صحيحٌ أن إسرائيل من أكبر الدول الإرهابية في العالم، ومن أكثر الدول انتهاكاً لحقوق الإنسان، وأن قادتها بدءاً بموشي ديّان وارئيل شارون إلى نتنياهو وما بينهما ومن سيأتي بعدهم من جهابذة الإرهاب وأساتذة الوحشية قد ارتكبوا الكثير من المجازر الوحشية في حق الشعب العربي بفلسطين ولبنان، فإسرائيل دولة قامت على الإرهاب والقتل وسفك الدماء منذ اللحظات الأولى لزراعتها في خاصرة العرب بدءاً من ديرياسين ومروراً بمذابح صبرا وشاتيلا وصولاً إلى قنا وغزّة وما سيأتي من مجازر على يد الصهاينة في قادم الأيام، ومع ذلك وإذا ما قارنّا بين جرائم إسرائيل اليهودية منذ قيامها وحتى اليوم رغم وحشيتها وبين جرائم تنظيم «القاعدة» وفروعه من التنظيمات الإرهابية مثل «النصرة» و«جند الشام» و«أنصار الشريعة» وغيرها من المسمّيات لتحوّلت إسرائيل إلى حمل وديع أمام بشاعة ووحشية وإرهاب هؤلاء، ولوجدنا أن عدد من قُتلوا على يد «القاعدة وداعش» وغيرهما خلال الأربع السنوات الأخيرة من العرب والمسلمين أضعافاً مضاعفة، مقارنة بأعداد من قتلتهم إسرائيل منذ أربعينيات القرن الماضي وحتى اليوم، وما مذبحة المركز الثقافي في إب وكلّية الشرطة بصنعاء عنّا ببعيدة. والأهم من هذا أن إسرائيل دولة يهودية ومعادية وتعتبر نفسها في حرب دائمة، وقتلها للعرب ضرورة لبقائها واستمرارها، أما «القاعدة» وأخواتها من التنظيمات الإرهابية فتمّ إعدادها لتدمير الدول العربية والإسلامية، وتتفنّن في قتل شعوبها وبكل وحشية وبأبشع الأساليب، لا فرق بين طفل وامرأة وشيخ، ولا فرق بين مسيحي ومسلم، سنّي وشيعي، سوري أو عراقي، مصري أو يمني؛ فكلهم أهداف مشروعة للعصابات الإرهابية التي كلما زاد عدد الضحايا زادت وحشية ودموية وارتفعت شراهتها للقتل والتدمير وسفك الدماء..!!. كما أن اليهود يزعمون أن قتلهم للعرب تنفيذ لتعاليم التلمود وكتابهم المقدّس، أما الإسلام الذي يدّعي هؤلاء أنهم من أتباعه وأن جرائمهم الإرهابية جهاد مقدّس في سبيل الله، فهو دين رحمة وسلام ومحبّة يحرّم قتل النفس ويراها أعظم حُرمة من هدم الكعبة حجراً حجراًً. فما مبرّر هؤلاء القتلة غير وحشيتهم المفرطة وجهلهم بجوهر الدين الإسلامي، أو بالأصح تجاهلهم لما جاء به الإسلام من قيم وأخلاقيات لا تخفى على أحد من العالمين. لا أقول ذلك من باب الدفاع عن الصهاينة وتحسين صورتهم القبيحة، ولكن من باب المقارنة بين وحوش اليهود ووحوش من يدّعون الإسلام، فكم هو مؤلم وأنا أرى أبناء بلدي يُقتلون كل يوم باسم الإسلام وعلى يد من يزعمون أنهم مسلمون. وكم هو مؤلم أن نرى الجثث والدم والأشلاء وهذا الخراب والدمار يعمُّ الوطن وعلى يد بعض أبنائه الذين ضلّوا السبيل وحلّقوا بأجنحة الشياطين؛ وهم يظنون أنهم يُحسنون صُنعا.