بصراحة لابد من المجاهرة بالقول للقوى السياسية كافة ان حواركم على مدى الثلاث السنوات الماضية هو حوار الطرشان ليس الا وأن اجندات حواراتكم الخفية لم تكن يوماً من الايام من اجل اليمن اولاً ابداً ولكن كانت ولا زالت تهدف الى كيفية اقتسام كعكة السلطة فقط؛ الامر الذي افرغ الحوارات السياسية بين مختلف هذه القوى من مضمونه واصبحت تدور حواراتنا نحن اليمنيين حول رحى تحقيق المصالح الحزبية اولاً على حساب المصالح العليا للوطن بدليل أن اول من ينقلب على مخرجات اي حوار بما فيها مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وبنود وثيقة السلم والشراكة هي تلك القوى السياسية الموقعة عليها . الامر الذي يكشف وبجلاء ان كل هذه القوى السياسية كانت ولا زالت تضمر اهدافاً غير معلنة تخدم وتلبي مصالحها الحزبية، وبالتالي تقدمت للمشاركة في العملية الحوارية بنية غير صادقة الارادة في الاسهام في تحقيق الدولة المدنية الحديثة التي دائماً ما اوجعت رؤوسنا بضجيجها مرددة شعاراتها المعتادة من انها قوى تحمل مشروعاً وطنياً كبيراً بحجم بناء وتشييد مداميك الدولة المدنية الحديثة في الوقت الذي تضمر هذه القوى كل العداء للدولة المدنية الحديثة ! لسبب بسيط ينبغي ان يدركه اليوم كل ابناء شعبنا اليمني العظيم وهو ان معظم القوى السياسية في الساحة اليمنية قد ادمنت المركزية والتسلط في ثقافتها السياسية وادائها على الواقع العملي على مدى العقود الماضية، وبالتالي فإن الطبع غالب على التطبع كما هو مسلم به بديهياً، فمهما لبست هذه القوى التقليدية العتيقة ثوب المشروع الحضاري الديمقراطي لن تستطيع الالتزام يوماً من الايام بالاستحقاقات الحضارية الديمقراطية وستعمل هذه القوى غير المؤمنة بالمشروع الوطني الديمقراطي لإجهاض نجاح اي مرحلة وطنية اسست على مبادئ واسس العملية الحوارية الديمقراطية التي من شأنها تحقيق الدولة المدنية وهو عين ماحصل ويحصل في بلادنا إذ انه وما أن تحقق نجاح مؤتمر الحوار وخرجت وثيقة مخرجات الحوار الى النور فإذا بنا نرى معظم القوى السياسية الموقعة عليها تعلن انقلابها عليها وترفض الالتزام بتطبيقها وهكذا الامر قد انطبق على ماسمي مؤخراً بوثيقة السلم والشراكة الوطنية. وعليه وبناء على ماتقدم فإننا ندعو هذه القوى المتصارعة على السلطة الى العودة الى جادة الصواب وانقاذ اليمن من منزلق الوقوع في دوامة الحرب الاهلية لا سمح الله والتي سنكون جميعاً حطباً لنيرانها. واذا كانت هذه القوى المدمنة على المركزية في الحكم واصبحت اسيرة لهذا الهوى المدمر لأي مشروع وطني حقيقي فإننا صادقون ننصحها الانسحاب من المشهد السياسي لتستريح وتريح شعبنا المكلوم من ويلات صراعاتها الهامشية واختلافاتها التي بلغت مرحلة الجنون اليوم فحال لسان شعبنا اليوم يقول:توافقوا او ارحلوا والحليم تكفيه ال اشارة .