي تقود بعض ضعفاء النفوس الدينية للسلوكيات الخاطئة، و (كواشي) جزء من خطأ في حق الدين ينشر ثقافة الكراهية والقتل واستخدام الوسيلة الخاطئة في حق الإسلام وإظهاره بصورة مسيئة للعالم مسلمين وغير مسلمين. (شارلي) و (كواشي) صورتان لاتمثّلان قيم وفكر (المسيحية والإسلام). شارلي وكواشي صورتان مسيئتان في مساحة الدين والفكر، وضحية التعبئة الخاطئة. [email protected]