عقدت اليوم بصنعاء جلسة مباحثات برلمانية يمنية تركية، تناولت أوجه علاقات الصداقة والتعاون التاريخية التي تربط البلدين الشقيقين وآفاق تعزيزها في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية والبرلمانية. وأكدت المباحثات التي رأسها رئيس مجلس النواب يحيى علي الراعي، ورئيس المجلس الوطني التركي الكبير كوكسال توبتان، على مواصلة تعزيز أوجه المصالح والمنافع المتبادلة بما يحقق التطلعات المشتركة للبلدين. وأعتبر الراعي هذه الزيارة الهامة للوفد البرلماني التركي والتي تكتسب بعداً سياسيا وبرلمانياً واقتصادياً وثقافياً، تأتي تعزيزاً للعلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين. ولفت إلى أن هذه العلاقة التي تعود إلى عام 1538م قد مرت بمراحل تطور كبيرة كللت بزيارة فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية عام1986 إلى تركيا، التي شكلت منعطفا تاريخيا هاما في العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الشقيقين، ودفعت بها خطوات إلى الأمام. وقال رئيس مجلس النواب:" في ضوء زيارة رئيس الجمهورية إلى تركيا تم رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بين البلدين إلى درجة السفراء، تلاها تشكيل اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين، وتفعيل العملية الاقتصادية والتجارية. واستعرض الراعي مجالات الاستثمار في اليمن وما تتميز به من بيئة استثمارية واسعة، وما يكفله قانون الاستثمار من مزايا وتسهيلات للمستثمرين. مرحباً بالاستثمارات التركية في اليمن. وأعرب عن أمله في أن تفتح هذه الزيارة آفاقاً رحبة للتعاون البرلماني ين البلدين. داعيا إلى تعزيز الدور المناط باللجنة اليمنية التركية بما يفعل الأنشطة البرلمانية المشتركة ويوسع الاستفادة من الخبرات لدى الطرفين والتنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وثمن الراعي السياسة الخارجية التركية المتسمة بالايجابية تجاه القضايا الإسلامية، في مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني. من جانبه عبر رئيس المجلس الوطني التركي الكبير عن سعادته والوفد المرافق له بزيارة اليمن ولقائه برئيس مجلس النواب يحيى الراعي. مشيرا إلى أن العلاقة اليمنية التركية تاريخية وذات أواصر وروابط متينة ومستمرة. وأعتبر أن هذه الزيارة ستعزز من مستوى التعاون بشكل اكبر بين البلدين. لافتاً إلى أن زيارة فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية إلى تركيا، أسهمت في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين ونقلتها إلى مصاف أفضل. ودعا رئيس المجلس الوطني التركي الكبير إلى تعزيز الزيارات بين المسؤولين اليمنيين والأتراك ومنها الزيارات في مجال العمل البرلماني في البلدين الشقيقين. متطرقاً إلى مكونات المجلس الوطني التركي الكبير ومهامه وأنشطته. بعد ذلك وقع الجانبان على بروتوكول إضافي للتعاون البرلماني لتطوير العلاقات الثنائية بين المجلسين النيابيين في البلدين الشقيقين، وذلك إنطلاقاً من بروتوكول التعاون بين مجلس النواب اليمني والمجلس الوطني التركي الكبير الذي تم توقيعه في 27 أكتوبر 1994م والذي أعطى بعداً جديداً للعلاقات في المجال البرلماني. وتضمن البروتوكول الإضافي تنظيم دورات تدريبية وتأهيلية في مجالات التشريع والعلاقات الخارجية والدبلوماسية والإدارة البرلمانية والشؤون الإدارية والمالية، وتبادل الزيارات بين الجانبين للتعرف على التجارب البرلمانية للبلدين. كما أن هذا البروتوكول يعد جزءاً مكملاً لبروتوكول التعاون بين المجلسين الموقع بين البلدين. وقد أكد الجانبان على أهمية متابعة تفعيل وتنفيذ كافة بنود البروتوكول الموقع بين البرلمانين، وبما يخدم تطوير العلاقات الثنائية والاستفادة القصوى من الخبرات والتجارب وكل ماهو إيجابي لدى البلدين في هذا المجال. وفي ختام جلسة المباحثات تبادل يحيى علي الراعي رئيس مجلس النواب، وكوكسال توبتان رئيس المجلس الوطني التركي الكبير الهدايا التذكارية المعبرة عن عمق أواصر علاقات الصداقة الحميمة بين البلدين والشعبين اليمني والتركي. إلى ذلك أقام رئيس مجلس النواب يحيى علي الراعي مأدبة غداء على شرف رئيس المجلس الوطني لتركي الكبير السيد كوكسال توبتان والوفد المرافق له. وكان رئيس مجلس النواب يحيى علي الراعي قد أستقبل رئيس المجلس الوطني التركي الكبير كوكسال توبتان والوفد المرافق له، جرى خلال اللقاء بحث علاقات التعاون البرلمانية وسبل تعزيزها وتطويرها في اطار العلاقات المتينة التي تربط اليمنوتركيا. وفي اللقاء رحب رئيس مجلس النواب بالوفد البرلماني التركي والذي تأتي زيارته لليمن في إطار الحرص المشترك للارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى مستوى طموحات وتطلعات الشعبين. فيما عبر كوكسال توبتان عن سعادته والوفد المرافق له بزيارة اليمن لما لهذه الزيارة من أهمية في بحث العلاقات البرلمانية بين اليمنوتركيا، فضلاً عن التطرق إلى سبل تعزيز التعاون في مختلف المجالات وتشجيع القطاع الخاص في البلدين على إقامة المشاريع المشتركة وتعزيز الخبرات الاستثمارية فيما بينهم. جدير بالذكر ان اليمنوتركيا عقدا جلسة مباحثات رسمية منتصف الشهر الماضي كرست لبحث علاقات التعاون الاقتصادي والثقافي بين البلدين. فيما أسفرت اجتماعات اللجنة الوزارية اليمنية التركية المنعقدة في أكتوبر 2008 عن توقيع 11 اتفاقية ومذكرات تفاهم وبروتوكولات تعاون بين البلدين في مجالات مختلفة.