«1» شتان بين شخص يعيش تجربة حياة، وآخر يعيش تجربة موات؛ فأنت عندما تعمل وتنجز وتبدع وتغيّر هذه تجربة حياة.. أما عندما تتكاسل، وتنكمش، ولا فرق بين أمسك وغدك؛ فتلك تجربة موات. أقول : ما أكثر «الموات» في العالم العربي الكسير ! «2» مهما كان العفن الطافح على السطح.. مهما كان صوت الطلقات النارية مدويًا.. في الأخير ستنتصر إرادة الحياة على كل دعاة الموت من كل صنف. «3» الحياة تنتظركم، فلماذا تشيحون عنها، وتذهبون إلى الموت ؟ «4» بعض الناس لا تعرف ما الحياة الكريمة؛ فهم كاليهود أحرص الناس على حياة، أي حياة والسلام! «5» عندما نستجدي الحياة من صنّاع الموت؛ تصبح الحياة بلا قيمة. «6» إلى السياسيين: لا تعبثوا بالناس في أحلامهم، فالحلم خير ذخيرة الناس في هذا العصر، كي يتحملوا عبءَ الحياة. «7» إلى الشباب: اقرأوا سِيَر العظماء من بني الإنسان، فإنها تعلمكم الحياة، فكم عبرة في سيرة. «8» يجب أن لا نفقد إنسانيتنا؛ لأنها رأس مالنا الذي نعيش به في هذه الحياة. فلا تديّن بلا إنسانية، ولا إنسانية بدون حب الناس، الخصوم قبل الأصحاب ! «9» الإسلام دين الحياة، وليس دين الموت. والعيش في سبيل الله هو أعظم وأسمى من أي موت. والنبي عليه السلام لم يتمنَ الموت لأحد، بل جاء رحمةً للعالمين، وليس للمسلمين فقط. «10» قدّموا مشاريع حياة، لا مشاريع موت. فلن يثبت ولن يبقى على ساحة الحياة إلا من له مشروع حضاري حياتي للأمة كلها.. أما المشاريع الجزئية، كلها فقاعات فارغة. «11» تفكرتُ في أحوال الناس فوجدت العجب العجاب، وكأن الحياة اليومية «فيسبوك» كبير، والمشاركون فيها يبدلون «وجوههم» على حسب الطقس! «12» أسوأ المعارك في الحياة، هي معركة الأمعاء الخاوية! «13» أعرف أن حالة اليأس مكتسحة اليمنيين هذه الأيام بسبب الأحداث الجارية، لكن التفتوا إلى التاريخ. لا أقول التاريخ القديم، انظروا فقط لأهل فلسطين، منذ وعد بلفور المشؤوم 1917م إلى اليوم وهم تحت نير الاحتلال، لكن الحياة مستمرة والنضال مستمر رغم الخيانات الداخلية والصمت والتآمر العالميين ضدهم، ولعل معركة غزة الأخيرة «2014م» أكبر دليل على الصمود الأسطوري لهذا الشعب العظيم. تعلموا أيها اليمنيون أن الشعوب لا تموت، الشعوب لا تموت إلا إذا أرادت هي أن تموت فقط. «14» وأخيرًا: تعبٌ كلها الحياةُ فما أعجب... إلاّ منْ راغبٍ في ازديادِ! أعتقد أن الشاعر أبا العلاء المعري لم يقل هذا البيت من فراغ! فالحياة فعلاً تعب. [email protected]