في عالم السينما يرضخ الممثلون وطاقم العمل في فيلم معين الى رغبة وتعليمات مخرج الفيلم في تعديل او حذف او إضافة او إعادة مشهد ما من مشاهد الفيلم او تعديل السيناريو او المونتاج او الإضاءة ..الخ , وذلك لكي يحقق الفيلم النجاح المطلوب من المشاهدة والإيرادات عند عرضه على شاشات السينما او القنوات التلفزيونية المتخصصة بعرض الأفلام السينمائية, ويرضخ طاقم العمل في الفيلم الى تنفيذ تعليمات المخرج إيماناً منهم بخبرته وتخصصه ورؤيته لقيمة العمل السينمائي , ومعرفته بمختلف الجوانب التي تحقق نجاح هذا العمل بالشكل الذي يعود بالفائدة لكل من ساهم فيه . ولذلك على الجميع الرضوخ لما يريد المخرج حتى لو كان لدى أي منهم اعتراضات او أفكار وأساليب أخرى لخدمة العمل , فالمهم والذي يتم تنفيذه هو ما يريده المخرج . هذا في عالم السينما ،أما في عالم السياسة فالمخرج عادة لا يكون شخصاً متخصصاً أو فناناً سينمائياً , وإنما قد يكون دولة عظمى او مجموعة دول وأنظمة لها مصالح معينة تسعى الى تحقيقها في دولة ما او منطقة معينة من العالم من خلال إجراء تغيير معين في هذه الدولة او المنطقة , عبر مجموعة من الممثلين في عالم السياسة والذين قد يكونون قيادات او شخصيات سياسية او أحزاب وتنظيمات سياسية او جماعات معينة ذات تأثير سياسي او اجتماعي او نفوذ عسكري في تلك الدولة او المنطقة المستهدفة من عملية التغيير. والفرق بين الممثلين في عالم السينما والممثلين في عالم السياسة أن الممثلين في عالم السينما يدركون تماماً أن المخرج يريد مصلحتهم جميعا من العمل السينمائي ،لان الجميع سوف يستفيد من هذا العمل السينمائي سواء المخرج او الممثلين والمنتجين والمساهمين في هذا العمل او المشاهدين والموزعين والمسوقين لهذا العمل , ولذلك يعمل هؤلاء الممثلون مع المخرج وطاقم العمل بروح الفريق الواحد لإنجاح هذا العمل . وقد لا يقبل المنتج او الممثلون و بعض أطراف العمل المشاركة في العمل السينمائي إلا بعد إدراكهم لقيمة هذا العمل وقدرة ومهارة المخرج في إدارة فريق العمل وحرصه على نجاحه لتحقيق مصلحة الجميع .. أما الممثلون في عالم السياسة او العمل السياسي فإنهم قد لا يدركون جيدا ما هي المصالح او الأهداف الحقيقية التي يريدها المخرج او المخرجون لهذا العمل السياسي من وراء المهام و الأدوار التي يقوم بها الممثلون في هذا العمل . و قد يدرك كل الممثلين او بعضهم هذه الأهداف او المصالح لكنهم يقبلون بالعمل ويقومون بأدوارهم كاملة في تنفيذ هذا العمل « كما يريد المخرج » لتحقيق مصالحهم الخاصة وتحقيق مكاسب مادية او سياسية من ممارسة أدوارهم في هذا العمل حتى لو كان الهدف من هذا العمل ونتائجه او ما “يريده المخرج” لا يحقق رغبة الجمهور المستهدف من العمل السياسي او التغيير المطلوب من قبل المخرج او المخرجين السياسيين . ورغم التباين الكبير بين نوعية وخصائص ومواصفات المخرج او المخرجين والممثلين وطاقم العمل وطبيعة العمل وكذلك الاهداف والأساليب بين العمل السياسي والعمل السينمائي , إلا انه في كلا العملين يلتزم الممثلون وطاقم العمل بما يريده المخرج . ومن منطلق ما سبق وفي خضم الأزمة السياسية التي يشهدها الوطن والتي تكاد تعصف بأمنه ووحدته وتذهب به نحو مصير مجهول لا يعلمه إلا الله , فإنني و معي الكثير من أبناء وطني الحبيب نتساءل : إذا كنا اليوم كشعب يمني نشاهد ونعايش أحداث ومتغيرات العمل السياسي الراهن على الساحة الوطنية , و نعرف جيداً الممثلين وطاقم العمل الذين يقومون بأدوار سياسية مختلفة في إطار أحداث ومشاهد هذا العمل . وندرك جيداً من هم أبطال هذا العمل السياسي ومنهم الكومبارس في هذا العمل , فمن هو المخرج الرئيسي والمخرجون المساعدون لهذا العمل . والأحداث التي تتضمنه . وما هي أهدافهم او مصالحهم الحقيقية من كل ذلك ؟ وما دورنا -كمشاهدين ومعايشين ومتأثرين بهذا العمل وأحداثه والأزمات المتتالية الناتجة عنه في وطننا الحبيب . - سواء تجاه هذا العمل او تجاه الأطراف المشاركة فيه من أبطال وممثلين ومنتجين ومخرجين . طالما أن هذا العمل بأحداثه ومشاهده وأزماته الحالية سيقودنا ويقود وطننا الحبيب الى التمزق والشتات والضعف والهوان والمستقبل المظلم..؟؟ [email protected]