عيد الحب العالمي في 14 فبراير ، وخلافنا الفقهي حول الاحتفال به يعودان كل عام ! لكن بعيدًا عن كل هذا الجدال الذي لا ينتهي، أقول ما أحوج الناس إلى الاحتفال بهذه المشاعر النبيلة المكبوسة في كلمة «الحب» في وسط الضنك السياسي الذي نعيشه - نحن العرب- على امتداد الوطن العربي «الكسير» ! الحب ذلك الشعور النبيل الذي فقدناه في هذا العصر الممزوج برتابة الآلة الصماء التي جعلت الناس مثلها، فأصبحوا مجرد كائنات حية خالية من أي مشاعر نبيلة باستثناء ما يتصنعوه لنيل أوطارهم، فتجيء تلك المشاعر مثل الورود الصناعية خالية من أي رائحة وروح ! الحب ذلك الشعور الجامع لجمال الإنسانية في أبهى صورها.. إنه شعور تنبثق منه كل المشاعر الفياضة الأخرى كالإيثار والتضحية والعطاء إلى غيرها من مشاعر الكمال الإنساني. الحب على مستوى الذرّات وإذا كان الحب بين البشر يحتاج ليوم عالمي لتذكره، فلن نعدم وجود هذه المشاعر خارج نطاق البشر؛ فقد وجد علماء العلوم الطبيعية الحب في المادة الصماء ، بل في أصغر جزئياتها وهي الذرّات! وهذا ليس كلاماً بدون حيثيات، بل أنقل هذا الكلام من كتاب «رحلة عبر الزمن » للعالِم الكبير د أحمد زويل - الحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999م لابتكاره طريقة لتصوير الذرّات أثناء تفاعلها - عندما تحدث عن آلية التفاعل بين الذرّات في المرحلة الانتقالية حيث تفكك المواد الداخلة في التفاعل وتمتزج مع بعض لتكون نواتج التفاعل؛ حيث قال : “ ومن عجائب الذرّات أن بعضها يجذب بعضاً وتقع تلك الذرّات عندئذ في حب عميق «بئر الحب a potential well» بينما تصد بعض الذرّات بعضا، وتنفر كل واحدة من الأخرى وتظل تلك الذرّات متنافرة أبدا، ويبدو أن الذرّات مثل البشر، تكون منضبطة في علاقاتها أو تفاعلاتها بقوتين متعارضتين: التجاذب والتنافر، أو الحب والكراهية، والكثير منا نحن البشر، والذرّات أيضاً، يسلك كلا المسلكين معًا، أو يفعل الشيئين في وقت واحد، وهي التجاذب والتنافر أو الحب والكراهية وذلك في أثناء إقامة علاقات أو روابط جديدة، وفسخ أو تحطيم الروابط أو العلاقات القديمة. حتى إن د: زويل يُسمّي لحظة ارتباط ذرتين معًا بالقِران السعيد happy marriage ! وأخيراً: هَنِيئًاً لِمَن علَّمُوا الأبجديَّةَ كيفَ تُضيفُ إلى الحاءِ بَاءْ! الشاعر الكبير / أحمد بخيت [email protected]