نحن بلد «منتهك» السيادة منذ الأزل، هذه طبيعة اليمن ...وهكذا «نحن» من عهد نوح وابنه سام، من زمن سبأ وحمير، قحطان ، وزعطان، وفلتان، يشجب، ويحصب، ويعرب، تُبّعْ و«ذو القرنين» وغيرها من الأسماء المقزّزة..!!. ملطشة للإنس والجن، من أيام جدتنا «بلقيس»بنت ال«هدهاد» وشى بها يوبيوب «هدهد» ضعيف لا حول له ولا طول، كحال المُخبرين أيامنا، لم يجد ما يدافع به عن نفسه أمام. «سليمان» الحكيم - الذي بحث عنه، ولم يجده ... وتوعّده بالذبح - إلاّ أن يكشف له خبر ملكتنا الكافرة التي تعبد الشمس من دون الله، ولم تصلها دعوة النبي، رغم أنها تمكث غير بعييييد من ملك سليمان «يعني ما كانش سليمان في فلسطين، كما ضحك علينا مفسّرو اليهود، فلا يُعقل أن يطير يوبيوب آلاف الكيلومترات، كما أن القرآن يقول عن هذا الهدهد «فمكث غير بعيد» وفلسطين الحالية بعيييييييدة جدّاً عن أرض بلقيس» ربما كان سليمان في مكّة أو جنوب الجزيرة؛ ما علينا..!!. فرّطت سيّدة اليمن بالسّيادة، اختطفوا عرشها، كشفت عن ساقيها، أسلمت مع سليمان، وكما يُشاع أنها سلّمت نفسها زوجة له. الأحباش، دخلوا بلادنا من المخا، حكموا اليمن، واستعبدوا أهلها، ولم يجد سليل التبابعة سيف اليزني وسيلة يستنقذ بها بلده من رمضاء الحبش، وأمّه من أحضان أبرهة سوى اللجوء إلى نار الفُرس المجوس..!!. وهكذا عاشت اليمن العاربة، من غزو إلى غزو، ومن حضن إلى حضن شعارها «الاستقلال بالاحتلال». كل الأديان ولدت وعاشت، وماتت في اليمن «الأوثان، الكواكب، الجن، الملائكة، اليهودية، المسيحية..... إلخ» حتى جاء الإسلام. معاذ دخل اليمن الأسفل «إقليم الجند» بالكلام اللَّيّن، ومازال أصحاب تعز وإب يقادون بالكلام المعسول، والجاه والزلط لحمران العيون..!!. أما الإمام علي - كرّم الله وجهه - صاحب «ذو الفقار» السيف البتار؛ فدخل همدان، ومن ذلك الحين و«إقليم آزال» مش وقت هذا الكلام الأهبل الآن..!!. المهم أن حفيده الإمام يحيى بن الحسين، جاء ليُصلح بين أهل صعدة، ومن يومها ونسله الكرام ما بين كَرٍّ وفر، يصارعون بقية الغزاة الوافدين، من الشام والعراق وتركيا، التتار والمغول الشيشان والهنود، الإنجليز والبرتغال، القرامطة والمقرمطين، حتى ضاقت اليمن بسكّانها الأصليين فتوزّعوا في الأمصار وتركوها لمن جلبوهم كي يحرّروهم من الغزاة. وعليه فاليمن لم تُفَرط البتّة في سيادتها، يشهد بذلك أحد بنود معاهدة «الطائف» التي وقّعت عام 1934م بين المملكة اليمنية المتوكلية في عهد الإمام يحيى بن محمد حميد الدين، ملك المملكة اليمانية، والمملكة العربية السعودية، في عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية، ووقّعها نيابة عنهما كل من سمو الأمير خالد بن عبدالعزيز آل سعود والسيد عبدالله بن علي، وينصُّ البند المذكور على أنه «في حالة حدوث عدوان خارجي على المملكة العربية السعودية أو المملكة اليمانية؛ تلتزم وتتعهد قيادة وحكومة كل من المملكتين بالوقوف صفّاً واحداً، ومواجهة ذلك العدوان، ويكون ذلك بناءً على طلب الطرف المعتدى عليه، وفي حالة حدوث تمرُّد داخلي في المملكة اليمانية أو المملكة العربية السعودية تلتزم قيادة وحكومة المملكتين بعدم دعم ذلك التمرُّد أو مساندة المتمرّدين، وفي حالة طلب المملكة التي يحدث التمرُّد فيها مساعدة المملكة الأخرى في قمع التمرُّد أو مواجهته وإخماده؛ تبادر إلى ذلك بناءً على طلب موجّه إليها»..!!. ظلّت المعاهدة سارية المفعول حتى معاهدة جدّة عام 2000م التي وقّعها رئيس الجمهورية السابق علي عبدالله صالح وملك المملكة العربية السعودية الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، ونصّت على نفس البند الوارد أعلاه ولاتزال سارية، وربما استند إليها الرئيس صالح عندما رفع صور الملك عبدالله، وعندما خاطبنا كيمنيين خلال فترة نقاهته من العاصمة السياسية «الرياض»..!!. يعني كما قال لي الزميل ثابت الأحمدي: السعودية في تدخُّلها الآن تستجيب لبند من بنود الإماميين من عام 1934م، وبناءً على هذا البند الواضح في المعاهدة تدخّلت السعودية لنصرة البدر ضد الجمهورية المدعومة من عبدالناصر، عام 1962م، وأنقذت صالح بالمبادرة الخليجية عام 2011م واليوم تتدخّل بناء على طلب هادي لإنهاء التمرُّد على قيادته من الحوثيين. لن أتحدّث عن دخول المصريين واستجلاب روسيا في الجنوب وحكم بعث العراق وعودة الاستعانة بإيران بعدما يقرب من ألفي عام «يعني ضاربين في الجذور من أيام بن ذي يزن». وهلم جرّا، سأقول صراحة: انسوا الحديث الفارغ أعلاه، فهو من لغو القول، وسقط الكلام، نحن في زمن الأقمارالصناعية، والسماوات المفتوحة، السّيادة تتحقّق وتتجسّد، في حرية الإنسان، وحقوقه، وكرامته، ومصالحه.. إيران ... أم السعودية..؟!. اليمنيون أدرى بشؤون بلدهم، ويعرفون مع أي من هاتين الدولتين تكمن مصلحتهم، هذه حرب عالمية على مسرح أوجاعنا، من يتعنّت فيها سيضرُّ اليمن بعناده. اليابان... أنهت الحرب بصلح. ألمانيا.... ختمت الحرب باتفاقية تقسيم. العراق... سلّمته الولاياتالمتحدة الأميركية غنيمة لإيران. أنا في هذه الحرب أتمنّى أن تنتهي سريعاً قبل أن تتحوّل إلى حرب طائفية، أرجو أن يخرج منها اليمنيون بسلام، وفائدة، وتعايش، واسلمي يا يمن..!!.