بغياب الطمأنينة النفسية للمواطنين.وحضور وطغيان رأي السلاح لا العقل.يزداد تعرض المجال العام للمصادرة والخنق الذي يحدث في حياتنا بصورة ممنهجة ليطول ذلك خيارات التنفس والتعبير بحرية نفسية نشعر بها كما يفترض.لكأنما الظلام يتسرب إلى أحلامنا وطرق حياتنا التي لاتؤدي سوى إلى سراب الرؤى من حولنا ومحاصرة كل ماتبقى لنا من خيارات سلمية ضاغطة.لم يعد من أشياء وسمات جميلة كان يمكن عبرها ومن خلالها أن تتاح لنا اللحظات بفضاءاتها الطبيعية الأوسع والأكثر رحابة لحياة مستقرة كما يجب أو يفترض أن يكون.لكن حتى حدود التعبير النفسي تكاد توصد ابوابها ونوافذها في واقع يمني متأزم ومحاصر وحلم مختطف نعيشه. حينما يشعر المرء بغياب الحرية وتصبح قيمة مفقودة حتى في حدها الاستعاري واللفظي.تغدو كتابة عبارات وأفكار وصور يحبذ المرء كتابتها أمرا صعبا وعوامله غير متوافرة.وحين يشعر المرء منا بلاشيء أو حتى ملامح لمتراكم إيجابي أن وجد.وفي ظل أمكنة وفضاءات مغلقة ووعي يتغلق يومياً وفقاً لطقوسية الاستحواذ الاستبدادي الفردي يسود بعدها الشعور بالخوف وتسييسه كما يحدث ليغيب رأي المجتمع صاحب الحق الفعلي في الرأي والحقوق والحرية والكرامة التي يبحث عنها منذ عقود طويلة من المكابدات المستمرة و التضحيات الجسام. لن يبني دولة من ينتهك ويهدم ويدمر ويفجر المبنى!ولن يرفع صرحا في البلاد بقدر ما يشرذمها.كسابقيه.فكلٍ من ينتهج الكذبة والسوء بمثل ما درج عليه خطاب سابقيه أيضاً وبزعم «التغيير والثورجية» نجده اليوم يجسد أسوأ نموذج في الهدم لاالبناء. بل«الدين ميتية» المقيتة.فيما يراوح في استنساخ غبائه والمكابرة والانتهاك مثل من سبقه من سوابق وأفعال وممهدات الأصوليات الدينية والسياسية التي عاثت فساداً بتحالفاتها وتعد سبباً لما يجري اليوم كنتيجة فادحة. لن يرسي دولة من لايمتلك مشروعاً وطنياً للشعب ومن لايؤمن بقضية وطنية ولا بفكرة الدولة أصلا وقيمها المدنية لكل المواطنين دون تمييز.بل يستحيل أن يبني دولة القانون والعدالة من يضمر العداء لكل الشعب.أو حتى المختلفين معه.عدا سلاليته.لن يبقى ولن يدوم أي مشروع «يتبلطج»على الشعب ويترندح بالسلاح ويعيق بلداً ومستقبل بلد وخيارات شعب في الدولة والحرية والكرامة.ولا يقبل رأياً من الناس العُزل. لن يبني دولة من لايستطيع خطابه أن يتجاوزحدود «نشيد الموت»«والباروت والرصاص» وشحن الأتباع ضد كل من يخالفه حتى بمجرد الرأي.لا يستطيع أن يبني دولة بالكذب والزيف والشعارات المموهة والمزايدات واللعب بعاطفة لغايات “تفيد” وزعم مكافحة الفساد.لن يبني إستقراراً من يصادر حق الشعب في التظاهر السلمي ويجاوز ذلك إلى فعل الانتهاك والتعذيب بصورة مشينة وأفعال لاتسقط بالتقادم.خطاب كهنوتي يزعم التغيير والثورة باسم الشعب وما يراد من وراء ذلك باطل.لن يؤمِّن وطنا من يضمر الخوف والثأر والانتقام بانتهازية حيازته على السلاح نهباً وسلباً وتفيّداً من أملاك العامة. [email protected]