تبقى مسألة نعت الطفل في اليمن مثلا ب«الجاهل» حتى سن 18مسألة جارحة ومحض ادعاء من قبل كثيرين من الكبار سواء أكانوا من الآباء والأمهات أم من الأخوات والإخوة أو الأقرباء؛ وزعمهم للتعقل والعقل والحكمة كنوع من الاستبداد أو بالأحرى الاستعلاء الثقافي والمعرفي على الطفل أو من يصغرهم سناً بالوصاية عليه أو الإفراط في عد الكبار منظمات تربوية جاهزة للاستخدام والتهذيب..؟!. بعضهم يعتقد أن «الجهل» هو ألا تعرف شيئاً فحسب, في حين أن معرفة الشيء كما كنت قرأت على ما أذكر في فلسفة ايمانويل كنت, تبقى نسبية وليست معرفة ثابتة؛ لأن المعرفة متحولة غالباً كما الأفكار وبالتالي ليس من تحديد ثابت لمفهوم الجهل ذاته بأشياء معينة مثلاً ليقال أن فلاناً شخص جاهل بالشيء, في حين يمكن عد الجهل الصرف مسألة ليست لها علاقة حتى بكون المرء لم يقرأ مثلاً, فهناك أناس وتجارب وأميون قد نصادفهم في حياتنا يقولون حكماً وكلاماً وفلسفة دون أن يشعرون ربما, ما يجعل من بعض الأشخاص المتعلمين يتعالون على المجتمع أو بعض أفراده بالقول: «هؤلاء جهلة» أو فلان جاهل..!. هناك اعتقاد سائد لدى كثيرين من الآباء والأمهات في وصف أو نعت الطفل عادة ب«الجاهل» أو الشاب بال«جاهل» أو المرأة حتى ما دون سن 18 سنة, غير أن من لايزال يعتقد بهكذا أقوال واصطلاحات جاهزة دون بحث حجم صحتها علمياً الأرجح أنه يمارس الوصاية الدائمة والأبوية وادعاء العقل والتعقل عبره فيما تجده بنماذج كثيرة مستبداً ويبرّر للعنف ويزعم الحكمة ورجاحة الرأي والعقل ويرى ما عداه موسوماً بالجهل أو الجهالة.... إلخ. فحتى لو كان القصد أن يقول الأب أو العم أو الأخ مثلاً لطفله أنت: “جاهل” بمعنى أنك لا تدرك, أشياء كثيرة, مسألة فيها نظر «الطفل جاهل» نوع من التحقير والانتقاص من مواهب الطفل وإدراكاته وذهنه الصافي الذي لم يتلوّث بعوامل وثقافات واقعه المليء بأطنان الإشعاعات النووية الخطيرة التي تتسرّب من الكلام العام للناس غالباً في طريقة تعاملهم مع حياتهم وتعايشهم ونظرتهم إلى الآخرين من حولهم. “عاده جاهل” اصطلاح ثقافي شعبوي ينم عن جهل كبير لدى كثيرين من الآباء أو الأمهات وبخاصة منهم أو منهن ممن لا ينظرون إلى الطفل سوى بتصورات مسبقة أو ثقافة وأحكام قيمة ثابتة, وإن كان القصد الأبوي أو الأمومي منها قد يصدر لدواعي الحرص, وتنبيه البعض عن أمور أو أخطاء قد يكون الأطفال مثلاً أقدموا عليها, غير آبهين بأن صفة «الجاهل» ستلصق بهم حداً من العنف في بنية الخطاب واللغة الأبوية وفوقيتها «أنت جاهل» يقال للطفل غالباً في عمر متفاوت حتى ما دون الثامنة عشرة وقد يجاوزها, وهذا قول غير صائب على الأرجح بالضرورة, حتى كحالة من طريقة تفكير, محض ادعاء واستعلاء اجتماعي وسياسي كقطب معرفة يدعيها كثيرون دوناً عن أطفالهم وعدم التشارك معهم في الآراء. والحقيقة أنه توجد هناك طرائق تفكير وأساليب وآليات وأفكار ونظريات تصل إلى طبيعة صفاء الإنسان منذ الطفولة المبكرة, وبالتالي قابليته في أن يكون مجرماً أو منحرفاً حسب الثقافة أو الحيل الاجتماعية والأبوية للثقافة التي تدجنه,. العلم اليوم يدرس النشء والطفولة كقيمة واستنتاج في علم نفس الطفل والتحليل النفسي لمدركاته المعرفية ومقاربة سايكلوجيته وأفكاره المتقدمة وفق معيار النمو البيولوجي الطبيعي. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك