ما المانع أن تكون عدن العاصمة..؟! عدن الجميلة والراقية تستحق أن تكون المركز ولاسيما في هذه الفترة. لم تعد صنعاء تصلح لأن تكون العاصمة وقد أصبحت مليئة بالناس المدجّجين بالسلاح والمباني الشاهدة على تصارع الإخوة والأشقاء والشوارع المزينة بصور القتلى والشهداء. عدن مدينة مسالمة تخلّصت قبل سنوات طويلة من الصراعات المسلّحة التي أنهكتها وشوّهت جمالها كما يحدث اليوم في صنعاء. في عدن أناس يشعرون بالظلم ويعتقدون أنهم ظلّوا لسنوات من بعد حرب 94م يعانون، وربما نقل العاصمة إلى عدن يعالج الكثير من تلك المعنويات المهزومة. قبل أشهر التقيت مصادفة صديقة كانت زميلة لي في المرحلة الإعدادية وكانت ضمن العدنيين الذين جاءوا إلى صنعاء عقب الوحدة مباشرة، التقيتها صدفة وحدّثتني عن مشروعها المهم والذي تكرّس له جهداً ووقتاً كبيرين والذي يهتم بالجيل الجديد. قالت لي صديقتي بالحرف الواحد: إن جيل الوحدة الذي يخرج اليوم يطالب بالانفصال ملبياً دعوات السياسيين القدامى؛ لا يفهمون ولا يستوعبون معنى الوحدة ولم يعيشوا حقبة ما قبل الوحدة وهي من أسوأ ما مرّ به الجنوب. وأزيد على كلامها: إن الشباب الذين يخرجون حاملين أعلام الجنوب، هاتفين بالانفصال لم يسألوا أهاليهم كيف كان الجنوب قبل مايو 90م، ولو سمعوا الكبار يتحدّثون عن النظام الاشتراكي حينذاك، وكيف كانت عدن لا شركات فيها ولا متنزّهات جميلة ولا حدائق أو محلات تجارية وفلل ومبانٍ فخمة تزيّن المدينة. اليوم لو عرفوا كيف كانت عدن لما طالبوا بالانفصال وإنما طالبوا بالتشبُّث بالوحدة ومعالجة الأوضاع التي سبّبها النظام السابق. عودة إلى صديقتي التي قالت أيضاً إن رجال ونساء عدن يرفضون الانفصال تماماً ويمقتون ويخافون أن يعيشوا ما عاشوه قبل الوحدة. اليوم عدن هي العاصمة، ونحن في صنعاء سعداء بهذه الخطوة؛ لأننا على يقين أن هذه المدينة هي الأنسب والأجمل في الوقت الراهن على الأقل. عدن ثغر اليمن الباسم واليوم قلب اليمن النابض أيضاً، عدن اليوم عاصمة اليمن الاقتصادية والسياسية، فهناك الرئيس وستكون الحكومة والسفارات، وهنا قلوبنا تتراقص فرحاً لعدن العاصمة التي نعلّق عليها الآمال العريضة والأحلام الكبيرة بالأمن والسلام والبناء والتنمية التي لا شك وأنها ستنطلق من هناك من عدنالمدينة الجميلة بناسها الطيبين أصحاب اللهجة المحبّبة جدّاً والعقول المنفتحة والنفوس المسالمة. [email protected]