- التطور العمراني يجسد عمق المحبة التي يكنها فخامة الرئيس لهذه المدينة الباسلة - باصرة : الندوة عملية تقييمية لمواقف لقمان كمفكر سياسي ومصلح اجتماعي - الجمهورية / فهيم هاشم العبسي بدأت أمس في جامعة عدن فعاليات الندوة الخاصة بالمناضل/محمد علي لقمان «المحامي» رائد حركة التنوير اليمنية، بمشاركة «50» باحثاً ومهتماً، تحت شعار «من أجل تخليد أحد الأعلام الفكرية والثقافية والاجتماعية والتربوية».وفي حفل افتتاح الندوة ألقى الأخ/عبدالعزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى كلمة أشار فيها إلى أهمية الندوة التي تأتي احتفاءً بمناسبة مرور أربعين عاماً على رحيل المناضل/محمد علي لقمان، كونه أحد أهم أبرز الشخصيات اليمنية التي وجدت في مدينة عدن وترعرت فيها وهامت حباً بجبالها وشطآنها وخلجانها الجميلة، وانشغل بهموم الوطن على امتداد النصف الأول من القرن العشرين.بالإضافة إلى أن هذه الندوة تتزامن مع احتفالات شعبنا بذكرى ثوراته اليمنية الخالدة سبتمبر وأكتوبر، ونوفمبر التي تسجل خروج آخر جندي بريطاني من محافظة عدن قبل 39 عاماً لتنتهي بذلك حقبة من الاستعمار الأجنبي لبلادنا.منوهاً إلى أن آمال وطموحات المناضل الفقيد لقمان قد تجسدت اليوم على امتداد الساحة الوطنية، حيث مدينة عدن تشهد حركة نمو عمراني وتطور حضاري غير مسبوق، تجسد عمق المحبة التي يكنها فخامة الرئيس/علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية لمدينة عدن وأهلها، ليكون نصيبها من النمو والتطور كبيراً ضمن عملية واسعة من النهوض والتطور التي يشهدها الوطن، فاليمن اليوم يتحقق فيها حلم الفقيد الراحل، حيث الديمقراطية والتعددية السياسية وحرية الصحافة ومشاركة المرأة في مختلف مناحي الحياة والأخذ بأسلوب التقدم من خلال العلم والاهتمام بالإنسان الذي بات سمة المرحلة الزاهية التي نعيشها في يمن ال22 من مايو.منوهاً إلى أن مدينة عدن كانت قاعدة تغيير وتطوير، حيث مارس خلالها المناضلون اليمنيون نشاطهم متوحدين بهدف تحرير الوطن اليمني من الاستعمار البريطاني والأنظمة الاستبدادية.حيث قدم الفقيد/محمد علي لقمان صحيفة «فتاة الجزيرة» التي أصدرها في العام 1940م أول صحيفة مستقلة في اليمن والجزيرة العربية، بالإضافة إلى دوره إلى جانب رجال حركة الأحرار الدستوريين في القيام بثورة 1948م.كما كان على صلة وثيقة بشأن أمته في المعاناة الكبيرة التي عانى ويعاني منها الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لعدوان همجي بربري من قوات الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة والضفة الغربية.وأضاف الأخ رئيس مجلس الشورى أن الأمة اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى إظهار التصميم والتضامن على مواجهة هذا العدوان بعد أن أثبتت الوقائع أن الكيان الصهيوني لا يجد سبيلاً غير الهمجية والقتل لتحقيق أغراضه ولفرض شروطه على المنطقة.وأشار الأخ رئيس مجلس الشورى إلى أن اليمن يتجه اليوم نحو إنجاز واحدة من أهم تحولاته نحو مستقبل أكثر ازدهارا،ً من خلال الخطة الخمسية الثالثة، والبرنامج الاستثماري الملحق بها، واللذين سيكونان محل الاهتمام الدولي لمؤتمر المانحين الذي سيفتتحه فخامة الأخ الرئيس/علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في العاصمة البريطانية لندن.منوهاً إلى أن هذا الحدث يؤكد مقدار الاهتمام الذي يبديه الأشقاء والأصدقاء في العالم مع اليمن، ومن شأنه أن يدفع بالاقتصاد الوطني متعدد الأنشطة نحو مزيد من الاندماج مع الاقتصاد الإقليمي والعالمي.وأشار الدكتور/صالح علي باصرة وزير التعليم العالي والبحث العلمي في كلمة ألقاها نيابة عنه الدكتور/أحمد مغلس، إلى أهمية انعقاد الندوة عن المجاهد محمد علي لقمان وتناولها لتراثه الفكري.. مشيراً إلى أنها تعد حلقة من حلقات تصحيح تاريخ الوطن وأعلامه ومفكريه.مشيراً إلى ما خلفه الاستعمار البريطاني من تخلف في المجالات السياسية والاقتصادية والفكرية والاجتماعية، والكفاح المتعدد الأشكال ضد الاستعمار، وما حدث من تشويه لتاريخ بعض تلك الشخصيات وتراثها الفكري ومواقفها السياسية والفكرية والاجتماعية والتي كان محمد علي لقمان رائدها.وأوضح أن الندوة تأتي بمثابة رد اعتبار وتكريم لمحمد علي لقمان، وإعادة تقييم لتراثه ومواقفه كمفكر وقائد سياسي ومصلح واجتماعي لجعل هذا التراث في متناول الجميع، وعلى وجه الخصوص النخب المتعلمة من جيل ما قبل الوحدة المباركة وما بعدها، وترميم جسور التواصل المفيد بين الماضي والحاضر والمستقبل.من جانبه أشار الأخ/أحمد محمد الكحلاني محافظ محافظة عدن إلى أهمية الندوة التي تأتي في إطار من الزمالة العلمية اليمنية والعربية والأجنبية، وفي بيئة علمية تنقب عن تراث غني بالأعمال الفكرية والسياسية والاجتماعية والثقافية لرائد حركة التنوير في اليمن المناضل/محمد علي لقمان الذي استطاع أن يحفر اسمه في عمق الحياة الوطنية.كما ألقى الدكتور/عبدالوهاب راوح كلمة أشار فيها إلى الدور التنويري للمناضل/محمد علي لقمان ،وما حققه داخل اليمن وخارجه.. منوهاً إلى أهمية الندوة التي استطاعت أن تكشف كثيراً من مبادئ الفكر الذي ما زال بحاجة إلى إعادة قراءته.هذا وتناقش الندوة على مدى ثلاثة أيام «50» ورقة وبحثاً علمياً مقدمة من «45» باحثاً وباحثة من الجامعات اليمنية والعربية والأجنبية، تتناول الجوانب الإبداعية ودور المناضل محمد علي لقمان كصحفي وكاتب في حركة الأحرار اليمنية، وتأييده لثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة وأثرها في الثقافة اليمنية.حضر حفل الافتتاح الاخوة/عبدالكريم شائف الأمين العام للمجلس المحلي بالمحافظة، ووحيد رشيد وكيل محافظة عدن، وعبدالله إبراهيم مدير عام المحافظة، وعدد من أعضاء مجلس الشورى وأساتذة الجامعة وأسرة الفقيد في كل من السعودية والإمارات ولندن.