منذ سنوات والأزمة السياسية تنشب مخالبها في جسد الوطن فيما الأطراف والقوى السياسية التي أنتجت الأزمة وكانت مسئولة عن بقائها واستمرارها وتفاقمها، تختلف وتتحاور ثم تتفق وبدلاً من التوجه لتنفيذ ما اتفقت عليه نراها تسارع إلى الانقلاب على ما اتفقت عليه وتختلف لتعود للتحاور من جديد والبحث عن اتفاقات جديدة تختلف عليها أيضاً وهكذا .. والنتيجة وطن مثخنً بالجراح وشعب يطحن برحى الأزمة ويتجرع مرارتها كل يوم، وأزمة تتواصل وتزداد ضراوة، وحوارات سياسية لا تنتهي، واتفاقات وتفاهمات لا يتم تنفيذها. وإذا ما نظرنا إلى الواقع اليمني اليوم سنجد أن بقاء الأزمة مرتبط وبشكل مباشر بالقوى السياسية المتصارعة والتي لا تريد تقديم أي تنازلات لصالح الشعب والوطن، ولا ترغب أبداً بتحقيق توافق سياسي يفضي إلى طي صفحة الأزمة وفتح آفاق من الشراكة والمصالحة الوطنية والاتجاه صوب بناء اليمن الجديد، لأن المحرك والموجه لهذا الصراع الدائر هو المصالح الحزبية والمذهبية.. الخ وهنا بيت القصيد كما يقال. من حق أي حزب أو قوى سياسية أن تدافع عن مصالحها وتعمل كل ما تسطيع لحمايتها لكن ليس من حق أي قوى مهما كانت شعبيتها أن تسوق الوطن وشعبه قرباناً على مذبح مصالحها الحزبية... ومن هنا لابد أن يدرك جميع المتصارعين أن مسئولياتهم تتعدى حدود الحزب والقبيلة والمذهب وأن مسئولياتهم هي الحفاظ على وطن وحماية مصالح شعب لا زال يأمل أن يجد الخلاص وينعتق من هذا الكابوس المزمن المسمى أزمة ويخطئ من يراهن على بقاء الأزمة واستثمار معاناة الشعب لأن رهانه سيقوده إلى خسارة أكبر من المكاسب التي حققها... فيا هؤلاء لانريد منكم أن تتحاوروا من أجل مصالحكم ومصالح أحزابكم، وليكن الوطن ومصالح الشعب هو العنوان الأبرز لحواراتكم وهو أيضاً نقطة الالتقاء لاتفاقاتكم فهل أنتم فاعلون؟!