المؤسسة الخيرية التفاتة إنسانية بحتة ونموذج يحتذى به وتعد من أفضل المؤسسات الرائدة في هذا المجال هي كما في عنوانها منظمة جماهيرية طوعية خيرية غير حكومية، تأسست في تعز قبل أكثر من عقد من السنين بمبادرة من قيادة مجموعة هائل سعيد أنعم, وكالتفاتة إنسانية بحتة نحو شريحة الصم والبكم والعمي والمعاقين الباقين والذين لم ينظر إليهم أحد ممن ظهروا بعد قيام الوحدة اليمنية عام 90 كالمطر الحامضي الذي نقل إلينا رذاذ البترول المحترق من الكويت بفعل التفجيرات لآبار البترول الكويتية بأمر من صدام حسين الذي قصد بفعله ذلك إيقاف الزحف الدولي الذي قادته الولاياتالمتحدة وتشكل من أكثر من ثلاثين دولة غربية وشرقية، وكلها كانت تريد تقاسم الكعكة الكويتية والعراقية معاً. غير أن تلك المنظمات والجمعيات التي توزعت عناوينها في جهات كلها كانت تحمل عناوين مؤثرة للعمل الخيري الإنساني قبل كل شيء من أطفال يتامى ومعوقين ونساء مظلومات وشباب ورجال محرومين من الصحة والغذاء والحركة، ولم نعد نسمع لها رنيناً ولو خفيفاً، ولا تذكرنا بها إلا سندات الاشتراك فيها والمبالغ التي تبرع بها عدد كبير من اليمنيين حباً في عمل الخير على أولئك الذين طافوا المؤسسات والبيوت والأسواق التجارية ومنازل ومكاتب رجال الأعمال والتجار والموظفين والمدارس لجمع ما جمعوه وأصبح كثيراً ثم لاذوا بالفرار - إن صح التعبير - ولم يسمع عنهم أي نبأ عن تواجدهم في الداخل أو الخارج ومن هو مريض أو ميت أو مسجون على ذمة قضايا مرتبطة بذلك النشاط الذي ذرته الرياح في الهواء ومعه عشرات المتطوعين على مالهم وإن كان قليلاً. لكن هذه المؤسسة الرائدة والرائعة والتي كانت معهداً إلى العام الماضي، وكنت قد قلت في مقال سابق بأنه يجدر بمن يزورها أن يسميها أكاديمية؛ لما تحويه من أقسام ومعدات وورش وأجهزة سمعية وبصرية ونجارة وحدادة وحياكة وسباكة وصناعة الأثاث المنزلي والمدرسي والمساجد بجودة ترقى إلى مستوى ما تنتجه منها المصانع والمعامل في أي بلد متقدم في صناعة هذه الأشياء وبشهادة زوار المؤسسة حالياً والمعهد سابقاً لاسيما الأجانب الذين أعجبوا كثيراً بما رأوه وشهدوا بأنه نموذج يحتذى ويحتفل به في بلدانهم والاستفادة من تجربته لديهم والتنسيق معه كنوع من تبادل الخبرات النافعة. وفي كل اجتماع لمجلس إدارة المؤسسة والجمعية العمومية تقرأ التقارير المفصلة عن سير العمل والإيرادات والمصروفات والموجودات والاستهلاك والاستثمارات كشركة السكر والمديونيات المتنوعة والمخزون والإيرادات المستحقة وسلف وقروض العاملين وتبرعات محلية وخارجية وإيرادات رسوم التخطيط السمعي وأشياء أخرى يحددها الأعضاء في مجلس الإدارة ملموسة وموثقة، بما لا يترك مجالاً للشك بأن القائمين على المؤسسة من رأس الهرم السعيد إلى أدناه يولون تلك الشرائح ما يعجز بعض الآباء عن تقديمه لأبنائهم الذين من أصلابهم.