مهما حاولنا أن نغض الطرف عما يحدث في بلادنا، فلم يجد شيء من امرنا، لأننا نحن كيمنيين من يعيش هذه المأساة بكل جوارحها وآلامها بالوقت الذي كان ينبغي التعاطي مع الأوضاع التي يعيشها اليمن بروح من المسئولية الوطنية والتاريخية حتى نتجنب الخلافات التي ستؤثر على مسار الأوضاع الداخلية بصورة وأخرى، ولكن أمراً كهذا لم يؤخذ بالاعتبار من الجميع خصوصاً المكونات السياسية والتي ظلت تدور في حلقة مفرغة من أمرها دون أن تفعل شيئاً على مدى الأربع السنوات الماضية، حيث تأزمت الأمور داخل الوطن جراء غياب الرؤى السياسية الناضجة من قبل كافة القوى المجتمعية بما فيها السياسية والمدنية والشباب والمرأة، في وقت كان يستوجب من كل الأطراف أن تكون عند مستوى المسئولية وتعمل على تغليب مصالح الوطن فوق مصالحها الذاتية والأنانية الضيقة لكن مثل هذا لم يحدث بقدر ما سارت الأمور، خلافاً عما كان يفترض أن يسود على مستوى الواقع، وهذا ما أوصلنا إليه في نهاية المطاف ،حيث أخذت الأحوال تتجه نحو مسارات أخرى لاتخدم المشروع الوطني المدني الذي اتفقت عليه كافة المكونات السياسية، في مؤتمر الحوار الوطني، والذي ظل حلماً يراود كل اليمنيين.. طوال الفترة السابقة دون أن يتحقق منه شيء.. إذاً .. كيف يمكن رأب الصدع أو إصلاح مايمكن اصلاحه قبل فوات الأوان. لأننا نخشى أن تتحول اليمن إلى ساحة حرب بالوكالة عن الآخرين، لانعلم مداها.. أو متى ستنتهي، وهذه ستكون أكبر مشكلة بالنسبة لنا لأن استمرار حالة كهذه سيكون الكل خسران.. وبالتالي إذا كان الحال سيبقى هكذا.. فهل هناك من حكمة وعودة إلى الحوار أم سنظل تائهين دون دراية.. كما هو حالنا دائماً.. إننا لمنتظرون.